برلماني يصفه بالخادش للحياء.. وأنه كان يستحق عقوبة السجن

محاولة جديدة لـ «اغتيال» نجيب محفوظ بعد 10 سنوات من وفاته

صورة

تحولت معركة لإقرار قانون في مجلس الشعب المصري، خاص بقضايا النشر، إلى معركة حول الأديب العالمي، حائز نوبل، نجيب محفوظ، بعد أن هاجمه برلماني، ووصف أعماله الأدبية بأنها «خادشة للحياء»، فأثار توصيفه استفزاز عدد من زملائه تحت قبة البرلمان، ثم انتشرت النيران إلى الوسط الثقافي الذي دافع عن محفوظ باستماتة، وخرج إعلامي على فضائية وهو يرتدي «تي شرت محفوظ»، لينقل المعركة إلى الشارع، وفيما سعى البرلماني صاحب الهجوم إلى التراجع والتخفيف من عباراته، دعت أطراف مجتمعية إلى تصعيد الموقف، معتبرة ما جرى عملاً ضد الاستنارة.

بدأت الأزمة التي انطلقت يوم الإثنين الماضي ولازالت لدى مناقشة مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر رقم 58 لسنة 37، الخاص بقضايا النشر، وتحديداً أثناء مخاطبة البرلماني د. أحمد سعيد لزميله أبوالمعاطي مصطفى - النائب عن الدائرة الثانية في دمياط - بالقول: «هل تقصد أن أعمال نجيب محفوظ كلها خادشة للحياء، ما هو خدش الحياء؟ فهل كان نجيب محفوظ يخدش الحياء في السكرية وقصر الشوق؟»، فردّ النائب أبوالمعاطي مصطفى بالقول: «نعم السكرية وقصر الشوق فيهما خدش حياء، ونجيب محفوظ يستحق العقاب، لكن لم يحرّك أحد دعوى قضائية ضده في تلك الفترة». وردت النائبة نادية هنري قائلة إن «هذا القول بالغ الخطورة، ولا يُسكت عنه».

وبعد دقائق من التجاذب، انتقلت المعركة من تحت قبة البرلمان إلى الإعلام ومواقع الاتصال الاجتماعي، وجدد أبوالمعاطي مصطفى الهجوم بتصريحات ـ ربما قصد منها التخفيف فأفلتت منه ـ قال فيها إن «نجيب محفوظ الأديب العالمي والروائي ليس مقدساً، فهو بشر يخطئ ويصيب، وأنا أحترم عالميته، وأقصد ما تم تصويره في بعض الأفلام من لقطات تخدش الحياء العام، وإنه لابد من محاكمة المخرج الذي قام بتجسيد تلك المشاهد وإخراجها بتلك الصورة، فيما لو أن السيناريو أو الرواية التي كتبها نجيب محفوظ لم تكن تحتوي على تلك اللقطات». مؤكداً «إننا نحافظ على الشعب المصري، ونخشى على أبنائنا من الفتن».

وحاول وكيل اللجنة التشريعية بالبرلمان، نبيل نجم، التخفيف من وقع ما جرى، فقال إن «مصر أحوج ما تكون لأكثر من الحديث عن تصريح النائب أبوالمعاطي مصطفى حول نجيب محفوظ، وإنه لا يجب تحميل الأشياء أكثر مما تستحق». مضيفاً أن «رد النائب كان انفعالياً على زميل له، ولم يتم وضعه في مضبطة اللجنة».

لكن الأزمة كانت قد أفلتت من عقالها. وفي ردة فعل أولية على الهجوم، قالت الروائية والمترجمة سحر توفيق: «استمعت إلى خبر فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل وأنا أسير في سوق المعادي، وفوجئت بأحد الباعة ينادي على من حوله قائلاً: نجيب محفوظ فاز بجائزة نوبل. وأنا لا أبالغ، إنه أحد باعة الخضر، ورد عليه الآخرون بفرحة: يقولون إن نجيب محفوظ لا يعرفه إلا المثقفون. يقول أبوالمعاطي إن نجيب محفوظ خادش للحياء! نجيب محفوظ كان يكتب الحياة نفسها، وكان يكتب حياة الناس، لأنه كان يعيش بين الناس، ويحس بالناس، ويفهم الناس..».

وقال الناقد، جابر عصفور «لا أجد تعليقاً على كلامه سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء».

من جهتهم، أصدر المثقفون المنتمون إلى محافظة دمياط، التي يمثلها النائب المذكور، بياناً استنكروا فيه ما صدر عن ابن دائرتهم الانتخابية، وقال البيان: «في الوقت الذي يضحي فيه أبناء مصر بأرواحهم لحماية الوطن من جرائم الإرهاب، صدر عن عضو البرلمان أبوالمعاطي مصطفى (عن دائرة كفر سعد ـ محافظة دمياط)، عبارات ادعى فيها أن روايات نجيب محفوظ تخدش الحياء العام، وأنه كان يستحق عقوبة السجن، ما يكشف عن خطورة تلك العقول على مستقبل الوطن». فيما دعا الأديب خليل الجيزاوي إلى أن «تتم محاكمة عضو مجلس النواب، وتحويله إلى لجنة التحقيق داخل المجلس، بتهمة تكدير السلم العام، لأنه لا يعرف قيمة الكاتب العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الآداب في عام 1988».

تويتر