استفتاء تاريخي حول مستقبل بريطانيا فـــــي الاتحاد الأوروبي

يُنتظر أن يختار البريطانيون غداً إما البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه في استفتاء غير مسبوق، وسط انقسامات شديدة بحسب استطلاعات الرأي، وتحذيرات من قبل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من مخاطر التصويت لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، على اقتصاد بلاده، إذ إنه يرى أن التصويت على المغادرة بمثابة التصويت على ركود اقتصاد بريطانيا. فيما حذرت دراسة لوزارة الخزانة البريطانية من أن الخروج من الاتحاد سيحدث ركوداً لمدة عام على الأقل، ويخفّض نمو الاقتصاد، وتوقعت الدراسة حدوث صدمة في حال غادرت بريطانيا السوق الموحدة الأوروبية، واحتمال تعثرها اقتصادياً حين تكون عضواً منفرداً في منظمة التجارة العالمية بعيداً عن الاتحاد.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

في المقابل، يرى مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي أنه سيوفر أموالاً لبريطانيا، وسيسمح بإبرام اتفاقات تجارية للبلاد مع دول خارج الاتحاد تشهد نمواً اقتصادياً، وهو ما سيوجد بدوره وظائف. ويشيرون إلى نجاح بلدان في أوروبا حققت ازدهاراً اقتصادياً ورفاهية اجتماعية خارج الاتحاد، منها النرويج على سبيل المثال. وعلى المستوى الدولي، حذر صندوق النقد الدولي من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يكون له تداعيات «خطيرة» على الاقتصاد العالمي.

ويرى خبراء أوروبيون أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سيعزز النفوذ الألماني أكثر مما عليه الآن، ولن تكون هذه الهيمنة الألمانية صحية على المدى الطويل، لأنها ستؤجج الاستياء من ألمانيا. ومن المرجح أن يصبح الاتحاد أقل استعداداً وقدرة على العمل كياناً على الساحة العالمية في حال فقد أحد أعضائه الأقوياء.

وعلى الصعيد الداخلي، يتوقع أن يؤجج خروج بريطانيا من الاتحاد، رغبة أسكتلندا في مغادرة المملكة المتحدة، ما سيؤدي إلى إثارة التوترات في أيرلندا الشمالية، بين مؤيدي بريطانيا الاتحاديين، والجمهوريين الذين يسعون للانضمام إلى جمهورية أيرلندا.

ويتزعم «المدافعين عن خروج بريطانيا من الاتحاد» عمدة لندن السابق، بوريس جونسون، الذي وعد بمئات الآلاف من الوظائف الإضافية في حال خرجت بريطانيا من الكيان الأوروبي الموحد. ويعتبر المسؤول السابق مغادرة بلاده «تحريراً» من قيود الاتحاد الأوروبي. إلا أن مؤيدي البقاء، وصفو ادعاءات توفير وظائف إضافية بالأوهام، وأكدوا أن وجود بريطانيا ضمن الاتحاد كفيل بتوفير مزيد من الوظائف. وحذر كاميرون من أن خروج بلاده سيتسبب في تراجع الإيرادات وتسجيل عجز في الخزينة.

تويتر