القرب الجغرافي والارتباط التاريخي والتقارب الثقافي مهدت الطريق لشراكة استراتيجية طبيعية بين البلدين

2016.. عام مميز لتوثيق العلاقة بين الإمارات والهند

محمد بن زايد لدى استقباله ناريندرا مودي في أبوظبي العام الماضي. وام - أرشيفية

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة والهند بعلاقات ضاربة في جذور التاريخ، حيث ظلت هذه العلاقات متينة بين شبه القارة الهندية والإمارات السبع قبل قيام الاتحاد، ثم ازدهرت في ما بعد وتطورت لتصبح علاقات مميزة.

السفير الهندي تي بي سيثارام: نأمل أن يدعم الاتصال عالي المستوى بين الإمارات والهند شراكتنا بشكل أكبر خلال الأسابيع والشهور المقبلة.

ويرفض البلدان التطرف والربط بين الدين والإرهاب، ويدينان استخدام الدين لتبرير ودعم ورعاية الإرهاب، ضد دول أخرى. كما يستنكران إضفاء بعض البلدان اللون الديني والطائفي على القضايا والنزاعات السياسية، واستخدام الإرهاب لتحقيق غايات معينة.

وساعد القرب الجغرافي، والارتباط التاريخي، والتقارب الثقافي، والصلات القوية بين الشعبين، والطموحات والتحديات المشتركة، في تمهيد الطريق لشراكة استراتيجية طبيعية بين البلدين، ويبدو أن العلاقة بين البلدين لم تكن أبداً أقوى وأكثر إلحاحاً وجدوى، مما هي عليه الآن في هذه الأوقات المضطربة.

تبادل البلدان الزيارات على أعلى مستوى سياسي، نذكر منها أول زيارة رسمية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، للهند في يناير عام 1975، ثم زيارته لها مرة أخرى في أبريل 1992، وزيارة الرئيس الهندي د.فخر الدين علي أحمد زار، للإمارات في نوفمبر 1976، أعقبتها زيارة رئيسة وزراء الهند الراحلة، أنديرا غاندي، للإمارات في نوفمبر 1981. وزار الرئيس الهندي د.إيه بي جي عبدالكلام الإمارات في أكتوبر 2003، وفي نوفمبر 2010 زارت الرئيسة الهندية، براتيبها باتيل، الإمارات، ثم زار رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الإمارات في شهر أغسطس الماضي.

وظلت العلاقات مزدهرة بين البلدين خلال العقود الثلاثة الماضية إلا أن زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في أغسطس الماضي للبلاد كانت أول زيارة رسمية عالية المستوى لرئيس من شبه القارة الهندية إلى الإمارات، خلال 34 عاماً. ويقول السفير الهندي، تي بي سيثارام، في مقابلة له مع إحدى الصحف «إن أهم إعلان خلال زيارة رئيس الوزراء يتعلق بتأسيس صندوق للبنية التحتية هندي ــ إماراتي، بقيمة 75 مليار دولار، ويهدف هذا الصندوق لدعم الاستثمار في الهند للجيل المقبل من مشروعات البنية التحتية، لاسيما السكك الحديدية والموانئ والمطارات، والممرات والمجمعات الصناعية».

وتمتد العلاقات بين البلدين لأشواط أبعد مع مرور الأيام، فقد زار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات، الهند في سبتمبر الماضي مترئساً أعمال اللجنة المشتركة بين الإمارات والهند في دورتها الـ11، حيث التقى خلال الزيارة بوزيرة الخارجية الهندية، سوشما سواراج، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الاستراتيجية المتميزة، وسبل تعزيزها وتطويرها في ظل ما يربط البلدين من علاقات صداقة مشتركة. وأكد سمو الشيخ عبدالله أن دولة الإمارات ترتبط مع جمهورية الهند بعلاقات ودية تتسم بالاستقرار، مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، حيث بدأت عام 1972، ونوه إلى رغبة البلدين في تطوير هذه العلاقات بما يعكس طموحات وتوجهات القيادة العليا في البلدين.

وخلال الاحتفال باليوم الوطني الـ67 لجمهورية الهند بالسفارة الهندية في دولة الإمارات، في 26 يناير 2016، حضره مجموعة من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين، من بينهم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ووزير العمل، صقر بن غباش سعيد غوباش، وصرح السفير، تي بي سيثارام، قائلاً «إننا نأمل أن يدعم هذا الاتصال عالي المستوى بين البلدين شراكتنا بشكل أكبر خلال الأسابيع والشهور المقبلة»، وأضاف أن عام 2015 كان عاماً مميزاً بالنسبة للبلدين.

تويتر