أول انتقال سلمي للسلطة في أكبر بلد إفريقي منذ استقلاله

نيجيريا على أبواب عهد جديد من الديمقراطية

الرئيس النيجيري المنتخب مامادو بخاري. أرشيفية

يحمل فوز مامادو بخاري، في انتخابات الرئاسة الأخيرة في نيجيريا، دلالات بأن الناخب النيجيري اتجه لمنح ثقته للجنرال الذي حكم البلاد في الثمانينات بقبضة من الحديد والنار، بعد وصوله إلى الحكم بانقلاب عسكري.

وفي أواسط الثمانينات، شن بخاري حملة شرسة وكبيرة ضد الفوضى والفساد، وسوء استخدام المنصب والنفوذ في أكبر دولة إفريقية، ما جعله هدفاً لحملات الانتقاد بأنه ذو توجهات عنيفة ودموية، ولا يقيم وزناً لحقوق الإنسان. وفي عهده، أصبح مئات السياسيين ورجال الأعمال محل اتهامات، ليجدوا أنفسهم أمام المحاكم. وتمت الإطاحة ببخاري بعد 20 شهراً من توليه السلطة، وها هو يعود اليوم بالوسائل الديمقراطية ليحكم نيجيريا مجدداً، وعمره 72 عاماً، ويتعهد بمواصلة حربه ضد الفساد، وسوء استخدام النفوذ والمنصب. وشتان بين عهدي وشخصيتي ضابط عسكري صغير عمره 28 عاماً، وكهل مسن. وسيكون تسلم بخاري مقاليد الحكم من الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان، أول انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في أكبر بلد إفريقي منذ استقلاله. وتحدو النيجيريين آمال كبرى بأن تصبح بلادهم نموذجاً تقتدي به بقية الدول الإفريقية، وأن يصبح بخاري الرئيس الذي أعاد بناء الدولة والجيش، وطهر مؤسساتهما من الفساد، وجهز الجيش بالأسلحة والتدريب، ليكون قادراً على التصدي لجماعة «بوكو حرام» المتطرفة، وهزيمتها بعد أن قامت بكثير من الهجمات الدموية، ونشرت ثقافة العنف والتطرف على نطاق واسع. وفي عهد غودلاك، استعانت نيجيريا بمرتزقة من جنوب إفريقيا ومالي وكينيا ودول أخرى لمقاتلة الجماعة.ولن تكون مهمة بخاري سهلة، في ظل الانخفاض الكبير في أسعار البترول، لكنه يدرك مدى صعوبة التحديات التي تواجهه، وتعهد بتطبيق القانون على الجميع، دون تمييز.

 

تويتر