خطوات أوروبية طموحة للحد من التغير المناخي

أحد حقول الطاقة المتجددة المولدة بالرياح في بحر الشمال. أرشيفية

وافقت الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، الأسبوع الماضي، على تقليص انبعاث الغازات الضارة من البيوت الزجاجية بنسبة 40% حتى عام 2030، مقارنة بمستويات تلك الغازات في تسعينات القرن الماضي، بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة من حقول الرياح والهواء والفضاء.

ومن السهل عادة أن تضع لنفسك هدفاً أو أكثر ولكن الأصعب فعلاً هو تحقيقه. وما تم الاتفاق عليه أوروبياً يعد في نظر كثير من المراقبين والمحللين المتابعين لشؤون التغييرات المناخية خطوة طموحة ومهمة إلى الأمام، وتضفي أجواء إيجابية في المسيرة نحو القمة المقبلة للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي في ديسمبر 2015 في العاصمة الفرنسية باريس.

وفي عام 2012 كان معدل انبعاث الغازات الضارة من البيوت الزجاجية، أدنى من معدلها في التسعينات بـ18%، ويعود ذلك إلى آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوربي، غير أن إغلاق المصانع التي تعمل بطاقة الفحم، وإلغاء استثمارات كبيرة في مجال الطاقة، لعبت دوراً كبيراً في خفض نسبة الغازات الضارة المنبعثة من البيوت والمحميات الزجاجية.

واستناداً إلى مسؤولين في مجال البيئة والمناخ في الاتحاد الاوروبي، فإن أمامهم مهمة دقيقة وصعبة، وهي مواصلة العمل لخفض نسبة انبعاث تلك الغازات، لاسيما في الدول الاعضاء الأقل تطوراً، مثل بولندا وجمهورية التشيك، والتي لاتزال تعتمد بصورة كبيرة على الفحم لتوليد الكهرباء. وتم تقديم حوافز مالية للدول الاعضاء الفقيرة والأقل تطوراً، لتشجيعها على خفض انبعاث الغازات. وثمة مشكلة تعيق تنفيذ مشروعات مشتركة في مجال تقليص انبعاث الغازات الضارة، وهي ان سياسات دول الاتحاد الاوروبي في مجال الطاقة ليست موحدة وتفتقر إلى التنسيق، ما يلحق الضرر الكبير بفرص التنفيذ.

 

تويتر