أسوأها صعود تنظيم «داعش» وتعذيب المشتبه فيهم

جيب بوش يواجه تركة شقيقه المثيرة للجدل

صورة

يبدو الحاكم السابق لولاية فلوريدا أكثر حماسة لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، مع احتدام المنافسة بين المرشحين في الأحزاب المعروفة والمستقلين. ولكن جيب بوش ليس كبقية المتنافسين، فهو ابن رئيس سابق وشقيق رئيس أميركي أثار جدلاً واسعاً بسبب غزوه للعراق. وعندما سئل بوش عن الأسباب التي جعلته يستعين بمستشار شقيقه للسياسة الخارجية، لم يتمكن الرد بشكل مناسب ومقنع، قائلاً أمام حشد من المناصرين في ولاية «أيوا»: «لأكون صادقاً معكم، هذه اللعبة صعبة بالنسبة لي»، مشيراً إلى التحديات الجسيمة في الشرق الأوسط. ومنذ أن أعلن نيته الترشح للرئاسة، رجح الكثير من المراقبين الأميركيين أن يكون جيب بوش المرشح المفترض للحزب الجمهوري؛ واصفين إياه بأنه «كبير المجموعة» بين زملائه الجمهوريين، وصاحب الخبرة السياسية الطويلة، فضلاً عن انتمائه لعائلة بوش المعروفة.

أينما يذهب جيب بوش يجد نفسه محاصراً بتركة شقيقه وإخفاقاته العديدة في الشرق الأوسط، خصوصاً في العراق، إذ لايزال كثير من الأميركيين يعتقدون أن الحرب على العراق كانت خطأ تاريخياً. وخلال الشهر الماضي، سعى بوش جاهداً لإقناع الرأي العام الأميركي، بأن رؤيته للسياسة الخارجية تختلف عن رؤية شقيقه، وفي الوقت نفسه لا يبدي معارضته لها، في محاولة لإيجاد توازن بين تركة شقيقه المثيرة للجدل وبرنامجه الانتخابي الحالي.

إنه فعلاً تحدٍّ كبير يحاول بوش أن يواجهه بكل الوسائل، فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن حاكم فلوريدا السابق يأتي وراء الملياردير الجمهوري دونالد ترامب. ففي حين أبدى 21% من المستطلعة آراؤهم دعمهم للأخير، تراجع رصيد بوش إلى 20%، في يونيو الماضي. ويقول الخبير الاستراتيجي (الجمهوري)، كيفن مادن: «يجب أن يصل إلى الناخبين بطريقة تجعلهم لا ينظرون إليه من خلال تجربة شقيقه الرئاسية»، ويوضح مادن، الذي عمل في حملات انتخابية سابقة، «إنه تحدٍّ بالنسبة لبوش».

ومع تركيز المشاركين في الاستطلاعات على الأمن القومي، سعى بوش لوضع استراتيجية لهزيمة تنظيم «داعش» في العراق وسورية. وفي خطابه الأخير، اعتمد نهجاً بدا أكثر تشدداً من الرئيس باراك أوباما، بشكل يجعل الرئيس الثالث المرتقب (من عائلة بوش) الذي يقرر إرسال آلاف الجنود الأميركيين إلى العراق. لقد أعلن «بوش الثالث» عن نيته الاستعانة بقوات خاصة لدعم جهود العشائر السنية والقوات الكردية في العراق التي تحارب تنظيم «داعش». وبالنسبة لسورية المجاورة، فقد وعد المرشح الجمهوري بإنشاء جيش محلي من ميليشيات المعارضة المعتدلة، فضلاً عن ذلك، وعد بوش بإقامة مناطق آمنة وأخرى يحظر فيها الطيران لمحاربة كل من «داعش» ونظام الأسد.

إلا أن جيب بوش عمل جاهداً، منذ بداية حملته الانتخابية، لأن لا ينحي باللائمة على أخيه جورج بوش عما حدث في العراق. في المقابل، أرجع حاكم فلوريدا السابق صعود تنظيم «داعش» إلى «الشغور» الذي حدث بعد انسحاب القوات الأميركية في 2011، عندما كانت هيلاري كلينتون ــ خصمه الديمقراطي ــ وزيرة للخارجية. ويرى مؤيدو جيب بوش أن الأخير غير معني بقرارات لم يشارك في اتخاذها، وأن الانتقاد يجب أن يوجه إلى كلينتون التي كانت مسؤولة في الإدارة الأميركية.

يقول المسؤول الأمني السابق، بيتر فيفر، «أعتقد أن بوش في وضع أفضل من كلينتون»، ويوضح المسؤول الذي عمل في مجلس الأمن القومي خلال فترة حكم بوش الابن، انه «يتعين عليه أن يجيب عن السؤال المتعلق بتركة شقيقه، وماذا حدث خلال رئاسته للولايات المتحدة. كما أن على كلينتون أن تقول ماذا جرى أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية».

تويتر