وزير الدفاع زعم أنها لا تخطط لإعطاء جيشها دوراً قتالياً في ليبيا

بريطانيا تخوض حروباً سرية في الشرق الأوسط

صورة

الأسبوع الماضي، حاول وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، طرح بعض الأسئلة حول ما إذا كانت بريطانيا تخطط لنشر جيشها في ليبيا، حيث ازدهرت قوة تنظيم «داعش» الإرهابي، على بعد 200 ميل فقط عن أوروبا، وسط حالة من الفوضى، بعد أن دعم حلف شمال الأطلسي، عام 2011، عملية إطاحة العقيد معمر القذافي.

وقال الوزير فالون إن بريطانيا لا تخطط لإعطاء الجيش البريطاني دوراً قتالياً في ليبيا، لكن إذا كان لابد من نشر الجيش في ليبيا، فلابد من مناقشة ذلك في البرلمان أولاً.

لكن بعد يومين فقط من تعليقات الوزير فالون، ذكرت صحيفة «تايمز» أن جنود القوات الخاصة البريطانية موجودون الآن في ليبيا، وأنهم شوهدوا هناك في وقت سابق من مايو الماضي، وهم يفجرون سيارة مفخخة تابعة لـ«داعش» بالقرب من مصراتة.

وتم الكشف عن أن جنود القوات الخاصة البريطانية كانوا يحاربون في ليبيا، منذ مارس الماضي، لكن الأمر الذي لايزال غير واضح هو: ما الجهة التي تقف القوات البريطانية إلى جانبها، في دولة لا توجد فيها لا حكومة ولا جيش فاعلان؟

ولا يستطيع أحد إنكار التهديد الكبير، الذي يشكله «داعش» للعالم، وأن ثمة حاجة إلى قوات عسكرية، للقضاء على هذا التنظيم في شتى أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لكن الحكومة لا تسمح للشعب البريطاني بمعرفة أي شيء يتعلق بالمكان الذي تنشر فيه قواتها، في الشرق الأوسط، وما الذي يفعلونه هناك باسم البريطانيين.

وخلال العام الماضي، انتشرت تقارير كثيرة عن عمليات القوات الخاصة البريطانية في اليمن والعراق وسورية، وليبيا، إضافة إلى تقديم المشورة للحلفاء في الأردن ودول الخليج. ولم يتم إعلام البرلمان بهذه الحالات من نشر القوات، لعدم إعطاء الفرصة للنقاش حول هذه العمليات، والتوصل إلى قرار حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية العسكرية لصالح الشعب البريطاني أم لا.

وتتعزز فكرة المسؤولية الجماعية، في النظام الديمقراطي فقط، عند إطلاع الشعب على المكان الذي تحارب فيه قوات بلاده. وبناء عليه إذا كان البريطانيون لا يعرفون ما يجري، فإنهم غير مسؤولين عن الحروب التي تقوم بها الحكومة، دون أن تخبر أحداً بذلك، لكن بالتأكيد أن الشعب البريطاني يشعر بنتائجها.

ويعج موقع وزارة الخارجية حالياً بالتحذيرات، خصوصاً على قسم تقديم النصائح خلال السفر، الذي يتضمن تقديم المعلومات، التي تفيد بأن المواطنين البريطانيين باتوا أهدافاً للمجموعات الإرهابية في شتى أنحاء العالم. وأحد الأسباب التي تؤدي إلى استهداف البريطانيين في مختلف أنحاء العالم، هو الوجود المرئي للجيش البريطاني في دول أخرى. ويجري الآن، ودون علم الشعب، نشر الجنود البريطانيين في العديد من الدول في شتى أنحاء الشرق الأوسط.

ويتعين على الحكومة أن تكون واضحة تماماً في حربها مع «داعش». وقال عضو البرلمان من الحزب المحافظ، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية كريسبن بلانت، معلقاً: «الحكومة لا تستطيع إبقاء عمليات القوات الخاصة سرية إلى الأبد»، مضيفاً أن عمليات القوات الخاصة البريطانية تتطلب غطاء من السرية كي تكون فعالة، بيد أنه يرى أنه عندما تشكل هذه العمليات جزءاً من استراتيجية عسكرية واسعة، يجب على البرلمان دراسة هذه الاستراتيجية والإشراف عليها.

ويعتبر الذهاب إلى الحرب أحد أهم القرارات، التي يمكن أن تتخذها أي دولة، ويستحق الشعب البريطاني معرفة أين ترسل الحكومة القوات العسكرية، وما هو الخطر الذي يحيق بها، وما الذي تأمله الحكومة من إرسال الجنود إلى الحرب باسم الشعب البريطاني. لقد حان الوقت، كي يتحدث البرلمان عن الحروب السرية، التي تقوم بها القوات الخاصة البريطانية في الشرق الأوسط.

تويتر