التحالف العربي يشنّ الحرب في غياب القيادة الأميركية

«عاصفة الحزم» امتحان حقيقي للقدرات العسكرية العربية

صورة

تخوض دول عربية حرباً على جبهات مختلفة، بمعزل عن القيادة الأميركية. وهذا بعد أن انضمت الطائرات العربية لدك معاقل تنظيم «داعش» في سورية والعراق، قبل أسابيع، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي. وخلال الفترة القصيرة الماضية، تمكنت السعودية من إنشاء تحالف عسكري قوي، لبدء «عاصفة الحزم» ضد جماعة «الحوثي»، للدفاع عن حدودها وأمن المنطقة. ويقول المسؤول العسكري الأميركي، جيمس كلابر: «لقد دعمت إيران الحوثيين منذ سنوات، من أجل زيادة نفوذها في المنطقة». أما المحلل السياسي في معهد أميركن أنتربرايز، مايكل روبن، فيرى أن تجسيد الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون بهذه الطريقة يعني تقليصاً للنفوذ الأميركي في المنطقة.

ويعتقد روبن أن غياب القيادة الأميركية يفتح الباب أمام وحدة أكبر بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي، «بمجرد ترك الولايات المتحدة جانباً، لن تتمكن واشنطن من استعادة هذا النفوذ مرة أخرى». ويوضح الخبير السياسي أن الوضع قد تغير، ولم يعد بوسع الرئيس الأميركي الاتصال بملك السعودية في الثالثة صباحاً عند الأزمات، بعد أن تعود رؤساء أميركيون على ذلك. في المقابل، يرى مراقبون أن الولايات المتحدة قد وفرت الوسائل الضرورية لهذا «الاستقلال العسكري». فالرئيسان جورج بوش الابن، والحالي باراك أوباما، وافقا على تزويد مجلس التعاون بأحدث الأسلحة، بما في ذلك المقاتلات المتطورة «إف 15»، و«إف 16»، وتم ذلك من خلال صفقات قياسية. والهدف من وراء هذه الاستراتيجية تمكين بلدان الخليج العربي من الدفاع عن نفسها، في الوقت الذي انشغلت فيه أميركا بنزاعات في مناطق أخرى، كما أن القوة العسكرية الأميركية قد شهدت تراجعاً في الآونة الأخيرة.

في اليمن، استخدمت البلدان الخليجية طائراتها الحديثة، وأسلحتها الذكية في عمليات عسكرية هجومية، بعد أن كانت للردع. في الوقت الذي أبدت فيه هذه عدم ارتياحها لسياسة أوباما تجاه إيران، التي طالما اعتبرتها التهديد رقم 1. يقول الضابط الأميركي المتقاعد والخبير في مبيعات الأسلحة حول العالم، روبرت ماجينس: «لقد انتبه القادة العرب إلى تغير سياسة أوباما في الشرق الأوسط». أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن، سايمن هيندرسون، فيرى أن التحالف الذي تقوده حالياً السعودية، يجب ألا ينظر إليه على أنه إخفاق من جانب القيادة الأميركية، بل هو «دليل على قوة الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط». ويوضح الخبير الأميركي «أنه مثال مهم للغاية، للطريقة التي يريد بها حلفاء أميركا التنسيق في ما بينهم ومع واشنطن».

وفي السياق ذاته، يقول ماجينس: «من المهم جداً أن نرى أنظمة عربية، مثل السعودية، لم تعد تطلب من الولايات المتحدة حمايتها في أوضاع غير مستقرة، مثل ما يجري في اليمن». ويعتقد الضابط الأميركي المتقاعد أن البلدان العربية تدرك أن إدارة أوباما «لن تهرع لمساعدتها، لأنها تخشى الوقوع في مشكلة أخرى». ويقول خبراء عسكريون إن وزارة الدفاع الأميركية عملت على تسليح دول الخليج، بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، لتصبح أكثر اعتماداً على نفسها. وبعد 10 سنوات، يبدو أن الجهود الأميركية أثمرت، مع تنامي التهديد الإيراني، وظهور تنظيم «داعش» في سورية والعراق، في وقت باتت فيه المنطقة العربية تشهد أوضاعاً أمنية متردية. ويرى محللون أن «عملية اليمن» مهمة، لأنها تمثل امتحاناً للسعودية ودول التحالف، لاستخدام الأسلحة المتطورة التي بحوزتها.

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 
تويتر