«الأمم المتحدة للاجئين»: ثلثا النساء هربن من بلادهن بسبب اعتداءات أفراد الجماعات الإجرامية في 2015

نساء في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس يعانين استعباد العصابات

العصابات في الدول الثلاث تتصيد فتيات المدارس والجامعات. غيتي

تعيش مجموعة كبيرة من النساء والفتيات في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس في حالة من الرعب، حيث يتعرضن للتحرش والاختطاف من قبل العصابات المسلحة، فضلاً عن معاملتهن كغنائم في الحروب الداخلية التي تنشب بين هذه العصابات. وتعد سارة رينكون (18 عاماً) واحدة من حالات عدة ظلت ضحية لهذا الوضع، فقد كانت عائدة من كليتها في سان سلفادور، عاصمة السلفادور، عندما هاجمها ثلاثة من أفراد عصابة، شهروا السلاح في وجهها، بعد أن ظلوا يتحرشون بها أسابيع عدة. وتقول إن رئيس العصابة خاطبها قائلاً: «ليس هناك امرأة تعصي أوامري»، وتمضي قائلة «إذا رفضت أن أصبح صديقته فسيقتلني ويقضي على أفراد عائلتي، لم أستطع مغادرة منزلي، ولم تستطع الأسرة البقاء هناك فهربنا الى المكسيك في جنح الليل».

وهربت رينكون ووالدها نحو الشمال، ويتشاركان الآن غرفة صغيرة في تاباتشولا، أكبر مدينة على الحدود الجنوبية للمكسيك، في حين قدما طلباً للسلطات من أجل الحصول على وضع لاجئ، لكنهما لم يستطيعا جلب جميع أفراد الأسرة معهما، لذلك أقامت والدتها وأشقاؤها الخمسة مع أقاربهم في جزء آخر من سان سلفادور – تلجأ إليه موجات متزايدة من النازحين داخلياً في البلاد. وتقول: «أشعر كأنني في مصيدة، أفتقد أمي، أريد فقط أن ينتهي كل هذا العذاب».

وتهرب أعداد متزايدة من النساء والفتيات من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس، إلى بلدان أخرى في المنطقة وسط أدلة دامغة بأن العصابات الإجرامية تستهدف بشكل منتظم المراهقات لتستغلهن لأغراض جنسية.

ورغم مرور أكثر من 20 عاماً على توقيع اتفاقات سلام أنهت صراعات شرسة في المنطقة ظلت تدور بين مقاتلي الجناح اليساري والديكتاتوريات المدعومة من الولايات المتحدة، فلاتزال الدول الثلاث التي يطلق عليها «المثلث الشمالي» تكافح للتخلص من إفرازات هذه الحروب.

وقد ساعدت عناصر الأمن الفاسدة، وعصابات المخدرات الدولية، وعصابات الشوارع المتحاربة، على تحويل هذه الدول لتصبح الأكثر خطورة في العالم خارج نطاق الحروب الرسمية. وأصبح العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في تزايد مستمر، فضلاً عن أزمة اللاجئين التي بدأت تتكشف على عتبة أميركا.

وتعرضت تقريباً 15 ألف فتاة من المثلث الشمالي تراوح أعمارهن بين 12 و17 عاماً للاعتقال منذ عام 2014. ويقول المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالأشكال المعاصرة للعبودية، أورميلا بهولا: «إن التجنيد القسري للفتيات والشابات في الأنشطة ذات الصلة بالعصابات، خصوصاً إجبارهن على ممارسة الدعارة من خلال تقديم خدمة جنسية لأفراد عصابة في السجون، لهو دليل على العبودية الحديثة، ويعكس شكلاً من الأشكال المتطرفة للاستغلال الجنسي، ويحط من كرامة الإنسان». ويضيف أن العصابات تمارس السلطة الأبوية العميقة التي تسود في هذه المنطقة، ويعتقد أنها مشكلة تؤثر في الملايين من النساء والفتيات.

لكن المشكلة الكبرى تتمثل في أن السلطات الإقليمية لاتزال تنكر وجود هذه الظاهرة، ووفقاً لمديرة الأميركتين في منظمة العفو الدولية، لاريكا غيفارا، فإن «النساء والفتيات يعشن حالة دائمة من الرعب، ويتم التعامل معهن على أنهن مجرد غنائم في الصراع بين العصابات التي تتحكم إلى حد كبير في مصير هذه البلدان». وتضيف أن السلطات ينبغي أن تستثمر جزءاً من الملايين التي تحصل عليها لأغراض وقف الهجرة، ومن خلال برامج حماية المرأة في المنزل.

وتعيش أندريا هرنانديز (17 عاماً) في أحد ملاجئ تاباتشولا للمهاجرين مع ثمانية من أفراد عائلتها، الذين هربوا من مدينتهم تيغوسيغالبا، في هندوراس، وذلك بعد ان تعرضت هيرنانديز ذات ليلة للاختطاف من إحدى العصابات وهي تسير في الطريق، حيث احتجزتها عصابة لمدة أسبوع، ليتم إنقاذها من قبل السلطات بعد أن توسلت إليهم والدتها، إلا أن الأسرة خافت من الانتقام من العصابة ففرت من موطنها.

ووصف ثلثا النساء اللاتي استجوبتهن وكالة الأمم المتحدة للاجئين في عام 2015 التهديدات والهجمات المباشرة من قبل أفراد الجماعات الإجرامية بأنها السبب الرئيس في هروبهن من بلادهن، إلا أن هروبهن من منازلهن لم يضمن لهن السلامة.

تويتر