الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تقييم متّزن للآثار الفعلية لخروج بريطانيا

أنصار الانفصال يحتفلون بعد انتصارهم وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أ.ب

انساق البريطانيون وراء عواطفهم، وأعادوا النظر في العلاقة المشوشة مع أوروبا، لكنهم ليسوا الوحيدين، فألمانيا، أيضاً، كانت عاطفية بشكل مفرط حول مسألة «الخروج البريطاني»، مع توسل صحيفة محلية رائدة، بالقول «من فضلكم لا تتركوا»، وأخرى وعدت بالاعتراف بالهدف المثير للجدل في مباراة 1966 خلال نهائيات كأس العالم، في ملعب «ويمبلي»، إذا ظلت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

الأمر هنا لا يتعلق بالعواطف، المسألة تتعلق بتقديم تقييم رزين للآثار الفعلية لخروج هذا الشريك الأوروبي المهم. وعلى العموم، فإن العواقب ستكون وخيمة بالنسبة لبريطانيا. ولكن من وجهة نظر أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ27 المتبقين، فإن انسحاب بريطانيا يوفر المزيد من الفرص مقارنة بالسلبيات.

وهذا ينطبق على «تأثير الدومينو» المفترض، الذي بدأ ساسة أوروبيون ينذرون به فوراً بعد ظهور نتائج استفتاء المملكة المتحدة. حتى لو طالب يميني متطرف مثل السياسي الهولندي خيرت فيلدرز، ورئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية، مارين لوبان، بإجراء استفتاء مماثل على عضوية الاتحاد الأوروبي، فإنه من غير المحتمل أن غالبية مواطنيهم سيقررون ترك الكتلة الأوروبية. وحدها الأخبار السيئة القادمة من بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة ستؤكد ذلك.

في المقابل، يوجه الغضب الشعبي القائم في أوروبا، منذ سنوات طويلة، ضربة حقيقية لمشروع الاندماج، فالخروج البريطاني يجسد ذروة الإحباط ويشمل المشاركة الضعيفة في الانتخابات الأوروبية واستفتاءات الاتحاد الأوروبي الفاشلة، ونسبة التأييد الضعيفة للاندماج، وتنامي تيار الحركات المناهضة لأوروبا.

كريستوف شولت محلل سياسي ألماني

 

تويتر