سقوط هلمند يُعدّ انتكاسة كبيرة لها

الحكومة الأفغانية تواجه صعوبات في التصدي لحركة «طالبان»

صورة

تواجه الحكومة الأفغانية أياماً عصيبة في الوقت الذي حققت حركة «طالبان» مكاسب كبيرة على الأرض، وقد استولت الحركة على معظم إقليم هلمند، بما في ذلك مقر المقاطعة الاستراتيجي، «قلعة موسى». ويتقدم المسلحون في الشمال والشرق، ويستولون على المزيد من الأراضي، في حين تصاعدت الهجمات الشرسة في كابول، أكثر من أي وقت مضى، وقد راح ضحية التفجيرات أكثر من 100 شخص في الأسابيع القليلة الماضية.

في المقابل، فشلت الحكومة في التصدي للفساد أو تعزيز الاقتصاد، وشهدت البلاد هروباً واسعاً لرؤوس الأموال. ويشكل الأفغان ثالث أكبر مجموعة من المهاجرين بعد السوريين والعراقيين، الذين يحاولون الفرار إلى أوروبا عن طريق البر والبحر. ويأتي ذلك في وقت تأخر المجتمع الدولي في تقديم مساعدات مالية حيوية للحكومة التي تعاني الإفلاس منذ فترة طويلة؛ إذ لم تدفع رواتب عدد كبير من موظفي الحكومة منذ أشهر.

ومن خلال حوارات مع العديد من الأفغان على مدى الأشهر القليلة الماضية، يبدو أن هناك إجماعاً متزايداً على أن السيادة الداخلية على المحك، وأن حكومة الوحدة الوطنية لم تنجح. ويرى كثيرون أن هناك حاجة ماسة إلى تغييرات دستورية لمنع تفكك البلاد، أو حدوث انقلاب من قبل أمراء الحرب أو فصيل في الجيش، أو الاستيلاء على السلطة من قبل سياسيين ساخطين.

إلى ذلك، اعترف القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، محمد معصوم ستانيكزاي، بأن «صعوبات» كبيرة تواجه الأجهزة الأمنية التي تحارب مقاتلي «طالبان» بعد أن فقدت السيطرة على منطقة رئيسة في ولاية هلمند. واعتبر مراقبون استيلاء المسلحين على «قلعة موسى»، في وقت سابق، انتكاسة للقوات الأفغانية التي تسعى إلى الوقوف على قدميها بعد انسحاب القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي العام الماضي.

وقال ستانيكزاي إن محاولة الجيش استعادة السيطرة على «قلعة موسى» التي كانت مسرحاً لهجمات عنيفة شنتها «طالبان» على القوات البريطانية وغيرها في هلمند، كانت تحدياً كبيراً. وكان دعم الحلف الأطلسي في هذه المنطقة كبيراً، في الأيام الماضية، من خلال توجيه ضربات للمقاتلين عن طريق الغارات الجوية والمدفعية الثقيلة، إلا أن التقارير تقول إنه رغم أن الغارات الأميركية بالقرب من قلعة موسى أدت إلى مقتل عشرات المسلحين، فإن هؤلاء أعادوا تنظيم صفوفهم وتمكنوا من إبعاد القوات البرية الأفغانية.

في سياق آخر، يجري مثقفون وسياسيون أفغان نقاشاً ساخناً لمطالبة الرئيس أشرف غني بدعوة المجلس العشائري للبلاد «لويا جيرغا» لعقد جلسة طارئة، يتم خلالها اختيار حكومة مؤقتة ورئيس للبلاد لمدة لا تزيد على بضعة أشهر. وتطالب النخبة الأفغانية هذا التجمع القبلي الكبير، بمناقشة وتمرير الإصلاحات الدستورية والانتخابية، الأمر الذي وعد به كل من غني ونائبه عبدالله عبدالله، عندما تم تثبيتهما كشريكين في سلطة مشتركة في حكومة وحدة وطنية.

ومن شأن هذه الإصلاحات إدخال تعديلات دستورية تمكن البلاد من السير إلى نوع من الديمقراطية البرلمانية، الشيء الذي طالبت به مجموعات عرقية من غير «البشتون» والعديد من الأفغان في المناطق الحضرية، منذ سقوط حكم «طالبان» في 2001. ويمكن أن تقترن هذه الإصلاحات بمحاولة جديدة لجلب «طالبان» الى محادثات، أو حتى تشجيعها للمشاركة في نقاش اللويا جيرغا.

تويتر