عائلة "فلافيريداي" تقدم مصيبة جديدة للعالم

حدد الأطباء نوعين من المضاعفات البالغة المحتملة هما المضاعفات العصبية وتشوهات اجنة النساء المصابات. أ ف ب

يشكل فيروس زيكا الذي ينقله البعوض وينتشر بسرعة في أميركا الجنوبية خطراً على الحوامل ويتسبب في بعض الحالات بمضاعفات بالغة بالرغم من أن اغلب المصابين به قد لا يشعرون بأعراض شديدة.

ويثير الفيروس الذي بات منتشرا في أكثر من 15 بلداً في اميركا الجنوبية قلقا بشكل خاص نظرا لوجود "شكوك قوية" بانه يسبب مضاعفات عصبية لدى المصابين وتشوهات خلقية لدى الاجنة. ونظرا لارتفاع عدد هذه التشوهات، اعلنت منظمة الصحة العالمية الاثنين الفيروس "حالة صحية طارئة على المستوى الدولي".

وأعلنت الولايات المتحدة، أول من أمس، تسجيل اصابة بالفيروس انتقلت عبر الاتصال الجنسي في تكساس.

ما هو زيكا

تم رصد الفيروس لاول مرة في اوغندا في 1947 لدى قرد. واطلق عليه اسم غابة زيكا الواقعة جنوب كمبالا.

ينتمي زيكا الى عائلة الحميات الصفراء (فلافيريداي) مثل فيروس الضنك والحمى الصفراء. وسجلت أول إصابة بزيكا لدى البشر في 1968 وفق منظمة الصحة العالمية.

ومثل حمى الضنك وتشيكونغونيا الاستوائيتين، ينتقل زيكا من خلال لسع "البعوض النمر" الذي ينقله من مريض الى شخص سليم فيصيبه بالمرض. وسجلت كذلك إصابات عن طريق الاتصال الجنسي.

 الأعراض

في 70-80% من الحالات، لا يصاب المرضى بأعراض. وتشبه أعراضه أعراض الرشح مثل ارتفاع الحرارة والصداع والارهاق مع طفح جلدي.

كما يمكن ان يصاب المرضى بالتهاب في جفن العين او بألم خلف العينين او بتورم في اليدين والقدمين.

المضاعفات

حدد الأطباء نوعين من المضاعفات البالغة المحتملة هما المضاعفات العصبية وتشوهات اجنة النساء المصابات. ولكن لم يتم حتى الآن تأكيد العلاقة السببية بين الفيروس وهذه المضاعفات.

وقال اطباء في البرازيل وبولينزيا الفرنسية أن بعض المرضى ظهرت عليهم اعراض متلازمة غيلان-باري العصبية وهو من امراض المناعة الذاتية ويظهر على شكل ضعف او شلل تدريجي في الاطراف.

وسجلت حالات صغر الرأس وضعف نمو الدماغ لدى اجنة ومواليد خلال الانتشار الوبائي لزيكا في بولينيزيا والبرازيل.

وافادت دراسة اجريت في البرازيل أن مخاطر التشوه لدى الاطفال تزداد عندما تصاب الأم بالفيروس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

ولكن منظمة الصحة في الأميركيتين قالت إنه لا يوجد "أي دليل حتى الىن على ان زيكا يمكن ان يفضي الى الموت".

لا علاج ولا لقاح

لا يوجد اي علاج او لقاح بعد للفيروس. واعلن مختبر سانوفي باستور الفرنسي انه بدأ التجارب لتخليق لقاح مضاد.

والعلاج الوحيد المتوافر هو في تخفيف الالام من خلال تناول المسكنات. اما طرق الوقاية فهي تفادي الاصابة بلسع البعوض وارتداء ملابس تغطي الجسم وطاردة للناموس واستخدام مبيدات الحشرات والناموسيات.

واوصت منظمة الصحة في الاميركيتين الحوامل بان يبقين متيقظات بشكل خاص. وقالت إن على كل مريض أن يحرص على تفادي لسع البعوض حتى لا ينتقل الفيروس منه الى شخص اخر، ويتم وقف دورة انتشاره.

ونصحت حكومة كولومبيا الازواج بتأجيل الحمل لاشهر عدة والسلفادور لفترة سنتين في حين نصحت دول اخرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا الحوامل بعدم التوجه الى البلدان المصابة.

مناطق انتشار زيكا

رصد زيكا في افريقيا وفي اسيا ومنطقة المحيط الهادىء وبات منذ النصف الاول من 2015 منتشرا في القارة الاميركية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية الاسبوع الماضي من "انتشار متسارع جدا" للفيروس في الأميركيتين متوقعة 3 الى 4 ملايين إصابة خلال 2016.

والبرازيل هي الدول الأكثر معاناة مع تسجيل نحو 1,5 مليون حالة. تاتي بعدها كولومبيا التي توقعت أن يكون الفيروس مسؤولاً عن 1500 حالة من متلازمة غيلان-باري العصبية.

وفي أوروبا واميركا الشمالية سجلت عشرات الاصابات بزيكا بين عائدين من المناطق المصابة.

وأعلن معهد اندونيسي للبحث إصابة مؤكدة في جزيرة سومطرة، ومثله أعلنت تايلاند اصابة واحدة.

وسجلت إصابات انتقلت محليا في الرأس الاخضر قبالة سواحل افريقيا.

وبعد الإصابات الأولى في غويانا والمارتينيك بنهاية 2015 بات الفيروس منتشراً في هاتين المنطقتين الفرنسيتين في منتصف يناير. وتم تسجيل اصابات في غوادالوب وسان مارتين.

تويتر