اتهامات متبادلة تهدّد عملية بناء الثقة بين الطرفين

تفجيرات غزة تعيد التوتر بين «فتح» و«حماس»

صورة

شهد المشهد الفلسطيني تحولاً خطراً، إذ استهدفت سلسلة انفجارات، أول من أمس، منازل وسيارات مسؤولين في حركة «فتح» في بلدات عدة في قطاع غزة. وجاءت التفجيرات عشية الإعداد لإحياء ذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وفي الوقت الذي استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التفجيرات ووصفتها بـ«الحادث الإجرامي»، تبادل الفصيلان الاتهامات، الأمر الذي قد يؤثر في الاتفاق الأخير والتقدم الكبير في عملية بناء الثقة بين الطرفين، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على القطاع، التي انتهت بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

لم يُصب أحد في الحوادث المتفرقة، لكن التفجيرات أحدثت صدمة كبيرة في السياسة الفلسطينية، التي بدأت في التعافي من انقسام حاد دام سبع سنوات، اشتد فيها الصراع والاختلاف بين الحركتين إلى أن توصل الفرقاء إلى مصالحة في أبريل الماضي، تبدو مختلفة عن سابقاتها. وتقول تقارير فلسطينية، إن التفجيرات وقعت بشكل متزامن عند الثالثة صباحاً، ودمرت سيارات ومنازل تعود لـ10 قياديين في حركة «فتح».

ويقول العضو في «فتح»، أبوجودة نهال، «بعد أن فجروا مدخل منزلي، تركوا لي رسالة، كما فعلوا في الأماكن المستهدفة الأخرى، وقعت من قبل مجموعة تدعي ارتباطها بتنظيم داعش»، لكن الكثير من الغزيين يشككون في مصداقية هذا الادعاء، إذ ليس معروفاً أن يكون التنظيم نشطاً في غزة كما أنه لم يتبنّ المسؤولية عن أي عملية في السابق في القطاع. ووقع انفجار آخر في منصة أقامتها «فتح» غرب مدينة غزة لمراسم إحياء الذكرى الـ10 لوفاة عرفات المقررة الأسبوع المقبل، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها إحياء الذكرى بهذه الطريقة منذ وصول «حماس» إلى الحكم في 2007.

وقال أعضاء في حركة «فتح»، إن الهدف من الانفجارات هو تخريب الاحتفال بذكرى عرفات المقرر يوم الثلاثاء المقبل. وأشار البعض بأصابع الاتهام إلى «حماس» التي سارعت إلى إدانة الهجمات وطالبت بتحقيق فوري في ملابسات الحادث. ودانت جميع الفصائل الهجوم، ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن الهجوم إلى الآن.

وعلى الرغم من اتفاق المصالحة بين «فتح» و«حماس» وتشكيل حكومة مشتركة، لاتزال الوحدة الفلسطينية متعثرة وتبقى الانقسامات العميقة في قطاع غزة، حيث السكان وقادة «حماس» ينتظرون المساعدات الموعودة لإعادة بناء القطاع الذي طاله دمار هائل بسبب الحرب الأخيرة. وبعد التفجيرات، ألغى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله ومسؤولين آخرين خطط السفر إلى غزة لتوقيع اتفاق مع الأمم المتحدة لإعادة إعمار القطاع. وكانت الحكومة الفلسطينية تعتزم عقد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي في غزة الأسبوع المقبل لمناقشة المسائل بما في ذلك إعادة إعمار غزة والقضايا المالية التي يعانيها القطاع، بما في ذلك الرواتب التي طال انتظارها لموظفي الخدمة المدنية في الحكومة السابقة التي تديرها «حماس».

وفي الشهر الماضي، سافر مسؤولون في «فتح» من الضفة الغربية إلى غزة للمرة الأولى منذ عام 2007 لحضور اجتماع مجلس الوزراء، واعتبرت الخطوة تاريخية وكانت تهدف إلى ترسيخ الوحدة الفلسطينية.

لم تعارض «حماس» الاحتفال بمسيرة عرفات، لكن كانت هناك مخاوف حول ما إذا كان سيعقد سلمياً. وفي 2007، في الذكرى الثالثة لوفاة عرفات، انتهت محاولة الاحتفال بالذكرى بأحداث دموية وقتل ستة على الأقل من أنصار «فتح»، وأصيب عشرات في اشتباكات مع عناصر من «حماس».

تويتر