السيجار صناعة جديدة تشق طريقها في سورية

الحرب في سورية أضرت بالكثير من الصناعات. رويترز

في إحدى صالات المؤسسة العامة للتبغ، وسط مدينة اللاذقية غرب سورية، ينهمك عمال في لف أوراق التبغ تمهيداً لإنتاج كميات من السيجار، في صناعة جديدة بدأت تشق طريقها رغم الحرب المدمرة التي تعصف بالبلاد.

وأعلن المدير العام للمؤسسة، ناصر عبدالله، نهاية فبراير الماضي، أن المبادرة تسمح بإيجاد 1000 فرصة عمل في البلاد، التي أودى النزاع المستمر فيها منذ أربع سنوات بحياة أكثر من 215 ألف شخص، ودفع الاقتصاد إلى وضع مزرٍ.

ويوضح معاون المدير، سلمان العباس، أن «الشركة ستطرح منتجاتها بالسوق الداخلية، وستحاول تصديرها للدول الصديقة».

وتخضع المؤسسة العامة للتبغ، على غرار عدد من المؤسسات الحكومية في سورية، لعقوبات اقتصادية، بعدما جمد الاتحاد الأوروبي أرصدتها عام 2012، متهماً إياها بتقديم الدعم المادي للنظام السوري. وفرضت دول غربية عدة عقوبات اقتصادية على سورية، رداً على قمع الاحتجاجات الشعبية، التي انطلقت ضدها في منتصف مارس 2014، بعنف.

ويقول مدير المصنع شادي معلا «قررنا إطلاق منتج جديد دون خبرة أجنبية»، بهدف تعويض الخسائر الناجمة عن النزاع والعقوبات الاقتصادية، مندداً بـ«حرب اقتصادية» يشنها الغرب على سورية.

بعد ثلاثة أعوام من المحاولات، باتت صناعة سيجار «مطابق للمواصفات الدولية» ممكنة في المصنع التابع للمؤسسة في اللاذقية، التي يزرع التبغ في أريافها.

وتروي (أم علي)، وهي عاملة خمسينية، يغطي منديل أبيض رأسها، أن الأمر لم يكن سهلاً، وقد تطلب منها إتقان فن لف السيجار ثلاثة أعوام كاملة. وتقول إنها استعانت بالإنترنت لتحسين عملها.

في الصالة الكبرى، تعمل 130 عاملة وستة رجال، على فرز أوراق التبغ البنية النضرة وتكديسها ولفها، ويراوح الإنتاج اليومي بين 400 و500 سيجار حالياً.

تويتر