ضيوف للإيجار في حفلات الزفاف بكوريا الجنوبية

أصبح تنظيم حفلات الزفاف في كوريا الجنوبية مؤسسة قائمة بذاتها، إذ تقوم شركات مختصة بتحضير كل شيء للعروسين، وتقدم لهما خدمات مختلفة حسب الطلب، إلا أن مشكلة طرأت في الآونة الأخيرة تتمثل في ندرة الضيوف، إذ لا يجد المتزوجون من يدعونهم لحفل زفافهم. وتعرض شركات تنظيم حفلات الزفاف قوائم لأشخاص يمكنهم أن يكونوا ضيوف شرف، في حال لم يكن للزوجين أصدقاء أو أهل، وبالطبع الخدمة ليست مجانية، فالمدعوون هم للإيجار ولفترة محددة. ويتلقى هؤلاء أجوراً نظير مشاركتهم في الحفلات، ويقومون بكل شيء يمكنه أن يسهم في أجواء البهجة.

أصبح الزفاف صفقة تجارية يستفيد منها أطراف عدة، بما في ذلك «المدعوون الغرباء» الذين يسجلون أسماءهم عند الشركات المتخصصة في تنظيم الحفلات، على أن يتم توجيه الدعوة إليهم، في حال تعذر على العروسين إيجاد من يشاركهم فرحتهما في هذا اليوم الاستثنائي. وفي بعض الأحيان لا يكتفي المقبلون على الزواج في كوريا الجنوبية بالأهل والأصدقاء، ويستعينون بما يسمى «ضيوف الإيجار» لإضفاء مزيد من البهجة والفرح مقابل دفع مبالغ إضافية.

تشارك الطالبة، كيم سايون، في حفلات الزفاف بانتظام، منذ سنوات، مقابل دخل معقول، قائلة «ألعب دور الضيف في حفلات الزفاف مرة أو مرتين في اليوم، أحياناً، وذلك حسب الطلب»، وتقوم كيم بدور الصديقة المقربة من العروس أو العريس، وتبقى في الحفل إلى نهايته. ووفقاً لمدير إحدى الشركات التي تعمل في هذا المجال، فإن هذه الممارسة بدأت منذ التسعينات. وقد تزايد عدد الشركات المنظمة للحفلات منذ ذلك الحين، ليصل إلى المئات. واليوم يمكن للعروسين الحصول على صديق مؤقت أو حتى أب أو أم، لمدة ساعات، يعيش معهم الشريكان لحظات جميلة، حتى ولو كانت وهمية.

تقول كيم إنها حضرت 70 زفافاً خلال الـ18 شهراً الماضية، وكانت تتقاضى 20 دولاراً عن الحفلة الواحدة. ووفقاً لمصادر محلية فإن الضيوف الوهميين يمكن أن يكونوا طلاباً في الجامعات، أو موظفين يريدون تأمين دخل إضافي. وفي الربيع حيث تكثر الحفلات يزداد الإقبال على هؤلاء الضيوف بشكل كبير، وقد تصل أجورهم إلى 30 دولاراً للحفل الواحد.