كلينتون وترامب على طرفي نقيض

الانتخابات الرئاسية تُحْدِث تحولات واضحة في السياسة الخارجية الأميركية

المرشحان الرئاسيان كلينتون وترامب.. تباين في التوجهات. أ.ف.ب

من الملاحظ أن السباق الرئاسي الأميركي، هذا العام، سيحدث تحولاً عميقاً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أكثر من أي وقت مضى في الذاكرة الحية. حيث إن وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، التي تتبنى سياسة «الدبلوماسية أولاً، والقوة كملاذ أخير»، تبدو أكثر تشدداً مقارنة بمسار «القوة الدفاعية»، الذي يتبناه الحزب الجمهوري في العادة، ومرشحه وحامل لوائه رجل الأعمال، دونالد ترامب، الذي يحبذ التدخلات العسكرية في الخارج، ويقدم أغصان الزيتون إلى الخصوم.

ففي المناظرة الأخيرة، التي جرت الشهر الماضي، أشار ترامب إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ذكر عنه «أشياء جميلة»، مضيفاً: «إذا مضت الحال على هذا المنوال، فإن ذلك من شأنه أن يشكل بادرة جيدة». لكنه بالمقابل ذكر أن خطط كلينتون للنزاع في سورية «سوف تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة» مع روسيا.

حتى لو خسر ترامب – كما تشير استطلاعات الرأي قبل أقل من أسبوع من بدء الانتخابات – فإنه بذلك يكون قد أثر في التحالفات التقليدية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويعني أنه أعلن الحرب على حزبه، ما دفع المئات من نخبة الأمن القومي في الحزب إلى تشكيل ما أطلقوا عليه «لا لترامب»، وربما حتى دعموا كلينتون.

وبعد التصويت في الثامن من نوفمبر الجاري، فإن الحزب الجمهوري، الذي نجح لسنوات في إبراز نفسه الأكثر ضماناً لأمن الولايات المتحدة، سوف يلجأ إلى لملمة نفسه مرة أخرى، أو ربما يبدأ في ترقيع نفسه من جديد. ويقول المستشار القانوني لوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، جون بيلينغر، في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، من الواضح أن «الحزب أصبح في ورطة كبيرة».

إضافة إلى موقفه، الذي يشمل مجموعة كبيرة من قضايا السياسة الخارجية، ويفتقر إلى فلسفة سياسية متماسكة، فإن هذا المرشح الجمهوري يدعو بشكل فضفاض إلى انعزالية جديدة، أطلق عليها اسم «أميركا أولاً»، حيث تعود أصول هذه العبارة إلى أربعينات القرن الماضي. ويبدو أن خطاب ترامب معادٍ لرؤية الرؤساء الجمهوريين منذ عهد دوايت أيزنهاور، حيث جعلت تلك الرؤية الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية، تعمل على تعزيز وحماية الأسواق الحرة والتجارة الحرة، بينما تصيغ الدبلوماسية، وتستخدم القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها وحلفائها.

عبارة «أميركا أولاً» جعلت بعض الأكاديميين يصنفون ترامب في الفئة التي أطلقوا عليها «القومية المحافظة»، وفقاً للأستاذ بكلية «شار» للسياسة والحكم بجامعة جورج ميسون، كولن ديوك.

وتنتقد كلينتون ترامب باستمرار، لآرائه غير المتماسكة بشكل خطير بشأن السياسة الخارجية، وتعصبه، وكراهيته للأجانب. واستمرت في الدعوة إلى نوع أكثر صلابة من «القوة الذكية» التي تتبناها إدارة أوباما، بثنائها على الصفقة التاريخية بشأن البرنامج النووي الإيراني، والدفاع عن معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا، والترويج لمزيد من الانفتاح نحو كوبا.

 

تويتر