إيرلندي يستثمر في التغيير الاجتماعي ولا يتبرع بالمال

مليونير صيني يزيل قريته ويبني أخرى جديدة

الفلل الجديدة التي بناها زيونغ لأهل قريته. أرشيفية

بعد سنوات طويلة من العمل، أصبح الصيني زيونغ شوهوا غنياً، وهو ينحدر من قرية فقيرة تسمى «شانتي»، وسط جبال إقليم جيانغزي جنوب الصين، ولأن مسقط رأسه كان له دور كبير في ما وصل إليه، فقد قرر إزالة القرية المكونة من الأكواخ الخشبية بشكل كامل، ليبني مكانها قرية جديدة، وبنايات فخمة لأبناء قريته.

ومن المقرر أن يتكلف بناء مشروع القرية الفخمة ملايين الدولارات، لكن شوهوا (54 عاماً) لا يرى أن ذلك سيكون كثيراً على مواطنيه، الذين دعموه كثيراً في بداية مشواره. وحسب مصادر إعلامية بريطانية فإن 76 شقة و18 فيلا سيتم تسليمها مجاناً إلى سكان القرية. وبالنسبة لرجل الأعمال الصيني، فإن بناء هذه الوحدات لا يعني شيئاً مقارنة بالمشروعات الكثيرة والكبيرة التي يبنيها في مناطق مختلفة من البلاد. ويقول شوهوا «أجني من المال أكثر مما أصرف، ولا أريد أن أنسى جذوري»، موضحاً «أسدد دائماً ديوني تجاه من أتعامل معهم، وأردت التأكد من أن أولئك الذين ساعدوني أنا وعائلتي خلال السنوات الصعبة، سيأخذون حقهم مني أيضاً».

في سياق متصل، يدعم رجل الأعمال كل المسنين في القرية، ويقدم إليهم الطعام مجاناً، ثلاث مرات يومياً. ويقول أحد سكان القرية المسنين، كيونغ شو (75 عاماً) «أتذكر والديه، لقد كانا طيبين، وكانا يهتمان بالآخرين، وهذا شيء رائع أن ابنهما ورث منهما الطيبة». وقد بنى شوهوا ثروته من المقاولات في البداية، قبل أن ينطلق في تجارة الحديد.

الأمر لا يقتصر على هذا الثري الصيني، فهناك نموذج فيليب باربر، وهو يهودي إيرلندي، يعيش الآن في ولاية تكساس، وأمضى معظم سنوات عمره الـ45 في محاربة الوضع السائد، ويحلم بتعزيز شركات التكنولوجيا.

يطلق باربر على نفسه صفة «صاحب مشروع اجتماعي»، وهو لا يتبرع بالمال، بل يستثمر في التغيير الاجتماعي، ويبحث عن النتائج وعن الكفاءة، ويقول «أنا لا أعطي شيئاً لأحد، ولا أقوم بعمل خيري، أنا مستثمر اجتماعي يبحث عن أرباح اجتماعية». وقد قرر تطبيق نظرياته في الاستثمار الاجتماعي على مشكلة الفقر في إثيوبيا، التي تعتبر واحدة من أعقد المشكلات الاجتماعية في العالم.

وحتى الآن، يحقق مشروعه نتائج مثيرة للإعجاب، فقد أنفقت شركة Glimmer التي يملكها منذ عام 2001 أكثر من 16 مليون دولار في إثيوبيا، إذ أكملت بناء 1657 بئراً للمياه، الأمر الذي وفر المياه العذبة لأكثر من 886 ألف إنسان، وبنت 190 مدرسة يدرس فيها أكثر من 112 ألف تلميذ. وفتحت 99 عيادة صحية تخدم 766 ألف شخص، و24 مركزاً بيطرياً تقدم الخدمات لـ162 ألف مزارع.

ويفخر باربر بفاعلية مشروعاته في إثيوبيا، قائلاً إنها في بعض الأحيان تكلف نصف تكلفة المشروعات المماثلة التي تنفذها مؤسسات كبرى.

 

تويتر