مقهى بريطاني يمنع استخدام الهاتف النقال

اقتناعاً منه بأن الهواتف الذكية تدمر حياتنا الاجتماعية، قرر صاحب مقهى افتتح حديثاً، منع استخدام الهواتف النقالة. وبدلاً من الرسائل النصية، والتحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت، يدعو مقهى «جين تاب» زبائنه للتفاعل المباشر في الواقع مع الأهل والأصدقاء.

وقد طلب مالك المحل ستيف تايلر من ضيوفه، ببساطة، عدم استخدام هواتفهم داخل المقهى، وعوضاً عن منعهم، اختار تعطيل الخدمة تماماً. فالمكان مجهز بقفص معدني مثبت في السقف، ما يجعل الحصول على استقبال الإشارة داخل المقهى مستحيلاً. ويقول ستيف إنه الاستثناء الوحيد في قانون اللاسلكي في بريطانيا، الذي يمنع حجز إشارة الاستقبال عن الناس، لذلك فإن ما قام به قانوني 100٪.

وأضاف: «لقد قتلت الهواتف النقالة حياة المقاهي، عندما نكون مع الناس في مكان ما، أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى وسائل الاتصال الاجتماعي!»، واستطرد: «عوضاً عن أن نقول للناس إنهم لا يستطيعون استخدام الهواتف، عطلنا الخدمة في الداخل». في المقابل، وفر المقهى لزبائنه هواتف تقليدية متصلة بخط أرضي، ويمكن للضيوف استخدام الهاتف الموجود على كل طاولة لطلب مشروبات إضافية، أو التحدث مع طاولة أخرى، بشرط أن يدفع المتصل مقابل المشروبات التي يتناولها الأشخاص الذين يتصل بهم.

يضيف ستيف «يذهب الكثير منا إلى المقاهي، وعند وجودنا مع بعض لا نتحدث إلى بعضنا بعضاً.. الكل يبقى وحيداً!»، موضحاً: «أردت أن يتفاعل الناس في المقهى مع بعضهم بعضاً، وليس مع أشخاص آخرين ليسوا معهم - عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وبالنسبة له، فإن استخدام الهاتف النقال في المقاهي يعني «قتل التفاعل الاجتماعي مع الناس. إنهم يتواصلون مع أشخاص ليسوا معهم. يمكنهم فعل ذلك في المنزل، ولماذا يفعلون ذلك في المقهى بوجود أشخاص أمامهم».

ومنذ افتتاحه، نهاية يوليو الماضي، استقطب مقهى «جين تاب» العديد من الأشخاص الذين استحسنوا الفكرة، وفي ذلك يقول ستيف: «الاهتمام كان كبيراً، ونحن فخورون حقاً بما فعلنا»، مضيفاً: «الجميع هنا يتحدث مع الجميع، مثل الأيام الأولى». ويعمل المحل على نظام المشاركة، فقد يتشارك أشخاص مع غرباء في طاولة واحدة، والمهم أن لا وقت لاستخدام الهاتف النقال.