طالب الألمان بالاعتياد على الإجراءات الأمنية المشددة

وزير الداخلية الألماني: ليس هناك دولة دستورية يمكنها منع جميع الجرائم

صورة

قال وزير الداخلية الألماني توماس دوميريز، إنه تم اتخاذ إجراءات أمنية يقظة في الأماكن التي وقعت فيها الأحداث الرئيسة، كالهجوم الذي قام به مهاجر أفغاني على أحد القطارات بالقرب من مدينة فورزبيرغ الألمانية، وأضاف الوزير دوميريز في مقابلة مع مجلة ديرشبيغل الألمانية، أن الأعمال الإرهابية، المتزايدة التي تثير مخاوف الألمان، لا يمكن القضاء عليها بصورة شاملة. وفي ما يلي المقابلة.

شبيغل: بعد نيس وفورزبيرغ، هل ستصبح ألمانيا مثل إسرائيل، حيث الحواجز الأمنية والشرطة الموجودة في كل شارع؟

دوميريز: لا، لكن علينا أن نعتاد مزيداً من الإجراءات الأمنية الأكثر تشدداً، خلال الأنشطة والفعاليات العامة، مثل المهرجانات ومباريات كرة القدم، وهذا لسوء الحظ صحيح.

شبيغل: كيف سيبدو ذلك؟

دوميريز: هذا الأمر سيتم تحديده على الصعيد المحلي، إذ يمكن أن يكون عن طريق السيطرة على المداخل، أو وضع حواجز كبيرة. لكن الإجراءات يجب أن تكون متناسبة مع الوضع المحلي. وأنا أعارض إحداث أي تغييرات أساسية لحريتنا، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمناسبات المفرحة.

شبيغل: الرجل الذي نفذ الهجوم على ركاب القطار في فورزبيرغ لم يكن معروفاً من قبل بأنه متطرف، هل هناك أي منظمات أمنية يمكنها منع وقوع حوادث مشابهة؟

دوميزير: ليس هناك دولة دستورية في العالم تستطيع منع حدوث جميع الجرائم، أو أي عمل إرهابي يقع على أراضيها، لكن مهمتنا أن نفعل كل ما بوسعنا. وهذا ما نقوم به. ومن أساسيات عمل أجهزتنا الأمنية جمع المعلومات عن الأشخاص الذين يمثلون خطراً محتملاً، أو عن التطورات الخطرة قبل وقوعها.

شبيغل: دعت الشرطة إلى نشر عدد من أفرادها بملابس مدنية لمراقبة القطارات، مثل عناصر الشرطة الموجودين في الطائرات لحماية الأمن، فما رأيك بهذه الفكرة؟

دوميريز: لا أعتقد أن هذه الفكرة واقعية، إذ ثمة 40 ألف قطار تتحرك يومياً في ألمانيا، ناهيك عن قطارات الترام، لكن ما اعتبره ضرورياً هو زيادة عدد الجباة والعاملين في قيادة القطارات، لأنهم أيضاً يمكن أن يكونوا الأشخاص الذين يمكن اللجوء إليهم عند وقوع أي حوادث أو فوضى، أي أنهم يمكنهم تقديم درجة معقولة من الأمن. ولكن هذا ليس له علاقة بالحرب ضد الإرهاب.

شبيغل: هل تعتقد أن الهجوم في قطار فورزبيرغ دليل على أن سياسات الحكومة المتعلقة باللاجئين جعلت البلاد أقل أمناً؟

دوميريز: لا، لأن خطر الإرهاب كان موجوداً دائماً، لكنه مرتفع الآن. ولدينا مؤشرات إلى أنه ربما يكون بين اللاجئين إرهابيون. وأي إخباريات تصلنا يتم التحقيق فيها بحذر من قبل السلطات، واتضح أن معظمها ليس صحيحاً.

شبيغل: هل كان من الخطأ السماح لعدد كبير من المهاجرين بدخول ألمانيا العام الماضي دون معرفتهم جيداً؟

دوميريز: لا نستطيع نسيان ولسنوات عدة، أنه لم يكن لدينا صورة شاملة حول من يسافر إلى ألمانيا، وهذا ليس نتيجة الإهمال، إنما هذا هو مبدأ اتفاقية شنغن. لكن التحديات كبيرة الآن، كما أن حلها يكمن في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وفي سجل أوروبي للداخلين والمغادرين، حيث يتم تسجيل جميع عابري الحدود داخلاً وخارجاً.

تويتر