قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء اليافعي لـ«الإمارات اليوم»:

الإمارات لعبت دوراً محورياً في تحرير عدن وإجهاض مشروع الانقلابيين

هادي خلال زيارته قاعدة العند الجوية ومعسكر لبوزة. أرشيفية

لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً رئيساً في عملية تحرير العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، والمحافظات المجاورة لها من سيطرة ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح، والتي أعلنت في مثل هذا اليوم مدينة محررة من سيطرة الانقلابيين، في إطار مهامها ضمن عمليات دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية الدستورية في اليمن التي أطلق عليها «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/07/8ae6c6c554dc1426015618f731373974.jpg

أحمد سيف اليافعي:

الإمارات أسهمت إلى جانب السعودية في إجهاض مشروع الميليشيات الانقلابية التي كانت تهدف في السابع من يوليو 2015 إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة.


- الدعم الإماراتي لم يتوقف عند سير المعارك، بل عملت الإمارات على تدريب وتأهيل وتسليح ثلاثة ألوية عسكرية، وأعطت اهتماماً كبيراً للجهاز الأمني التابع لوزارة الداخلية.

- الإمارات مازالت تقدم دعمها المباشر لتحرير المحافظات اليمنية، إلى جانب استمرار دعمها للوحدات العسكرية من أجل الحفاظ على النصر الذي تحقق على الميليشيات الانقلابية.

كما أسهمت الإمارات إلى جانب السعودية في إجهاض مشروع الميليشيات الانقلابية التي كانت تهدف في السابع من يوليو 2015 إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة تستكمل بها سيطرتها على مديريات دار سعد، والشيخ عثمان، والمنصورة، والبريقة، وتحكم قبضتها على مصفاة عدن، خصوصاً بعد سيطرتها على المطار والميناء، وهو ما أكده قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، الذي أوضح أن الإمارات قدمت دعماً للمقاومة في عدن مكنها من المحافظة على المديريات الواقعة تحت سيطرتها، والتصدي لمحاولات الانقلابيين المتكررة للتوغل فيها.

وقال اللواء اليافعي، في حديث خاص لـ«الإمارات اليوم» بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير العاصمة عدن، إن المدينة والمدن المجاورة جرى إسقاطها من قبل الميليشيات الانقلابية من خلال الألوية العسكرية المنتشرة فيها، والبالغ عددها سبعة ألوية، منها ثلاثة ألوية مدرعة، وثلاثة ألوية مشاة، ولواء ميكانيكي، إلى جانب معسكرات قوات الأمن الخاصة التي كانت خاضعة بشكل كلي للميليشيات الانقلابية، لافتاً إلى أن تلك المعسكرات أعلنت ولاءها للجماعة الانقلابية بالتزامن مع زحف تلك الميليشيات نحو المحافظات الجنوبية أواخر مارس من عام 2015.

وأضاف: «عندما بدأ سقوط المناطق في مدينة عدن خرج عشرات الشباب ومعهم العسكريون ممن سرحهم النظام السابق قسراً لمقاومة تلك الميليشيات بسلاحهم الشخصي، وكانت تعد تلك المقاومة بائسة مقارنة بالسلاح الثقيل والمتوسط الذي كانت تمتلكه تلك الميليشيات، حتى تدخلت السعودية التي قامت بإنزال جوي، والإمارات التي تمكنت من إدخال السلاح بحراً، فتمكن أولئك الشباب من الصمود في وجه تلك الميليشيات».

وأكد اللواء اليافعي، أن الدعم الإماراتي والسعودي للمقاومة في عدن بدأ منذ شهر أبريل، أي بعد أيام من اجتياح الميليشيات الانقلابية للمدينة، موضحاً أنه تم خلال تلك الفترة إيصال أسلحة ومضادات للدروع للمقاومة؛ للتمكن من الصمود أمام الآلة العسكرية للانقلابيين، وفعلاً تمكنت المقاومة من الحفاظ على المديريات الأربع الواقعة شمال وغرب عدن، ومنع الميليشيات الانقلابية من التوغل فيها.

وكشف اللواء اليافعي عن مخطط للميليشيات الانقلابية من جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح، كان يهدف إلى استكمال السيطرة على بقية المديريات وإعلانها في السابع من يوليو مدينة خاضعة بالكامل لميليشياتهم، بالتزامن مع ذكرى حرب صيف عام 1994، التي انتهت في التاريخ نفسه، وحشدوا لذلك قوة بشرية كبيرة معززة بعشرات الدبابات والمصفحات المدرعة، مشيراً إلى أن الإمارات بالتنسيق مع السعودية عملت في تلك الفترة لإجهاض هذا المخطط بتزويد المقاومة وبصورة عاجلة بصواريخ حرارية مضادة للدبابات من الجيل الخامس، والتي يصل مداها إلى خمسة كيلومترات، ما حال دون نجاح هذا المخطط.

