انتقد إدارة أوباما ووصفها بالجنون والحماقة لمحاربتها الأسد و«داعش» في وقت واحد

ترامب: أميركا تصرفت مثل «فتوة كبير» ولم تحظَ بقيادة ذكية

صورة

وصف دونالد ترامب سياسته الخارجية بأنها تسير على نهج «أميركا أولاً»، ويعتقد أن هذه السياسة من شأنها أن تضع حداً لاستغلال ونهب الولايات المتحدة بشكل منتظم. وقدم المرشح الجمهوري الأوفر حظاً، الذي أمضى حياته في مجال الأعمال التجارية، رؤية أكثر تعمقاً في مجال السياسة الخارجية في مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة «واشنطن بوست»، وقضى 90 دقيقة من أجل شرح سياسته الخارجية لفريق صحافيي «واشنطن بوست».

وخلال المحادثة قدم وجهات نظره حول قضايا تراوح بين الأمن في شرق آسيا، إلى سورية، ومجموعة الدول الإسلامية، والعلاقات مع حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، ورؤيته لحل الدولتين بين الفلسطينيين وإسرائيل، وكيفية هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي، والاتفاقية النووية مع إيران، والصراع بين روسيا وأكرانيا، وسيطرة الصين على بحر الصين الجنوبي.

ويقول ترامب إنه ليس انعزالياً، لكنه وصف الولايات المتحدة بأنها أمة فقيرة تتناهبها الديون، وتموّل بشكل غير متناسب تحالفات دولية مثل منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والأمم المتحدة. وأشار إلى علاقات دولية غير متوازنة مع حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية، والمملكة العربية السعودية.

ويعتقد ترامب أن الأمة الأميركية ظلت «عرضة لعدم الاحترام، والسخرية، والاستغلال لسنوات عدة من قبل جهات أكثر ذكاء، ودهاء، وحزماً». ورداً على ذلك يعتقد أن نهج «أميركا أولاً»، سيحمي البلاد من الاستغلال، ويقول في هذا الصدد «سنرتبط بأواصر الصداقة مع الجميع، ولكننا لن نقع ضحية للاستغلال من قبل أي شخص».

وانتقد ترامب إدارة الرئيس باراك أوباما ووصفها بالجنون والحماقة لمحاربتها الرئيس السوري بشار الأسد، في الوقت الذي تقاتل فيه تنظيم «داعش»، ويمضي قائلاً «أنا لا أقول إن الأسد رجل طيب، لأنه ليس كذلك، ولكن مشكلتنا الكبرى ليست الأسد، بل تنظيم (داعش)».

ويقول هذا المطور العقاري إنه سيستهدف بدلاً من ذلك النفط الذي يوفر جزءاً كبيراً من تمويل هذه الجماعة المتطرفة، ويضيق الخناق على قنواتها المصرفية لقطع تدفق الأموال التي تتلقاها.

ترامب، الذي دعا مراراً حلفاء في الشرق الأوسط للمساهمة في القوات البرية في المعركة ضد تنظيم «داعش»، يقول إنه «على الأرجح» سيتوقف عن شراء النفط من دول في المنطقة، إلا إذا شاركت في القتال ضد «داعش» أو سددت للولايات المتحدة فاتورة الحرب.

ويقول إنه سيسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية، ما لم يزد البلدان الآسيويان بشكل كبير مساهمتهما في الوجود الأميركي في بلديهما. ويضيف «اننا لا يمكننا أن نتحمل كلفة كبيرة بمليارات الدولارات من أجل كل هذا». انه سيسمح لليابان وكوريا الجنوبية بتطوير برامج نووية خاصة بهما، بدلاً من الاعتماد على أميركا للحماية من الصين وكوريا الشمالية.

