يعانون العزلة والاضطهاد العرقي منذ سنوات

مسلمو الروهينغا يفرون من الجحيم إلى المجهول

وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب. أ.ف.ب

تعاني الأقلية المسلمة في ميانمار العزلة والاضطهاد العرقي منذ سنوات، وتفاقمت أزمت «الروهينغا» في الأشهر الأخيرة، إذ لم يجد الكثير منهم طريقاً سوى الهروب من البلد الذي بات يمثل بالنسبة لهم سجناً كبيراً. ويقول وزير الخدمات الاجتماعية في أستراليا، سكوت موريسون، إن «الاقتراحات بإعادة توطين الروهينغا المضطهدين تسيء فهم حجم المشكلة». ويوجد حالياً الآلاف من الذين تقطعت بهم السبل على الزوارق في عرض البحر، وفي المخيمات في جنوب شرق آسيا. وأضاف المسؤول الأسترالي، الذي شغل منصب وزير الهجرة في الماضي، أنه زار مخيمات النازحين، وأدرك أن «المسألة أكثر تعقيداً مما يدعي الناشطون في العمل الإنساني، هناك مليون من الروهينغا في ميانمار، وإعادة توطينهم ليست حلاً للمشكلة».

وذكرت تقارير صحافية أن نحو 4000 مسلم يعيشون في منطقة مغلقة خاصة بهم من مدينة سيتوي ذات الأغلبية البوذية في مقاطعة راخين شمال غرب بورما. وتم عزل هؤلاء عن العالم، منذ سنوات، من خلال إقامة حواجز أمنية وأسلاك شائكة، ويعيشون في ظروف شبيهة بتلك التي عاشها السود في إفريقيا زمن «التمييز العنصري». ويوجد في الجوار مستشفى، إلا أن سكان المخيم لا يذهبون إليه. ويقول طفل يدعى «جيمس»: «نخشى إن ذهبنا إلى المستشفى أن نتعرض للحقن بالسم»، ونظراً لهذه الحالة من الخوف والذعر فإن الكثير من الروهينغا وجدوا أنفسهم مضطرين إلى دفع ما يملكون لمهربي البشر، من أجل تهريبهم إلى تايلاند وماليزيا، بحراً، أو إلى أي مكان آخر يعيشون فيه بأمان. وخلال الأسابيع الماضية، تم إنقاذ مئات الأشخاص كانوا على قوارب قادمين من ميانمار وبنغلاديش، بالقرب من السواحل التايلاندية، واضطر عدد منهم إلى السباحة إلى الشاطئ. ويقول ناشطون ومراقبون إن الآلاف يركبون البحر على متن قوارب تحركها الأمواج، دون وقود أو طعام. ومن المتوقع أن توقف بداية الأمطار الموسمية عمليات التهريب الجماعية.

وتقول وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، إن نحو ربع اللاجئين الذين رصدوا أخيراً جنوب ماليزيا وإندونيسيا من الروهينغا، والباقي من المهاجرين البنغال الذين يبحثون عن فرص عمل في البلدان المجاورة. وتضيف بيشوب «يعتقد أن هناك نحو 7000 شخص في البحر، منهم ما بين 30-40٪ من الروهينغا، والباقي جاءوا من بنغلادش». وأوضحت المسؤولة «هم ليسوا لاجئين، إنهم عمال غير شرعيين، لقد تلقوا وعوداً من جهات معينة، أو أنهم يبحثون عن فرص عمل في ماليزيا».

ويقول ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن هناك تعاوناً وتنسيقاً بين المهربين والمسؤولين المحليين، بما في ذلك الشرطة، وأنهم يبتزون الضحايا ويعذبونهم في مخيمات بالغابات جنوب تايلاند، حيث كشفت السلطات أخيراً عن وجود مقبرة جماعية يعتقد أنها للاجئين من ميانمار. وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة لم تتراجع أعداد من يحاولون الهروب، وفي بعض المناطق التي تسكنها أقلية الروهينغا، تقيم الشرطة الحواجز، وتمنع الزوار من الدخول، وبين المساكن المتهالكة يعمل الأطفال جاهدين لإعداد قنوات تصريف مياه الأمطار الموسمية، التي لم يبقَ عليها الكثير. وفي السياق ذاته، يقول نائب رئيس «جمعية بنغلاديش» في مقاطعة نيو ساوث ويلز، الدكتور فاروق إقبال: «من الممكن أن يكون بعض الروهينغا يحملون جوازات سفر مزورة»، موضحاً «كان من الشائع بالنسبة للنازحين الدخول والخروج من بنغلاديش»، ووفقاً لإقبال الذي زار مخيمات النازحين التابعة للأمم المتحدة، فإن مبلغاً من المال (رشوة) يمكّن أي لاجئ من الحصول على «بطاقة هوية وطنية بسهولة في بنغلاديش أو جواز السفر»، وقد تم إنقاذ نحو 3000 شخص حتى الآن على شواطئ إندونيسيا وماليزيا وتايلاند. وفي غضون ذلك، قالت البلدان المجاورة، بما في ذلك أستراليا، إنها سوف تكثف جهودها لمساعدة ميانمار على وقف نزوح الروهينغا.

تويتر