ولفت اللواء اليافعي إلى أن القيادات العسكرية اليمنية والإماراتية في أثناء ذلك كانت تضع خطة تحرير المحافظة من خلال عملية عسكرية سريعة تشل حركة العدو، وتجنب المدينة مزيداً من الدمار والتخريب، فقد تحركت المقاومة التي جرى تدريبها في الإمارات بعد تزويدها بالأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة، لكسر الطرف الغربي لهلال التطويق في منطقة عمران بمديرية البريقة، بهدف اختبار القوات القتالية وإخراج جزء من قوات العدو من عدن؛ لتعزيز المنطقة المستهدفة، مؤكداً أن الخطة حققت نجاحاً باهراً وأدت إلى السيطرة الكاملة على منطقة عمران وتطهيرها في يوم واحد، إلى جانب تشتيت قوات العدو.

وأضاف: «بعد هذا الانتصار السريع بدأ التفكير في تحرير المطار، وتحركت القوات بثلاث شعب: الأولى باتجاه جزيرة العمال وتصل إلى جولة 26 سبتمبر في خور مكسر وتقطع الطريق بين خور مكسر والمعلا كمهمة مباشرة، ومهمة تالية تواصل الهجوم للسيطرة علی ميناء المعلا ومدينة المعلا، والثانية باتجاه المطار حيث تهاجم وتقوم بمهمة السيطرة علی جولة الرحاب - المطار واستعادة خور مكسر، ومهمه تالية تواصل الهجوم للسيطرة علی كريتر».

وبحسب اللواء اليافعي، فقد تم تكليف الشعبة الثالثة بالاتجاه إلى منطقة العريش - ساحل أبين، وأن تقوم بمهمة فصل عدن عن أبين ولحج، وتمنع إمداد القوة المحتلة عن طريق أبين أو لحج، وكذلك منع انسحاب القوات المحتلة لعدن وتدميرها أو استسلامها، مشيراً إلى أنه خلال النصف الأول من يوم العملية الأول تم خرق دفاعات العدو وفصل قواته الرئيسة عن مؤخرتها، وكذلك حرمان العدو من الانسحاب أو المناورة بالقوة والوسائل، وخلال ثلاثة أيام من العمليات الهجومية النشطة تم استكمال تدمير واستسلام القوات المحتلة، واستعادة محافظة عدن كاملة بمطارها ومينائها.

وأضاف أنه تم بعد استعادة السيطرة على العاصمة عدن بدء التحرك لتحرير محافظتي أبين ولحج شرق وشمال العاصمة، وذلك بهدف تأمينها بشكل كامل، خصوصاً من صواريخ الكاتيوشا التي تكثر الميليشيات الانقلابية من استخدامها، حيث تم الالتفاف على تلك الميليشيات الانقلابية لتحرير محافظة لحج من الخلف مع استمرار العمليات القتالية في حدود المحافظة مع العاصمة عدن، وذلك بهدف القضاء على دفاعات العدو القوية، لافتاً إلى أن القوات الشرعية استمرت في تحقيق انتصاراتها وتمكنت من تحرير محافظة لحج والانتقال إلى تحرير قاعدة العند العسكرية، وقطع طريق الإمداد أو الانسحاب علی القوات المقاتلة في لحج، وخلق ذعر وانهيار في قوات العدو المدافعة في لحج خوفاً من التطويق. وأكد أنه تم بهذه العمليات الهجومية تحرير عدن ولحج وفتح طريق طريق العند - ردفان - يافع - الضالع، كما فتحت لحج وعدن أمام سكان هذه المناطق.

وأشاد اللواء أحمد سيف اليافعي بدور القوات المسلحة الإماراتية في تحقيق الانتصارات خلال هذه المعارك التي سجلت سقوط شهداء إماراتيين، واختلطت دماؤهم بدماء أشقائهم اليمنيين، منوهاً بأن الدعم الإماراتي لم يتوقف عند سير المعارك، بل عملت الإمارات على تدريب وتأهيل وتسليح ثلاثة ألوية عسكرية، وأعطت اهتماماً كبيراً للجهاز الأمني التابع لوزارة الداخلية.

وقال: «مازالت الإمارات تقدم دعمها المباشر لتحرير المحافظات اليمنية، إلى جانب استمرار دعمها للوحدات العسكرية من أجل الحفاظ على النصر الذي تحقق على الميليشيات الانقلابية»، مؤكداً أن المحافظات المحررة بفضل هذا الدعم المتواصل من قبل الإمارات والسعودية، أصبحت منيعة ولن يتمكن الانقلابيون من احتلالها مرة أخرى، مضيفاً أنه «مهما عززوا مواقعهم فإنهم لن يحققوا أي نصر، لأن معنويات جنودنا ومقاتلي المقاومة مرتفعة، وصامدة، ومستعدون لتقديم مزيد من الشهداء دفاعاً عن النصر الذي تحقق بفضل الله عز وجل، وبفضل الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية».

 

تويتر