خلافاً لما تتّسم بها تجمّعات ترامب

حملة كلينتون تفتقد الأجواء الحماسية

صورة

تخاطب المرشحة الديمقراطية للانتخابات التمهيدية للاقتراع الرئاسي الأميركي، هيلاري كلينتون، تجمعاتها الانتخابية برصانة، وتقدم لمؤيديها مقترحات شاملة، بينما تشبه تلك التي يخطب فيها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، حفلة صاخبة يقاطعه ضجيج الحشد فيها.

لكن ما يجعل الامور أسوأ بالنسبة لكلينتون، هو ميلها للوصول متأخرة الى تجمعاتها، في حين تبدأ تجمعات ترامب دائماً في الوقت المحدد.

وفيما توشك الانتخابات الرئاسية الأميركية على الدخول في مرحلة جديدة، تعاني المرشحة الديمقراطية غياب الحماسة بشكل كبير، ويشكل بيرني ساندرز تهديداً لها في الانتخابات التمهيدية الأخيرة في يونيو.

وهي غير قادرة على احتواء اتهامات الجمهوريين لها بارتكاب هفوات لا أخلاقية، يغذيها استخدامها لبريدها الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية.

• تواجه كلينتون الآن تحدّي توحيد الديمقراطيين، لكن شعبيتها تتراجع، إذ إن ما يقرب من ثلثي الأميركيين يعتقدون أنها ليست صادقة، مثل ترامب، تماماً.

والتناقض الأوضح هو بين الوضع الذي تسيطر عليه كلينتون ظاهرياً، والفوضى الكبيرة المحيطة بتجمعات الملياردير الشعبوي، الذي يصعد على الخشبة على وقع موسيقى صاخبة.

وهتف آلاف من مؤيدي رجل الأعمال الثري، الأربعاء الماضي، «ترامب! ترامب!» داخل مركز للمؤتمرات في انهايم بكاليفورنيا، قبل ان يهتفوا «قم ببناء الجدار! قم ببناء الجدار!».

وترامب يرتجل خطابه المفكك والعفوي. وهو يعد بإنعاش قطاع الصناعة، لكنه يهدد بفرض عقوبات على الشركات التي تنقل عملياتها الى الخارج.

ويبدو أن ترامب يلجأ، في بعض الاحيان، الى اختلاق الوقائع. فهو يؤكد أن «النساء يحبونني»، والمتحدرين من أميركا اللاتينية «يحبون دونالد ترامب»، غير أن استطلاعات الرأي تظهر عكس ذلك.

وهو يثير الجماهير من خلال سخريته من «غباء» قادة البلاد، مقارناً ذلك بمؤهلاته الخاصة بعالم التجارة. ويشدد على «إننا سنحقق انتصارات كثيرة الى حد أنكم ستشمئزون مني»، مثيراً بذلك تصفيقاً مدوياً.

ويراهن معجبو ترامب وجميعهم من البيض تقريباً، على رجل يدّعي امتلاك سر الانتعاش الاقتصادي.

ويقول جو (25 عاماً)، أحد الطلاب الجامعيين: «ليس هناك شيء اكثر يريد ترامب تحقيقه في حياته، فهو يملك الكثير من المال، ويحظى بشهرة واسعة حقاً، ولديه عائلة جميلة، لذلك فإنه يعمل حقاً من اجل الشعب الأميركي».

وخلال تجمع لكلينتون قرب لوس أنجلوس، نفد صبر مؤيديها في انتظار وصولها. وقد خطا المتحدث السابع الى المسرح لمخاطبتهم عبر الميكروفون، ووصلت المرشحة الديمقراطية متأخرة نحو 45 دقيقة.

بنت كلينتون حملتها على صورة امرأة تمتلك افكاراً جدية، محذرة الناخبين من أن ترامب غير مستعد لقيادة البلاد.

لم تعد المرشحة الديمقراطية بثورة، بل بمواصلة التقدم الذي تحقق في عهد الرئيس باراك أوباما من زيادة الحد الأدنى للاجور، الى إدخال تحسينات على البنية التحتية، والاهتمام بحقوق المرأة، والسياسة الخارجية والهجرة.

وتقول «سأحارب من أجلكم، سأحارب من اجلنا كل يوم». وقد فازت بناء على ذلك على غالبية الديمقراطيين، في وقت يعبر أنصارها عن اعجابهم بمسيرتها المهنية، وخبرتها السياسية، وقوة شخصيتها.

وقال فيليب فالكوني (18 عاماً) الذي انهى دراسته الثانوية أخيراً، إن «عملها في المجال السياسي لفترة طويلة أمر إيجابي»، مشيراً الى أنها «كانت أنجح» من منافسيها.

وتواجه كلينتون الآن تحدّي توحيد الديمقراطيين، لكن شعبيتها تتراجع، إذ إن ما يقرب من ثلثي الأميركيين يعتقدون انها ليست صادقة، مثل ترامب، تماماً. وهنا يُطرح سؤال: ماذا لو استمرت موجة الحماسة لترامب حتى نوفمبر؟

وأعرب مؤيدو بيرني ساندرز، الذين خرج بعضهم في مسيرة احتجاجية في ريفرسايد، عن شكوكهم في التزام كلينتون بالمبادئ الاخلاقية. وقال شيراغ ديف، الذي يدرس الهندسة: «إنها قوية ولا تستسلم (...)، لكنني قرأت الكثير عن تورطها في قضايا وول ستريت».

وقال ستيفن ميلر، أحد كبار مستشاري ترامب، للحشود في انهايم: «هيلاري كلينتون ازدرت العاملين في هذا البلد». وأضاف أنها «تريد فقط الحصول على مزيد من الأموال على حسابكم الخاص».

تويتر