بسبب خوفه من سيطرة «التنظيم» على مصادر النفط الليبية

الغرب يحشد قواه في ليبيا لضرب «داعش»

صورة

بعد مرور خمس سنوات على تدخل إدارة الرئيس باراك أوباما في الحرب في ليبيا، للمساعدة على تقويض نظام العقيد معمر القذافي، ربما تقوم الولايات المتحدة بإعادة جنودها إلى ليبيا، وذلك حسب تقارير «وول ستريت جورنال». وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال اجتماع مع الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي في روما هذا الأسبوع «آخر شيء في هذا العالم نريده، هو خلافة مزيفة تضع يدها على مليارات من الدولارات من عوائد النفط».

ويقول كبار المسؤولين الغربيين إن السيناريو الأمثل للتدخل ضد تنظيم «داعش» في ليبيا، يجب أن يكون على شكل استدعاء من حكومة معترف بها من كل أطياف الشعب الليبي، والتي ستعمل على جمع معظم الليبيين ضد «داعش»، لكن البعض يقول إن الغرب ربما يذهب وحيداً إلى هذه الحرب، إذا تدهور الوضع بصورة دراماتيكية على الأرض.

• في كل الحالات سيرث الرئيس الأميركي الجديد شرق أوسط يعج بالفوضى من الرئيس الحالي باراك أوباما، في صورة أكثر سوءاً مما ورثه أوباما من سلفه جورج بوش الابن عام 2009.

وإذا انتهى الأمر بالحكومة الليبية إلى تقديم دعوة للقوات الأجنبية، فمن المتوقع أن تدرس إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأميركا تشكيل قوة تعمل على دعم الوحدات الليبية في العمليات ضد تنظيم «داعش»، حسب ما قاله دبلوماسيون. وعملت هذه الدول منذ شهور عدة على وضع الخطط، كما أن الولايات المتحدة أرسلت فعلاً فريقاً صغيراً من القوات الخاصة إلى ليبيا.

ويقدر السفير البريطاني السابق في ليبيا، وهو زميل في المعهد الملكي للشؤون الدولية، ريتشارد دالتون، أن القوات الدولية يمكن أن تبلغ 10 آلاف جندي على الأقل، كي تكون فعالة على مجرى الأحداث. وأشار إلى أن تنظيم «داعش» يعمل في أربعة مواقع على الأقل في ليبيا، والتي ينبغي التعامل معها دفعة واحدة.

وتشير الأحداث إلى أن ليبيا تسير نحو الأسوأ، وعندما كان هذا البلد يعاني الفوضى والخراب، كانت إدارة الرئيس باراك أوباما راضية عن تركه يتحول إلى خرائب نتيجة هذه «الحرب الإنسانية»، التي أفلتها من عقالها عدد من الأشخاص، الذين لم يهتموا بتعلم درس العراق، لكنهم لايزالون يريدون أن يظهروا بمظهر الأبطال الإنسانيين. لكن في الوقت الحالي وبالنظر إلى أن تنظيم «داعش» يحرز تقدماً كبيراً، فإن الفوضى والمآسي لم تعد مجرد مشكلة محلية، ويبدو أن الحكومات الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، تنظر إلى التدخل العسكري من جديد.

ويبدو أن الغرب يركز الآن جهوده على نوع من «الترقيع لحكومة وحدة وطنية» هشة، والتي يمكن أن تقدم غطاء شرعياً للحرب المقبلة عن طريق دعوة الدول الغربية للمساعدة على هزيمة «داعش». ولكن إيطاليا وفرنسا والدول الأخرى تشعر بالخوف من تنامي قوة «داعش» في ليبيا، الأمر الذي يعني مزيداً من تدفق المهاجرين والإرهابيين إلى أوروبا، وإذا تمكن تنظيم «داعش» من الوصول إلى حقول النفط والغاز الليبية، فإن ذلك يعني وقوع أموال طائلة، حتى بموجب أسعار النفط الحالية، في أيدي مجموعة تعهدت على نفسها بفتح حرب بلا نهاية مع الغرب.

وفي كل الحالات، سيرث الرئيس الأميركي شرق أوسط يعج بالفوضى من الرئيس الحالي باراك أوباما، في صورة أكثر سوءاً مما ورثه أوباما من سلفه جورج بوش الابن عام 2009. ويبدو الشرق الأوسط حالياً أكثر دموية مما كانت عليه الحال عام 2009، كما أن المشكلات التي تعصف بالشرق الأوسط تبدو عصية على الحل، أكثر بكثير مما كانت عليه في عام 2009، حيث الصراع الطائفي المستعر، وانهيار نظام الدول في المنطقة، كما أن العراقيين أكثر انقساماً من أي وقت مضى، وأصدقاء أميركا أصبحوا أقل بكثير، وكذلك الاحترام الذي كانت تحظى به، والقدرة على جعل الأمور أفضل، كل ذلك قلّ كثيراً عما كانت عليه الحال في عام 2009.

تويتر