عمره بلغ 53 عاماً

1537 عيباً وتصدّعاً صغيراً في مفاعل ديمونة الإسرائيلي

مفاعل ديمونة صار يشكّل مصدر خطر بسبب قدمه. غيتي

مضت أربعة عقود على تشغيل المفاعل النووي الإسرائيلي (ديمونة)، وبهذا يصبح أقدم مفاعل نووي في العالم، وتدور تكهنات حول مدى سلامته وفعاليته. تطلق عليه إسرائيل رسمياً «مركز الأبحاث النووية»، ولكن الغرض منه يجعل هذا الاسم الرسمي كاذباً، حيث تؤكد أجهزة الاستخبارات الخارجية، وعلماء الذرة، وأحد الموظفين الإسرائيليين السابقين، أن المفاعل يشكل مصدراً للمواد الانشطارية المستخدمة في صنع أسلحة إسرائيل النووية.

ودائماً تحمي إسرائيل أسرارها النووية بشكل محكم، ولا يُعرف عن مفاعل ديمونة سوى القليل جداً. بيد أن المسؤولين في لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، اعترفوا في مؤتمر علمي، الشهر الماضي، بأن المفاعل تقادم عمره بالفعل، وكشفت عملية تفتيش بالموجات فوق الصوتية لمعدن الالومنيوم، الذي يشكل عنصراً اساسياً فيه، وجود 1537 عيباً من العيوب والتصدعات الصغيرة. وفي حقيقة الأمر فإن العمر الافتراضي لمثل هذا النوع من المفاعلات هو عادة نحو 40 عاماً، ولهذا فإن ديمونة في عمره الـ53، يعتبر واحداً من أقدم المفاعلات النووية التي لاتزال تعمل في العالم.

• هناك اعتقادات مؤكدة بأن إسرائيل تعتبر من الدول القلائل التي تمتلك ما يسمى بـ«الثالوث النووي»، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين.

• يقدّر الخبراء النوويون أن إسرائيل لديها ما بين 80 و200 رأس نووي.

هذا المفاعل، الذي انشأته فرنسا، تم افتتاحه بعد 15 عاماً من قيام الكيان الاسرائيلي، حيث ادعى أول رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، أن إسرائيل بحاجة إلى ردع نووي. حيث قاد هذا البرنامج مساعده شيمون بيريز، وتم تنشيط المكونات الرئيسة للمفاعل لأول مرة عام 1963. وادعت الحكومة الاسرائيلية في البداية، أن ديمونة هو «مصنع الغزل والنسيج».

العديد من النظم المساعدة في المفاعل تم تجديدها أو استبدالها، ولكن الاساس نفسه لا يمكن استبداله من الناحية الفنية والعملية، وعلى الرغم من أن إسرائيل تزعم ان العيوب يتم الكشف عنها باستمرار من خلال المراقبة عن كثب، وأن المفاعل آمن، الا أن معظم البلدان الأخرى أوقفت العمل في نظرائه منذ فترة طويلة، لأن مخاوف الأمن والسلامة تزداد مع تقادمها.

لم تستخدم إسرائيل مفاعلها النووي أبداً لتوليد الكهرباء، وهناك اعتقادات مؤكدة بأن اسرائيل تعتبر من الدول القلائل التي تمتلك ما يسمى بـ«الثالوث النووي» جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، وفرنسا وروسيا، والصين، التي تستطيع اطلاق الأسلحة النووية، مثل القنابل، من على المقاتلات، والرؤوس الحربية من الصواريخ التي يتم اطلاقها من الأرض (منذ سبعينات القرن الماضي)، ومن صواريخ تُطلق من الغواصات.

ويعتقد أن العنصر الثالث من الثالوث النووي أضافته إسرائيل عام 1999، عندما استلمت أول غواصة من ست غواصات، صنعتها وموّلت صناعتها ألمانيا. فإذا كانت هذه الغواصات تستطيع اطلاق صواريخ كروز مزودة برؤوس نووية، فإن هذا من شأنه أن يعطي إسرائيل قدرة «ضربة ثانية»، ما يمكنها من الرد، حتى ولو استطاع «العدو» تدمير قواعدها الجوية، ومخابئ الصواريخ في الضربة النووية الأولى. وفي يناير الماضي، قال رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو: «سيكون لدينا أسطول من الغواصات، التي تعمل بمثابة رادع لأعدائنا الذين يريدون تدميرنا».

ويقدّر الخبراء النوويون أن إسرائيل لديها ما بين 80 و200 رأس نووي، وهي كمية أكثر من كافية لردع أي هجوم محتمل. الا أن المعضلة التي تواجه إسرائيل، هي ما إذا كانت ستضطر لإغلاق هذا المفاعل العجوز الذي أسهم في انتاج هذه الرؤوس، فإذا فعلت ذلك، فسوف يكون من المستبعد حصولها على المواد اللازمة لبناء مفاعل آخر، طالما أنها لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي. وعلى الرغم من ذلك فإن العضو السابق في لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، والعالم في مفاعل ديمونة، يقول إن المفاعل يجب إغلاقه.

ويرى المدافعون عن مفاعل ديمونة أنه يشكل قيمة رمزية (للتذكير بأن إسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها بشراسة)، وايضاً يمكن الاستفادة منه في الاستخدامات العملية. وهو مصدر للمواد اللازمة للحفاظ على الرؤوس الحربية النووية، وهو أيضاً مركز «المملكة السرية» للعلماء، الذين لا تستطيع الحكومة الاستغناء عنهم.

نجحت إسرائيل منذ ما يقرب من ستة عقود في اتباع سياسة «التعتيم النووي»، ولكن لا يشك جيرانها العرب في أنها تمثل قوة نووية، الا أن إسرائيل تزعم انها ليست أول من أدخل السلاح النووي الى المنطقة، وهي لا تعترف ولا تنكر قدراتها النووية، ويعتقد البعض أنها ستتمسك بسلاحها النووي إلى ما شاء الله مع جيران أقوياء يصرحون علناً أنهم يريدون تدميرها.

تويتر