إثر الانقلاب العسكري الفاشل

العلاقات الأميركية مع تركيا ستصبح أكثر تعقيداً

صورة

أدى الانقلاب الفاشل، الذي قامت به مجموعة من العسكريين الأتراك، إلى جعل العلاقات بين الولايات المتحدة وأحد أهم حلفائها في وضع صعب. ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما فريق الأمن القومي إلى اجتماع غير عادي، صباح السبت الماضي، لمناقشة الأحداث في تركيا، وتلا ذلك مباشرة دعوة إلى مؤتمر صحافي مع مستشاريه للسياسة الخارجية.

رفض الولايات المتحدة إرسال غولن إلى تركيا من شأنه زيادة تعقيد العلاقة المتوترة أصلاً بين البيت الأبيض وتركيا.

ودان كبار مسؤولي الإدارة الأميركية ما قام به الانقلابيون الأتراك بأشد العبارات، ورحب البيت الابيض، ووزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بشدة بفشل الانقلاب. وتعتمد الولايات المتحدة على دعم تركيا لمواصلة معركتها ضد تنظيم «داعش»، وتقديم ملاذ آمن للآلاف من المهاجرين الهاربين من سورية. وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، لـ«مركز الأمن الأميركي الجديد»، ايلان غولدنبيرغ: «بدا ذلك وكأنه سيناريو كابوس وتم تجنّبه، ولكن تركيا ستظل في حالة غير مستقرة ومقلقة».

وقتل ما يزيد على 100 شخص من المشاركين في الانقلاب، اضافة إلى 160 من المدنيين والشرطة، في أعقاب الفوضى الناجمة عن خروج الشعب التركي إلى الشوارع، لمنع الجيش من الاستيلاء على السلطة. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ظهر في إسطنبول، أن المسؤول عن الانقلاب هم اتباع رجل الدين فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية، بهدف إثارة الفوضى والقلقلة في البلاد. وقال أردوغان خلال خطابه أمام الشعب التركي في إسطنبول: «أبعث برسالة إلى بنسلفانيا أقول فيها لغولن: لقد شاركت بما يكفي من الخيانة ضد بلدك. وإذا كنت جريئاً ارجع إلى بلدك». ومن المرجح أن تؤدي محاولة الانقلاب الفاشلة إلى زيادة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة. وقال المسؤول السابق في البيت الأبيض، ديريك تشوليت: «من الصعب معرفة كيف يمكن أن يؤثر ذلك في النظام الديمقراطي. والعلاقة مع تركيا تزداد تعقيداً باستمرار». وانتقد الرئيس أردوغان الولايات المتحدة لسماحها لغولن الذي يتآمر ضده، بالعيش في ولاية بنسلفانيا. وقال تشوليت: «يشعر أردوغان بالتوجس من أتباع غولن منذ سنوات عدة. وشاركت في اجتماع تحدث فيه أردوغان لفترة طويلة عن أتباع غولن أكثر من حديثه عن (داعش)». وأنكر غولن مشاركته في محاولة الانقلاب، واعتبر ما قاله أردوغان إهانة، وقال للصحافيين إن محاولة الانقلاب التي وقعت في تركيا يمكن أن تكون «مفتعلة» من قبل الحكومة التركية. وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن الولايات المتحدة ستدرس طلباً من الحكومة التركية لإعادة غولن إلى تركيا كي تتم محاكمته. وقال كيري: «ندعو الحكومة التركية، كما قلنا لها دائماً، إلى تقديم الدليل القانوني ضد غولن، وستقبل الولايات المتحدة ذلك ونتخذ الاجراء المناسب حيال تسليم غولن».

ولابد أن رفض الولايات المتحدة إرسال غولن إلى تركيا من شأنه زيادة تعقيد العلاقة، المتوترة أصلاً، بين البيت الأبيض وتركيا. وقامت الحكومة التركية بإغلاق قاعدة إنجرليك في أعقاب محاولة الانقلاب، وهي مركز مهم جداً للطائرات الحربية الأميركية، وكذلك الطائرات بلا طيار، التي تضرب أهدافاً في شمال العراق وسورية. وقالت البنتاغون، يوم السبت الماضي، إنها تعمل مع الأتراك لاستئناف العمليات الجوية في هذه القاعدة في أسرع وقت ممكن. وأمضى المسؤولون الاتراك والأميركيون أشهراً عدة للتفاوض حول امكانية استخدام الأميركيين لقاعدة إنجرليك في الحرب في سورية والعراق، قبل أن يوافق أردوغان على ذلك. وكان من غير الواضح، يوم السبت الماضي، عما اذا كان وقف العمليات في القاعدة، جزءاً من الجهود لاعتقال كل من له علاقة بالانقلاب، أو أنه يمثل إشارة إلى الولايات المتحدة.

تويتر