بعد مرور 5 سنوات من الحرب الطاحنة

مؤشرات إلى تغيير إيران سياستها في سورية

صورة

أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في لقاءات له في أوسلو، الأسبوع الماضي، إلى أنه يمتلك الآن من السلطة على الملف السوري أكثر من أي وقت مضى، وأن إيران ربما تكون مستعدة لإظهار مزيد من المرونة للدفع نحو حل سياسي، حسبما قالته المصادر التي التقته لموقع «المونيتور».

ويأتي هذا التغيير في السياسة الإيرانية إزاء سورية، في الوقت الذي تواجه فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، انتقادات داخلية جراء سياستها حول سورية، على شكل مذكرة موقعة من قبل 50 موظفاً من الخارجية الأميركية تحث الولايات المتحدة على تنفيذ ضربات جوية ضد نظام بشار الأسد، للضغط عليه من أجل أن يقدم تنازلات في محادثات الحل السياسي مع المعارضة في جنيف. وتدعو هذه المذكرة التي نشرتها أولاً صحيفة «نيويورك تايمز» في 16يونيو الجاري، إلى «استخدام حكيم للسلاح الجوي».

• يبدو أن تعيين شمخاني وإيداع الملف السوري في عملية يشرف عليها أطراف عدة في إيران، يشيران إلى أن طهران تقرر أن الحل السياسي في سورية ربما يخدم مصالحها أفضل من الصراع الطويل.

وجاء الضغط الداخلي في كل من طهران وواشنطن لتغيير مسار وتسريع العملية السياسية في سورية، في الوقت الذي التقى فيه ظريف وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، على هامش ندوة أوسلو في 15 يونيو، لمناقشة تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، والوضع في سورية. وقال مصدر غير حكومي من الولايات المتحدة التقى ظريف في ندوة أوسلو لموقع «المونيتور»، «إشارة ظريف إلى أنه أصبح لديه الآن سلطة على الملف السوري أكثر من أي وقت مضى. يبدو أن المقصود بها أن إيران مستعدة لإظهار بعض المرونة، حول التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية»، وقال ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية النرويجي بويرج بريندي، في 13 يونيو «الأزمة السورية يمكن أن يتم حلها سياسياً، كما أن حل الأزمة السورية لن يتم تنفيذه عبر الوسائل العسكرية».

وظهرت هذه الملاحظات التي تشير إلى أن ظريف بات يضطلع بدور كبير في صنع سياسة إيران إزاء سورية، مع تجدد التركيز على حل سياسي يأتي بعد فترة قصيرة من إعلان المجلس الأعلى للأمن القومي، أن الأمين العام للمجلس علي شمخاني، تم تعيينه المنسق الأعلى لإيران للشؤون السياسية والعسكرية والأمنية مع سورية وروسيا، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا المنصب.

وجاء الإعلان عن تعيين شمخاني بعد قيام وزراء الدفاع في كل من سورية وروسيا وإيران بعقد اجتماع غير عادي في طهران في التاسع من يونيو بعد إعلان وزير دفاع إيران حسين دهقاني، أن دعم وقف إطلاق النار في سورية، «يؤدي إلى تقوية الإرهابيين في هذا البلد».

ويبدو أن تعيين شمخاني وإيداع الملف السوري في عملية تشرف عليها أطراف عدة في إيران، يشير إلى أن طهران تقرر أن الحل السياسي في سورية ربما يخدم مصالحها أفضل من الصراع طويل الأمد.

وقال رئيس مكتب «الجزيرة» في طهران عبدالقادر فايز، لـ«لمونيتور»، «كان الحرس الثوري الإيراني هو المسيطر على الأحداث في سورية، لكن بعد تعيين شمخاني في هذا المنصب الجديد ربما سيكون للسياسة تأثير أكبر».

ويأتي هذا التغيير في الموقف الإيراني تماشياً مع رغبة واشنطن في التوصل إلى حل سياسي في سورية، فيما تواجه إدارة أوباما انتقادات داخلية من وزارة الخارجية، لتصليب موقف الولايات المتحدة إزاء النظام السوري، بهدف تسريع الحل السياسي للحرب الأهلية السورية التي امتدت لأكثر من خمس سنوات، وأدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص، وبعد أن تكبدت إيران الكثير من الضحايا، على الرغم من أنها تعتمد على شيعة العراق والشيعة الذين تجندهم من أفغانستان، ومع ذلك فإنها فقدت كثيراً من سكانها. وقال السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد، إن المذكرة لم تكن متوقعة، بالنظر إلى عدد الموقعين عليها، ولإظهار إجماع عريض يفيد بأن السياسة الأميركية التي تركز على تنظيم «داعش» المتطرف فاشلة.

تويتر