تدعي ملكية الأراضي لمستوطنين من اليمن

«عطيرت كوهتيم» تشرد 80 عائلة مقدسية في سلوان

صورة

منذ 50 عاماً مضت تعيش عائلة المواطن المقدسي زهير الرجبي في بنايتها السكنية بحي سلوان جنوب المسجد الأقصى، وتمتلك أوراقاً رسمية لم تشكك في صحتها أي جهة إسرائيلية رسمية، لكن اليوم بات التشرد مصير 40 فرداً من عائلته هو وأشقاؤه، إذ تسلم أخيراً بلاغاً من محامي جمعية عطيرت كوهتيم الاستيطانية، يقضي بمصادرة الأرض المقامة عليها بنايتهم السكنية، التي تضم ثمانية شقق، بدعوى أن ملكيتها تعود للمستوطنين.

ويقول الرجبي لـ«الإمارات اليوم»: «حسب البلاغ الذي استلمناه يجب علينا الرد خلال 30 يوماً، على ادعاءات المستوطنين للمحكمة، حيث تدعي جمعية عطيرت كوهتيم أن ملكية الأرض تعود لثلاثة يهود من اليمن، كانوا يعيشون فيها قبل عام 1948».

معاناة

يعاني سكان سلوان بشكل كبير من حراس المستوطنين المسلحين الموجودين داخل البؤر الاستيطانية، حيث يهددون حياة السكان بشكل دائم، ويلجأون في كثير من الأحيان للاعتداء على السكان بالشتائم والضرب، أو بإطلاق الرصاص دون رادع، كما يتدخل الحراس خلال المواجهات في البلدة، قبل وصول قوات الاحتلال إلى المنطقة، إضافة إلى تدريباتهم داخل الأحياء السكنية في ساعات الليل المتأخرة، وذلك بحسب صيام.

ونفى المواطن المقدسي ادعاءات الجمعية الاستيطانية، مؤكداً أن والده اشترى الأرض التي تقام عليها بنايتهم السكنية عام 1966 من مالكها الأصلي، وهو مواطن فلسطيني اسمه أبوغالب بدران حلوة. وأعرب الرجبي عن استغرابه ادعاءات المستوطنين بعد 50 عاماً من شراء والده الأرض والعيش فيها، لافتاً إلى أن بلدية الاحتلال فرضت مخالفة على العائلة بحجة البناء من دون ترخيص.

ويقول المواطن المقدسي: «على مدار السنوات الماضية أجرينا معاملات عدة مع الدوائر الإسرائيلية المختلفة، ولم تشكك يوماً في ملكيتنا للأرض التي نسكن فوقها».

ويضيف «لن نخرج من الأرض إلا على جثتنا، فهي أرض آبائنا، وسنصمد فيها، لنكشف زيف الاحتلال، ونثبت حقنا فيها».

ويأتي قرار المصادرة الذي يهدد عائلة الرجبي بالتشرد، ضمن محاولات عطيرت كوهتيم الاستيطانية للاستيلاء والسيطرة على خمسة دونمات و200 متر مربع في حي الحارة الوسطى ببلدة سلوان، وتعود ملكية هذه الأراضي لـ80 عائلة مقدسية تعيش داخل 35 بناية سكنية منذ عشرات السنين.

من جهته، يقول مدير مركز معلومات وادي حلوة سلوان جواد صيام «من بين الأساليب المستخدمة للاستيلاء على عقارات المقدسيين في سلوان، ادعاءات الجمعيات الاستيطانية بناء الإسكان، أو تغيير البناء، وعليه تسقط عنهم صفة البناء المحمي».

وتحاول جمعية كوهتيم، بحسب صيام، الاستيلاء على منازل المقدسيين بدعوى ملكيتها للأرض المقام عليها المنازل، أو من خلال تسريبها من بعض السماسرة اليهود، ومن بين المنازل التي تم الاستيلاء عليها بتلك الطريقة، بناية عائلة أبوناب المقدسية، فقد سربت للمستوطنين أواخر العام الماضي، لتصادر بعد ذلك بدعوى أنها كانت كنيساً يهودياً.

وحذر صيام من خطورة المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على مساحات واسعة من حي الحارة الوسطى ببلدة سلوان، إذ يتم تحويله إلى حي يهودي ملاصق للأحياء العربية في البلدة، لافتاً إلى أن ذلك يشكل عامل توتر دائم في المنطقة بسبب التواجد الدائم للمستوطنين، وحراسهم المسلحين، بالإضافة إلى قوات الاحتلال المتواجدة بالقرب من البؤر الاستيطانية.

ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة، «إن انتشار البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان خلال الأشهر الأخيرة زاد من التوتر ورفع وتيرة المواجهات في أحياء البلدة، بسبب استفزازات المستوطنين وحراسهم لأهالي البلدة وبشكل خاص للأطفال أثناء لعبهم».

وأضاف «أدى ذلك الى زيادة عدد المعتقلين في أحياء البلدة، علماً بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري نحو 100 مقدسي من أحياء سلوان، نصفهم من الأطفال، وذلك بزعم إلقاء الحجارة، أو الزجاجات الحارقة، باتجاه البؤر الاستيطانية».

وكان مركز معلومات وادي حلوة قد رصد حالات دهس لأهالي البلدة من قبل حراس المستوطنين بسبب السرعة الزائدة أو بصورة متعمدة، ورصد المركز حالات عدة لاحتجاز أطفال في البؤر الاستيطانية قبل نقلهم إلى مراكز الشرطة.

تويتر