العباءة الأميركية

«الناتو» عبء كبير

بناءً على تصريحاته الأخيرة المتشككة في فعالية الناتو وقدرته على مكافحة الإرهاب، يقول ترامب، «أوضح لكم مشكلاتي مع الناتو، أولاً، نحن ندفع أكثر مما ينبغي.. الناتو غير عادل.. لأنه يساعدهم (الأعضاء الآخرون) أكثر من الولايات المتحدة، ونحن ندفع حصة غير متناسبة، الآن، أنا أتحدث عن الاقتصاد بشكل لا بأس به في هذه الأوضاع العسكرية، لأنها تتعلق بالاقتصاد، ولأننا لم يعد لدينا المال بعد الآن لأننا ظللنا نرعى الكثير من الناس في العديد من الأشكال المختلفة ولم يعد لدينا مال، وهكذا فإن (الناتو) كان شيئاً ممتازاً في وقت من الأوقات، لكن ينبغي تغييره اليوم، لابد من تغييره لتشمل مهامه مكافحة الإرهاب، وينبغي تغييره من جهة الكلفة لأن الولايات المتحدة تتحمل الكثير جداً من كلفة (الناتو)».

ورداً على سؤال ما إذا كان ينبغي السماح لليابان بامتلاك أسلحة نووية لحماية نفسها من كوريا الشمالية، اقترح ترامب أنه لن يكون وضعاً مقبولاً.

ويقول ترامب إنه يحصل على كثير من المعلومات عن سياسته الخارجية من خلال قراءة الصحف المختلفة بما في ذلك «نيويورك تايمز»، التي نشرت النص الكامل للمقابلة.

ودعا ترامب حلفاء الولايات المتحدة إلى العودة الى ما كانوا عليه سابقاً اذا كانوا يريدون الاستمرار تحت «عباءة الحماية الأميركية»، في أول تعليق على برنامجه في السياسة الخارجية.

وقال «نحن لا نسترد ما أنفقناه نظير الخدمات الهائلة التي نقدمها لحماية مختلف البلدان». ويقول إنه مستعد لسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية إذا لم تتوليا دفع كلفة السكن والتغذية للقوات الموجودة في القواعد الأميركية هناك. ويعتقد أن الكلفة تتزايد بشأن «الدفاع عن العالم». ويعلق على ذلك ساخراً «نحن ندافع عن الجميع، إذا أردت ذلك تعال الى أميركا وسوف ندافع عنك مجاناً».

مراجعة الاتفاق النووي  مع إيران

تعهد ترامب بإعادة التفاوض على صفقة إيران من أجل توسيع القيود المفروضة على قدرة إيران على إنتاج أسلحة نووية، وفي الوقت ذاته السماح لإيران بشراء الطائرات وغيرها من السلع المصنوعة في الولايات المتحدة. ويضيف متحسراً «لقد أفرجنا لهم عن 150 مليار دولار ولم نسمح لهم بإنفاقها في بلادنا».

اضمحلال القوة الأميركية

فقدت الولايات المتحدة، من وجهة نظر ترامب، قوتها الاقتصادية والعسكرية لعقود من الزمن، واستشهد بعهد الرئيس الراحل، تيدي روزفلت كفترة بلغت فيها قوة أميركا ذروتها. وتعهد ترامب بأن يعيد للبلاد دورها كقوة عظمى، ويعتقد أن الولايات المتحدة تصرفت مثل «فتوة كبير، ولم تحظَ بقيادة ذكية».

التجسس على الحلفاء

دافع عن تجسس الولايات المتحدة على حلفاء مثل إسرائيل وألمانيا، بقوله: «إنهم يتجسسون علينا» أيضاً. ويقول ترامب إنه لا يستبعد استخدام السلاح النووي ضد عدو، قائلاً إنه سيستخدم الأسلحة النووية «كخطوة أخيرة مطلقة». لكنه يعقد الأمل في أنه يستطيع أن يعقد أكبر صفقة على الاطلاق، وهي تحقيق السلام الدائم في «إسرائيل».

الانخراط في الشرق الأوسط

تحدث ترامب في هذا الشأن قائلاً «إذا عدنا بالزمن 15 عاماً للوراء، فإنني أعتقد لو أن رؤساءنا ذهبوا إلى الشاطئ وتمتعوا بمنظر البحر والشمس، لكان حالنا أفضل في الشرق الأوسط، بدلاً من كل هذا الموت الهائل والدمار، وخسارة الأموال». وعن معاييره لاستخدام القوة الأميركية في الخارج لحماية البلاد أو التدخل من أجل الشؤون الإنسانية، أو لمساعدة الحلفاء، يعتقد ترامب أن التدخل إذا كان لحماية أميركا فإن له الأولوية، ثم يأتي بعد ذلك أي مدى تربطنا الصداقة بالمنطقة، «هناك بلدان لا تكن لنا أي صداقة ونقوم بحمايتها، لهذا فإن الأمر يعتمد على شعورهم حيالنا».

