بعد سيطرة «داعش» على مناطق حساسة في محافظة الأنبار

سائقو الشاحنات يبحثون عن طرقات أكثر أمناً بين الأردن والعراق

الحدود العراقية الأردنية - الرويشد. أرشيفية

بسبب سيطرة تنظيم «داعش» المتطرف على مناطق حساسة في العراق، وهرباً من الأعمال الوحشية لمسلحيه، اهتدى سائقو الشاحنات العاملة بين العراق والأردن إلى طريق أكثر أمناً بين بغداد وعمان. وحتى وقت قريب كانت الرحلة بين العاصمتين تستغرق أسبوعاً وأحياناً أكثر حسب الظروف الأمنية. ويوضح هذا مدى ما تسببه الحرب ضد التنظيم، وما تتركه من تأثيرات في العراق والمنطقة بشكل عام، خصوصاً في ما يتعلق بالنشاط الاقتصادي وحركة النقل التجاري. كما يشير إلى حجم الضغوط المالية والاقتصادية التي يتعرض لها التنظيم الذي يتقاضى رسوماً مالية كبيرة على النقل التجاري تراوح بين 300 و400 دولار عن كل شاحنة، طبقاً لما يقوله التجار والمقاولون. ويسيطر مسلحو التنظيم على منطقة من محافظة الأنبار تغطي نحو 200 كم من الطريق بين بغداد وعمان. وشنت عناصر التنظيم، أخيراً، هجوماً كبيراً على مدينة الرمادي عاصمة المحافظة. ويقول سائق شاحنة اكتفى بأن اسمه «أبوحسين» إنه لا وجود للتحالف الدولي في كثير من الأحيان، وتعتبر بلدة الرويشد الأردنية القريبة من الحدود مع العراق نقطة ملتقى للسائقين الراغبين في أخذ قسط من الراحة، وإجراء صيانة لشاحناتهم وإصلاح ما يلحق بها من أعطال. وأثناء استراحتهم يتبادل سائقو الشاحنات الرأي حول الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، ويتشاورون حول إيجاد طرق بديلة أكثر أمناً لشاحناتهم، بعيداً عن تهديدات «داعش» والجيش العراقي والميليشيات الموالية له والمدعومة منه. ويقول السائقون إن حمل أي منهم أي كمية من السجائر يعني تدمير وإتلاف حمولة شاحنة السائق، الذي يتم ضبطها معه من جانب عناصر «داعش». وفي مجمل الأحيان وأغلبها يسمح التنظيم لكل الشاحنات بالمرور من مناطق سيطرته بعد دفع الرسوم المقررة. وانخفض عدد الشاحنات التي تعبر من الأردن إلى العراق من 400 شاحنة يومياً في 2012، إلى 45 شاحنة.

 

تويتر