عمليات بحث مكثفة عن حطام طائرة «مصر للطيران»

صورة

تواصلت أمس عمليات البحث عن الجثث والحطام، خصوصاً الصندوقين الأسودين لطائرة «مصر للطيران»، اللذين يفترض أن يتيحا التعرف الى أسباب سقوط الطائرة قبل ثلاثة ايام، وعلى متنها 66 شخصاً، أثناء قيامها برحلة بين باريس والقاهرة.

وطُرح مجدداً احتمال تحطم الطائرة بسبب مشكلة تقنية، بسبب عدم تبنّي أي تنظيم إسقاط الطائرة، وبعد كشف معلومات عن صدور انذار آلي بوجود دخان من الطائرة، بعد ان كان الخبراء يرجّحون فرضية العمل الإرهابي.

ونشر الجيش المصري، أول من أمس، على «فيس بوك» فيديو لما تم العثور عليه اثناء عمليات البحث، وتظهر فيه حقيبة اطفال وردية مزينة بفراشات، وجزء من هيكل الطائرة ممزق، وسترة نجاة مفتوحة. وكان طفل ورضيعان على متن الطائرة المنكوبة، التي قضى كل ركابها، ومن بينهم 30 مصرياً و15 فرنسياً.

ولم يتم بعد تحديد موقع الصندوقين الاسودين اللذين يتضمنان المعلومات التقنية والتسجيلات داخل قمرة قيادة الطائرة، ويتيحان بالتالي معرفة أسباب تحطمها.

ويقول الخبراء إن الصندوقين يصدران اشارات تحت المياه لمدة تراوح بين أربعة وخمسة أسابيع، وبعد ذلك تفرغ شحنة بطاريتيهما، ولا يمكن بالتالي استخراج المعلومات المخزنة داخلهما.

وحتى مساء الجمعة، كانت الحكومة المصرية، وكذلك غالبية الخبراء، يرجحون فرضية الاعتداء بعد ستة أشهر من اعلان الفرع المصري لتنظيم «القاعدة»، مسؤوليته عن تفجير طائرة تشارتر روسية، بعيد اقلاعها من مطار شرم الشيخ المصري جنوب سيناء، ما أدى الى مقتل جميع ركاب الطائرة الـ224.

ولكن بعد ثلاثة أيام على وقوع المأساة، لم يتبنَّ أي تنظيم اسقاط طائرة «مصر للطيران»، ما أسهم في تراجع هذه الفرضية.

ولم تُشر رسالة صوتية من المتحدث باسم تنظيم «القاعدة» تم بثها، الليلة قبل الماضية، الى الطائرة المنكوبة.

ولم يكن الخبراء يتوقعون أن تتضمن هذه الرسالة أي شيء عن طائرة «مصر للطيران»، إذ إن هذه الرسائل يتم تسجيلها قبل ايام، بل احياناً اسابيع، من بثها. كما ان حساب «الفرقان» الذي بثها على «تويتر»، لا ينشر بيانات تبنّي العمليات، وانما يتم اذاعة هذه البيانات على حسابات «تويتر» للمسؤولين عن الدعاية في التنظيم.

ولكن عودة فرضية المشكلة التقنية يرجع بالأساس الى الكشف، السبت، عن صدور انذار آلي، لمدة ثلاث دقائق تقريباً يشير الى دخان في مقدمة الطائرة، وخلل فني في نظم التحكم الالكترونية للطائرة، ورغم ذلك فإنه لا يمكن استبعاد، بحسب الخبراء، احتمال أن يكون الدخان ناجماً عن حريق متعمد.

وعلقت وزارة الطيران المدني المصرية، مساء السبت، على صدور انذار آلي بوجود دخان بأنه «من المبكر جداً اصدار حكم انطلاقاً من مصدر واحد للمعلومات، مثل الإنذارات».

وأكدت فرنسا مجدداً ان كل الاحتمالات لاتزال قيد الدرس حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط، بعد التأكيد أول من أمس على وجود دخان في مقدم الطائرة قبل سقوطها.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرولت: «حالياً يتم درس كل الاحتمالات، ولا نرجّح أياً منها».

تويتر