عن محاربة اميركا لتنظيم «داعش»، والجهود الأميركية للتوصل الى اتفاق بين الأسد وقوات الثوار، يعتقد ترامب «أن نهج محاربة الأسد و(داعش) في وقت واحد هو الجنون والحماقة بعينها، انهما يقاتلان بعضهما بعضاً، ونحن نحاربهما الاثنين، أعتقد أن لدينا مشكلة أكبر بكثير من الأسد هي (داعش)، وأشعر دائماً أن الأسد، وأنا لا أقول أن الأسد هو رجل طيب، لأنه ليس كذلك، ولكن مشكلتنا الأكبر ليست الأسد، إنها (داعش)».

حول فعالية حلف شمال الأطلسي (ناتو)

روسيا وأكرانيا

وعما إذا كانت روسيا ستسيطر في نهاية المطاف على أوكرانيا رد ترامب بقوله، «حسناً، ما لم يكن هناك نوع من احتجاج الدول حول أوكرانيا، أو ما لم يطلبوا – يعني أوكرانيا - منا المساعدة» لا تستطيع الولايات المتحدة ان تفعل لهم شيئاً، ويمضي قائلاً «لكنهم لم يطلبوا منا المساعدة، وإنهم لا يتحدثون عن ذلك حتى حرفياً، وأقصد تلك الدول التي تقع على الحدود مع أوكرانيا».

ادعاءات الصين في بحر الصين الجنوبي

وعن كيفية معالجة ادعاءات الصين على جزر في بحر الصين الجنوبي، يقول ترامب، «لدينا قوة اقتصادية كبيرة – لكن الناس لا يفهمون ذلك - ولكن لدينا قوة اقتصادية هائلة نتفوق بها على الصين.. وأعني قوة التجارة».

حل الدولتين

غيّر ترامب تصريحاته السابقة، التي اقترح فيها انه سيبقى «محايداً» في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأوضح قائلاً «أنا أحب أن أرى ما إذا كان من الممكن التوصل الى اتفاق حقيقي، وليس صفقة كما تعرف، تستمر لمدة ثلاثة أشهر، ثم يبدأ الجميع في إطلاق النار مرة أخرى». ويواصل ترامب قائلاً «جزء كبير من هذه الصفقة، كما تعلمون، يجب أن يكون من أجل وضع حد للإرهاب، أود أن أرى ما اذا كنا نستطيع التفاوض على اتفاق».

 

ويعتقد ترامب أنه في حين أن الأوضاع على الأرض لا تشير إلى أن الجانبين يتجهان نحو السلام «فإن كثيراً من الناس، وتقريباً الجميع يأملون رؤية اتفاق على جانب اسرائيل». مضيفاً أنه «مندهش» من أن الإسرائيليين حريصون على تحريك محادثات السلام التي من شأنها أن تؤدي إلى تسوية نهائية، «إنهم يريدون حقاً تحقيق الصفقة، وإنهم يريدونها صفقة جيدة وعادلة، لكنهم في النهاية يريدون التوصل الى صفقة، وأتحدث تقريباً الى الجميع بشكل غير رسمي، وبشكل غير رسمي يريدون حقاً التوصل الى اتفاق».

وفي وقت لاحق في المقابلة المذكورة حدّد ترامب موقفه بشأن تنفيذ حل الدولتين، متبنياً وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو المطالبة بالاعتراف المتبادل بين الطرفين، قائلاً «أنا أؤيد حل الدولتين في إسرائيل، ولكن على السلطة الفلسطينية الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. يجب أن نفعل ذلك». وأضاف «عليهم وقف الإرهاب، ووقف الهجمات، ووقف تدريس الكراهية.. وإذا كان لا يمكنهم ذلك من المستحيل إبرام اتفاق، دولة واحدة، أو دولتان، لا يهم: إذا كنت غير قادر على ابرام اتفاق، لأن إسرائيل يجب أن تفعل ذلك. توقف الإرهاب، وتمنع تدريس الأطفال ليكبروا ويصبحوا إرهابيين، إنها مشكلة حقيقية».

تويتر