بسبب التغيّر المناخي

أمراض استوائية قد تنتشر في المناطق الباردة

صورة

يتوقع أن تنتشر قريباً حمى الضنك، وأمراض استوائية أخرى، في بريطانيا بسبب التغير المناخي. ويحذر الخبير الطبي القيادي بمؤسسة «ويلكم ترست»، جيرمي فيرار، من أن كوكب الأرض يتعرض بالفعل لتهديدات صحية خطيرة بفعل التغير المناخي، من بينها سوء التغذية والموت، بسبب التلوث الهوائي. ويعتقد فيرار أن هذه المخاطر لم تلقَ اهتماماً كبيراً من قبل قادة العالم، وأن مفاوضي المناخ المتوجهين هذا الشهر إلى العاصمة الفرنسية باريس، يبدو أنهم لا يدركون التأثير الواسع للاحترار الكوني، الذي حدث بالفعل على الأرض.

8 ملايين وفاة

يتسبب تلوث الهواء في وفاة ما بين سبعة إلى ثمانية ملايين شخص قبل الأوان في العام، وبالمقارنة تقضي الملاريا على 600 ألف شخص، والإيدز على ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين شخص في العام.

 

وتضيف تحذيراته هذه أبعاداً أخرى، للمخاوف التي قد تتعرض لها صحة الإنسان بسبب تزايد الانبعاثات الكربونية. ويقول فيرار «عندما تتحدث للناس بشكل عام عن التغير المناخي، فإنهم يعتقدون أنك تتحدث عن فقدان مناطق المعيشة، أو ذوبان جبال الجليد، أو تفتت الجزر المرجانية، لكنهم لا يفكرون في آثاره الصحية، فهذه التغييرات تؤثر فينا نحن اليوم، وليس في أبنائنا أو أحفادنا، إنه خطر آني، خطر شخصي ملموس».

 

أكثر المخاوف التي يخشاها العلماء على صحة الإنسان، هي مرض حمى الضنك، وهو مرض فيروسي ينتقل بواسطة البعوضة، ويتسبب في حمى وصداع، وفي بعض الأحيان في انخفاض مريع بضغط الدم، ولا يوجد حتى الآن لقاح أو علاج محدد، 2.5% من حالات الإصابة به مميتة للغاية.

قبل عام 1970، كانت هناك سبع دول فقط تعاني من انتشار خطير لحمى الضنك، أما اليوم فإن هذه الحمى تنتشر في أكثر من 100 دولة، وشهدت دول مثل إسبانيا وإيطاليا انتشار هذه الحمى، إضافة إلى ولاية فلوريدا، ولا يستبعد العلماء أن تنتشر الحمى في جنوب المملكة المتحدة خلال السنوات المقبلة، وربما يصاحب ذلك أيضا انتشار أمراض فيروسية، مثل الحمى الصفراء، وحمى النيل الغربي.

أمر آخر من إفرازات التغير المناخي ويتخوف منه العلماء، وهو أن التلوث الهوائي، داخل وخارج المنزل، أكثر فتكاً بالرجال والنساء من أمراض مثل نقص المناعة المكتسبة (إيدز) أو الملاريا، وينجم التلوث الهوائي عن الاحتراق غير الكافي للوقود الصلب، ومواقد التدفئة في المنازل سيئة التهوية، والانتشار الكبير لاستخدام السيارات.

ويتسبب التغير المناخي أيضاً في ارتفاع مناسيب مياه البحار، ما يهدد بالتالي بعض أهم مناطق إنتاج الغذاء في العالم القريبة من الأنهار، بما في ذلك نهر الغانغ والنيل والميكونغ، فمن المتوقع أن ترتفع مناسيب مياه البحار إلى متر بنهاية هذا القرن، ما يهدد الأراضي الخصبة في هذه الدول، لاسيما الميكونغ في فيتنام، وهي الدولة الأولى المصدرة للأرز في العالم، فإذا غطت مياه البحار هذه الأراضي، فإن النتيجة الحتمية هي المجاعة.

تقول منظمة الصحة العالمية إنها تحتاج، خلال الفترة بين 2015 - 2030، إلى 2.1 مليار دولار كل عام، لإبطاء تفاقم أمراض مثل حمى الضنك والليشمانيا، ومرض المثقبيات، أو ما يعرف أيضاً بـ«الدراق الطفيلي»، وينتشر في بعض دول القارة الأميركية بشكل كبير، وهو مرض فتاك جعل البعض يصفونه بمرض الإيدز الجديد. ويقول المسؤول بمنظمة الصحة العالمية، ديرك أنجيلز، إن «بعض الأمراض الاستوائية المهملة لم تعد استوائية، وهناك احتمال في انتشارها في مناطق أخرى من العالم، ما يجعل المبرر قوياً لمزيد من الاستثمار في هذا الجانب».

تويتر