أصبح واقعياً ميتاً وضرباً من السخرية

حل الدولتين لم يعد ممكناً للقضية الفلسطينية

صورة

قبل نحو أسبوع قال رئيس الحكومة السويدية الجديد، ستيفن لوفين، خلال الإعلان عن سياسته الخارجية، إن السويد ستعترف بالدولة الفلسطينية. وفي يوم الاثنين الماضي، تلتها بريطانيا وصوتت لمصلحة الاعتراف بفلسطين كدولة، حيث صوت 274 لمصلحة الاعتراف، في حين صوّت 12 ضده (نحو نصف تعداد مجلس العموم لم يدلِ بأصواته)

وكل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني يعتبر ذلك نصراً، وربما يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى حل الدولتين، ونهاية الاحتلال الإسرائيلي. لكن ذلك يبدو ضرباً من السخرية لأن حل الدولتين لايزال يجعل الفلسطينيين محبوسين في أشكال مختلفة من الاحتلال. ويبقى الاحتمال الوحيد الآن هو حل الدولة الواحدة (الذي يُدعى ربما «إسرائيل وفلسطين») بطريقة تسمية البوسنة والهرسك نفسها، حيث إن جميع السكان يمتلكون أصواتاً انتخابية، بغض النظر عن العرق أو الدين أو التوجهات الجنسية. وحتى تعترف القيادة الفلسطينية والدول الأخرى بهذا الحل الوحيد للمشكلة، فإن الشعب الفلسطيني ليس لديه أمل في التحرر.

في الحقيقة فإن القيادة الفلسطينية رأت أن التحرك الذي قام به مجلس العموم خطوة تستحق التقدير، حيث علقت على ذلك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، بأن «الاعتراف بدولة فلسطين وشعبها يعد قراراً مبدئياً وخطوة مهمة نحو العدالة والسلام».

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كان رد الفلسطينيين متنوعاً، لكنّ عدداً كبيراً منهم يرى أنها خطوة في الاتجاه الصحيح. وهي خطوة تحمل بعض المسؤولية عن مشكلة ترجع جذورها إلى تاريخ بريطانيا الإمبريالي، ويعكس سخط المملكة المتحدة على العدوان الإسرائيلي على غزة، الإعلانات عن الاستيطان الأخير.

وعلى الرغم من أن كل ذلك ربما يكون صحيحاً، إلا أنه يتعين علينا ألا نسمح لأنفسنا بانعدام الرؤية نتيجة تخدير هذه النظرية المتعلقة بالدولة الفلسطينية. وفي واقع الأمر فإن نظرية الدولة الفلسطينية المعترف بها دولياً لا تحقق طموحات الفلسطينيين في التحرر والمساواة بالمطلق.

ويتضمن حل الدولة الفلسطينية استمرار المفاوضات للتوصل إلى حل الدولتين، الذي يدعو إلى قيام دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية يهودية، لتكونا إلى جانب بعضهما بعضاً. وهذا من شأنه أن يلغي حق العودة للاجئين ويهمش المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، حيث سيصبح هؤلاء مواطنين من الدرجة الثانية في دولة مخصصة لليهود فحسب.

ولن تسمح إسرائيل أيضاً بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة تمتلك السيطرة الكاملة على حدودها واقتصادها وجيشها.

وحتى إذا تجاوزنا سلبيات حل الدولتين، فنحن لا نستطيع تجاوز الحقيقة البسيطة التي تفيد بأن حل الدولتين أصبح في الواقع ميتاً وغير ممكن التطبيق على الأرض. ومنذ اتفاق أوسلو تحولت الضفة الغربية إلى كانتونات معزولة ، نتيجة جدار الفصل غير الشرعي الذي جعل حركة الفلسطينيين مستحيلة. وأصبح التوسع الاستيطاني أكبر مما كان عليه في كل الأوقات. وهناك نحو 350 ألف مستوطن في الضفة الغربية.

وبناء عليه فإن المؤيدين للشعب الفلسطيني يجب أن يتيقظوا وينتبهوا لهذه الخطوة، لأن حل الدولتين يأتي بعد عمل دبلوماسي يقصد منه «أمن» الفلسطينيين وليس تحريرهم. ولذلك، حان الوقت كي يتوقف المجتمع الدولي عن دعمه لحرية محدودة للفلسطينيين، يجري إخفاؤها وراء حل الدولتين.

وحان الوقت لبدء دعم حقوق الفلسطينيين أينما كانوا، سواء في الأراضي المحتلة، أو في فلسطين التاريخية، أو مخيمات اللاجئين.

تويتر