الطلبة العرب يحيون ذكرى النكبة في جامعة تل أبيب العبرية

مسيرات العودة.. نقطة تحول في الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني

صورة

في عام 1948 نفذت القوات الإسرائيلية أكبر عملية تطهير عرقي ضد الفلسطينيين، التي عرفت بالنكبة، حيث سيطرت على مدنهم وقراهم، وسلبت منازلهم وكل ممتلكاتهم تحت قوة السلاح، فيما طردتهم قسراً من أراضيهم، ليتشتت شملهم منذ تلك اللحظة، وتبدأ رحلة المعاناة الممتدة إلى يومنا هذا.

وعلى مدار 68 عاماً حاول الاحتلال تزييف تاريخ الأرض الفلسطينية، وطمس معالم المدن التي احتلها، فأقام المستوطنات ومعسكرات الجيش، وهوّد المنازل والمعالم الأثرية، بالإضافة إلى محاولته الدائمة طرد من تبقى من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وهدم مأواهم.

وراهنت إسرائيل على نسيان الأجيال الفلسطينية المقبلة تاريخ أراضيهم ومدنهم الأصلية، معتمدة على ممارستها ومخططاتها التهويدية، لكنها تفاجأ كل عام وتحديداً في يوم 15 مايو، بانتشار الفلسطينيين في كل بقعة محتلة للمشاركة في مسيرات إحياء النكبة، للمطالبة بحقهم، والتأكيد على تمسكهم بحق العودة إلى ديار الآباء والأجداد.

• التاريخ سيسجل أن نكبة الـ48 رغم شراستها وبشاعة نتائجها، إلا أنها لم تهزم الشعب الفلسطيني، ولم تثنِه عن التمسك بحقوقه.

فلم يعد 15 مايو بالنسبة للفلسطينيين يوماً للبكاء على الأطلال، والحسرة وأشجار الزيتون والرمان، فمع مرور 68 عاماً على النكبة أصبح وعي الشعب الفلسطيني بقضيته أكثر اتساعاً وشمولاً، وبات الحراك الشعبي يشكل بؤرة كبيرة للتمسك بحق العودة.

فقد جابت المسيرات السلمية والفعاليات الشعبية شوارع الداخل المحتل لإحياء ذكرى النكبة، تشاركها المدن الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، كما ينضم إلى جانبهم الجاليات العربية والأجنبية للمطالبة بضرورة تطوير النضال المشترك لتحقيق حق العودة، التي تستمر حتى نهاية شهر مايو.

ومن أكثر الفعاليات التي خسرت إسرائيل رهانها عليها، وعقّدت معادلاتها الحالية، إحياء الطلبة العرب ذكرى النكبة داخل جامعة تل أبيب، التي تخضع لإدارة وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بالإضافة إلى مسيرة العودة التي أقامها سكان النقب المحتل، الذين يتعرضون لأبشع مخططات التهجير والسيطرة على ممتلكاتهم، ومن أخطرها مخطط برافر.

وشارك في تلك المسيرتين النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، حنين زعبي، عن قائمة «التجمع الوطني الديمقراطي»، حيث ساندت الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم داخل الأراضي المحتلة، للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، والعودة إلى أراضيهم بعد مسلسل التشتت والتهجير المرير.

وتقول النائب زعبي لـ«الإمارات اليوم» عقب مشاركتها في فعاليات إحياء النكبة «إن إسرائيل تراهن على نسيان الفلسطينيين حقهم، لكننا نراهن على ذاكرة شبابنا، خصوصاً الطلبة الذين لم يقدم لهم الاحتلال أي فرصة غير الزيف، ليبعدهم عن واقعهم وحال شعبهم، وذلك من خلال استغلال لقمة العيش، والاعتماد على أسرلة الإنسان والمكان داخل الأراضي المحتلة». وتشير إلى أن الفلسطينيين يعتمدون في نضالهم السلمي على مشروع تحدٍّ وبناء وطني كامل، بالإضافة إلى صور الصمود والبقاء التي أذهلت الاحتلال ومستوطنيه.

وفي ما يتعلق بمشاركة الطلبة داخل جامعة تل أبيب في مسيرات إحياء النكبة، تقول الزعبي «إن هؤلاء الطلاب هم واقع الحال الفلسطيني، الذين سيحمون رواية الشعب المهجّر من التزييف، فيما سيعيدون بأيديهم بناء المشروع الوطني، الذي لن يهزم طالما نمتلك أرواحاً تنبض بالوطنية والحرية».

وتعد ذكرى النكبة علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ويوم نهوض للمقاومة الشعبية التي وصلت إلى ذروتها خلال مسيرات إحياء النكبة، لتوحد النضال السلمي في الداخل المحتل مع الضفة وغزة والشتات، وذلك بحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي.

ويقول البرغوثي «إن التاريخ سيسجل أن نكبة الـ48 رغم شراستها وبشاعة نتائجها، إلا أنها لم تهزم الشعب الفلسطيني، ولم تثنِه عن التمسك بحقوقه».

ويؤكد الأمين العام للمبادرة أن الفلسطينيين لم يخنعوا ولم يخضعوا لكل ممارسات الاحتلال، فقاوموا وصنعوا ثورتهم المعاصرة التي تجسدت في انتفاضاتهم الثلاث.

ويشير النائب الفلسطيني إلى أن الحركة الصهيونية تواجه أزمتها التاريخية، وذلك بفعل وجود ستة ملايين فلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، مقابل ستة ملايين يهودي، مضيفاً «كلما أمعنت إسرائيل في التهويد والاستيطان، قربت نفسها من حل الدولة الواحدة، من دون أن تنجح في تحقيق حلمها بالتطهير العرقي الشامل والكامل».

تويتر