رغم تباطؤ اقتصادهم وتراجع قيمة عملتهم

السياح الهنود يتوافدون على الإمارات بأعداد كبيرة

سُجل ارتفاع في الطلب على السفر الفاخر في الآونة الأخيرة. أرشيفية

شهدت الحركة السياحية بين الإمارات والهند نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، وجاءت الاتفاقات الأخيرة بين البلدين لتعزز هذا القطاع، وتسهل حركة التنقل بين البلدين. وقالت دائرة السياحة في دبي إن السياح الهنود كانوا على رأس القادمين إلى الإمارة من أجل السياحة، خلال العام الماضي. ومن بين 14.2 مليون شخص زاروا الإمارة في 2015، قدم 1.6 مليون سائح هندي إلى الدولة لأغراض ترفيهية وسياحية، بزيادة 26% مقارنة بالعام الذي سبق، وذلك على الرغم من تذبذب صرف العملات، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وباتت السياحة البحرية تستقطب الآلاف من السياح الهنود.

كما شهدت فنادق أبوظبي نمواً ملحوظاً في عدد زوارها من السوق الهندية خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يجعل الهند أكبر سوق خارجية مصدرة للسياح بالنسبة للإمارة. وتركز قطاعات السياحة في العاصمة بشكل أكبر على إمكانات نمو السوق الهندية، من خلال تقديم منتجات تلبي مختلف احتياجات ومتطلبات المسافر الهندي، كما يتم الترويج للسياحة في مدن هندية، بما في ذلك نيودلهي، وشانديغار، وليكناو، وكلكتا، في استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع السياحة في الدولة، وإتاحة الفرصة أمام الشركاء في الهند للاستثمار في الإمارات، وتشجيع تدفق الزوار الهنود إلى الإمارة. واستضافت أبوظبي نحو 232 ألف سائح هندي خلال 2014، محققة بذلك نمواً بنسبة 32%، مقارنة بالعام السابق.

فيما أطلقت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة جولة ترويجية في مدينة نيودلهي، في ديسمبر الماضي، للتعريف بأبرز معالم الإمارة السياحية والثقافية، وكانت إمارة الشارقة قد استقطبت أكثر من 135 ألف سائح من الهند خلال 2014، بزيادة قدرها 23% مقارنة بعام 2013. وتُعد إمارة الشارقة من المدن المفضلة للسياح الهنود، حيث تسير «العربية للطيران» رحلات أسبوعية إلى 13 مدينة من المدن الهندية، يصل إجمالي عددها إلى 112 رحلة، كما تقدم الإمارة للزوار الهنود مزيجاً غنياً من التراث، والثقافة والترفيه، والفعاليات الممتعة. ومن بين أبرز الفعاليات التي تجذب هؤلاء السياح مهرجان الشارقة المائي، وبطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة، وجائزة الشارقة الكبرى، وبطولة الدراجات المائية.

ولم يمنع التباطؤ الاقتصادي في الهند كثيراً من الهنود من السفر إلى وجهات مختلفة حول العالم لقضاء العطلات، فالسفر الفاخر من الهند إلى وجهات مثل دبي، لايزال في ازدياد، يقول وكلاء السفر، على الرغم من تراجع قيمة الروبية، الذي يدفع إلى ارتفاع كلفة العطلات في الخارج. ويقول خبراء إن التباطؤ الاقتصادي لم يكن له أي تأثير سلبي في السياح الهنود، بالعكس فقد سُجل ارتفاع في الطلب على السفر الفاخر في الآونة الأخيرة، ويقول الخبير الاقتصادي، ماداف باي، إن هذا التوجه بات «راسخاً في عقلية شريحة واسعة من الهنود».

وتفيد تقارير بزيادة ما بين 15 و20% في عدد حجوزات العطلات الفاخرة بفنادق الدولة، في السنوات الأخيرة. وفي ذلك يضيف باي «هم ليسوا فقط على استعداد لإنفاق مال أكثر، لكن العطلة نفسها تتجه نحو التركيز على إقامة على أساس أذواق ومصالح مختلفة». وقد شهدت خدمات السفر الفاخر نمواً متسارعاً، إذ يقبل عليها النخب من رجال الأعمال وعائلاتهم ونجوم السينما وغيرهم.

ولعب ازدهار صناعة السينما الهندية دوراً مهماً في جذب السياح الهنود إلى دبي، وفقاً لمختصين في مجال الرحلات والسياحة. ويبدو أن «بوليوود» عززت أيضاً رؤية الإمارات مع الأفلام التي يجري تصويرها في دبي. ومع ذلك فقد يستغرق إقناع الهنود من الطبقات المتوسطة بعض الوقت، بأن الإمارات ليست وجهة سياحية للأثرياء فقط، إذ إن «هناك سوء فهم بين مسافرين ذوي ميزانية متوسطة بأن دبي مكلفة»، وفقاً لعاملين في قطاع السياحة، مضيفين أنه «يجري التعامل مع هذا الحذر بإطلاق عروض عطلات بأسعار أكثر جاذبية لشريحة واسعة من الهنود».

تويتر