الرئيس الصيني يسيطر على الجيش عبر الوسائل الاقتصادية

الرئيس الصيني يفضل كبار ضباط الجيش لأنه يحتاج إلى دعمهم السياسي. أرشيفية

جاءت كبرى المفاجآت إثر الاجتماع السنوي للمؤتمر الوطني الشعبي الصيني في بكين الأسبوع الماضي، فقد خلص إلى الإعلان أن الميزانية العسكرية للدولة ستزداد بنسبة 7.6% هذا العام. وبالطبع فإن هذا الرقم أقل مما تم الإعلان عنه العام الماضي وكان 10.1%، وهذه هي المرة الأولى التي تكون فيها زيادة الميزانية العسكرية أقل من 10% منذ عام 2010، عندما قبل الجنرالات والأدميرالات بزيادة قدرها 7.5%. وبالطبع فإن الميزانية التي تم الإعلان عنها على الملأ، لا تتضمن جميع النفقات العسكرية، وإنما يعتقد أن تغير هذه النسبة يعد مؤشراً إلى توجه الإنفاق لجيش التحرير الشعبي.

ويعتقد بعض المحللين أن الزيادة الصغيرة نسبياً في ميزانية أكبر جيش في العالم تعني أن قائد الجيش يريد أن يثبت لكبار الضباط من هو قائدهم. وكتبت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصادرة من هونغ كونغ، أن «الشخصيات والمحللين العسكريين قالوا إن الزيادة الصغيرة والمثيرة للدهشة في الميزانية العسكرية، تفيد بأن الرئيس تشي جين بينغ لم يكن خائفاً من الإساءة لكبار المسؤولين العسكريين، وإنه كان يظهر قدرته على السيطرة على الجيش عبر الوسائل الاقتصادية».

ويفضل المحللون الخطاب الذي مفاده أن تشي يتمتع بالسيطرة الشاملة على كبار القادة العسكريين، وهي وجهة نظر كانت راسخة قبل إعلان تشي في سبتمبر الماضي، ما بدا أنه أكبر عملية إعادة هيكلة من الرأس إلى القاعدة في جيش الجمهورية الشعبية.

والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها، أن تشي فضل وسيواصل تفضيل الجنرالات والأدميرالات، لأنه يحتاج إلى دعمهم السياسي، كما أنه يريدهم أن ينفذوا سياساته الخارجية التحريضية، خصوصاً في البحار المحيطة.

وثمة تفسير آخر لتخفيض نسبة الزيادة في الميزانية العسكرية، تفيد بأن الحكومة ليس لديها الموارد الكافية، إذ إن طموحات بكين توجهت إلى جميع الاتجاهات في العقد الماضي، كما أن تشي قام بالتزامات كبيرة خارج الصين خلال حكمه، وفي الوقت ذاته فإن الشعب الصيني يطلب الكثير من الحزب الشيوعي، بدءاً من الهواء النظيف، وصولاً إلى مدارس أفضل بهدف تعزيز الخدمات الاجتماعية.

تويتر