دبّ الرعب في قلوبهم بعد الهجمات الأخيرة على باريس

الأوروبيون يستبعدون هجوماً كيمياوياً وشيكاً

سياسيون في بريطانيا متخوفون من هجوم غير تقليدي. أ.ف.ب

دبّ الرعب في أوروبا بعد الهجمات الأخيرة على باريس، وتوقع خبراء أن تحدث المزيد من الاعتداءات العنيفة، إلا أن مسؤولين ومراقبين لا يستبعدون هجوماً على إحدى المدن الأوروبية بالأسلحة الكيمياوية، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية. وطالب سياسيون حكومة بريطانيا بالاستعداد لهجمات غير تقليدية يمكن لتنظيم «داعش» أن يقوم بها في البلاد. وفي الوقت الذي تناقش الحكومات الأوروبية كيفية الرد على هجوم باريس، يحضر التنظيم لشن اعتداء آخر. ويتحدى المسلحون المجتمع الدولي بالتهديد بالقيام بهجمات أكثر تدميراً ورعباً. لذا يجب على المملكة المتحدة، والبلدان الأخرى التي تحارب المتطرفين، أن تبقى في حالة تأهب قصوى.

يذكر أن إمكانية وقوع هجوم كيمياوي في مدينة أوروبية، طرحت منذ سنوات، ولحسن الحظ فإن ذلك لم يحدث. وأشار خبراء ومسؤولون في مناسبات عدة، إلى المخاوف من تدبير هجوم كيمياوي أو وقوع سلاح كيمياوي في يد جماعات مسلحة، خصوصاً بعد دعوة تنظيم «القاعدة»، في بداية التسعينات، إلى ضرورة الحصول على السلاح الكيمياوي. ومع أن نقل هذه الغازات من سورية إلى فرنسا مهمة شاقة، وحظوظ نجاحه ضئيلة، وفقاً لخبراء في المجالين العسكري والأمني، إلا أن تصنيع هذه الغازات القاتلة، واستخدامها محلياً، أصبحا مصدر قلق الحكومات في الغرب. وفي وقت تزداد الأزمة السورية تعقيداً، والوضع في العراق أبعد عن الاستقرار من أي وقت مضى، يستبعد عسكريون إمكانية أن تمد دولة معينة مجموعة مسلحة بالسلاح النووي أو آخر غير تقليدي، ويقولون إن هذا لم يحدث، ولا يتوقعون حدوثه على المديين القصير والمتوسط.

إلى ذلك، لم يستبعد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، احتمال وقوع هجوم تقليدي، في حين وافقت الحكومة على تداول ترياق ضد الغازات الكيمياوية، في الصيدليات التابعة للجيش، وفي أقسام الطوارئ بالمستشفيات العامة.

 


تحذيرات قديمة

كان جيل دي كيرشوف، مسؤول مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، قد حذر في حديث مع محطة «بي بي سي» الإخبارية في 26 سبتمبر من عام 2014، من احتمال تعرض أوروبا لهجوم إرهابي من قبل تنظيم «داعش» بعد أن وصل عدد المواطنين الأوروبيين الذين انضموا للتنظيم في العراق وسورية لأكثر من 3000.

وأشار دي كيرشوف حينها إلى أن الضربات الجوية الغربية تزيد من احتمالات تعرض الدول الأوروبية لهجمات انتقامية.

وقال دي كيرشوف إن العدد الذي ذكره - وهو 3000 - يشمل كل الأوروبيين الذين ذهبوا إلى منطقة الشرق الأوسط، بمن فيهم أولئك الذين عادوا إلى بلدانهم والذين قتلوا. وكان خبراء قد قدروا، في وقت سابق من العام الجاري، عدد الأوروبيين المنضمين لتنظيم «داعش» بنحو 2000. وقال دي كيرشوف إن قيام التنظيم بإعلان«الخلافة» كان له دور في جذب المؤيدين الأوروبيين، مضيفاً «إن كنت من الذين يؤمنون بالخلافة، فإنك سترغب في الانضمام إليها في أقرب وقت ممكن».

وحذر المسؤول الأوروبي من أن الغارات الجوية، التي تنفذها الولايات المتحدة وحليفاتها الغربية، قد زادت من احتمال وقوع هجمات انتقامية ضد أهداف في أوروبا.

وقال «تيقن الفرنسيون من ذلك عندما أصدر (داعش) بياناً هدد فيه بالانتقام من التحالف، إذ اختطف مواطن فرنسي في الجزائر، وقطع رأسه، لذا فإنهم يفعلون ما يقولون».

كما حذر دي كيرشوف من احتمال تنفيذ المجموعات المنافسة لتنظيم «داعش»، مثل تنظيم «القاعدة»، هجمات على أهداف في أوروبا للمحافظة على موقعها، وقال «إن صعود (داعش) قد يجبر (القاعدة) على عمل شيء ما للبرهنة على أنها مازالت ذات أهمية».

تويتر