تخالف جميع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الحكم الأميركي

أميركا تنتهك القانون الدولي لتــحمي إسرائيل من قبل تأسيسها

صورة

قد لا يكترث العديد من الأميركيين لسياسة بلادهم الخارجية، ويقول كثير منهم إنه ليس من اختصاصنا، ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة ضالعة بشكل عميق في الصراع الإسرائيلي حتى قبل إعلان الكيان الإسرائيلي نفسه. ففي عام 1947 وقبل الموافقة على خطة تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر مدير مكتب وزارة الخارجية للشؤون الإفريقية والشرق الأدنى، لوي هندرسون، من أن الخطة التي أعدتها لجنة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ليست فقط غير قابلة للتطبيق في حال اعتمادها، وإنما أيضاً ستجعل مشكلة فلسطين مشكلة دائمة وأكثر تعقيداً في المستقبل. وقال هندرسون إن المقترحات الواردة في خطة لجنة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين «تخالف مخالفة صريحة جميع المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والمبادئ التي يرتكز عليها الحكم الأميركي».

انحياز الإعلام الأميركي إلى إسرائيل

قتلت إسرائيل في حروبها الأخيرة على غزة نحو 400 فلسطيني مقابل سبعة إسرائيليين في عدوانها على غزة عام 2006. ونحو 1400 فلسطيني مقابل 13 جندياً اسرائيلياً في المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل عامي 2008 و2009، وفي عام 2012، قتلت اسرائيل 170 فلسطينياً مقابل ستة إسرائيليين، وفي الحرب الأخيرة هذا العام قتلت اسرائيل 2100 فلسطيني مقابل 64 جندياً اسرائيلياً، وأربعة مدنيين.

وفي كل مرة تقع مثل هذه الحروب كان هناك تحريض اسرائيلي على الفلسطينيين، يرد عليه الفلسطينيون، وبعد ذلك تقوم اسرائيل باعتدائها عليهم. وكان الصحافي الإسرائيلي لاري ديرفنر قدم مثالاً على التحريض الذي تقوم به اسرائيل في اعتدائها الأخير.

وثمة فشل أساسي لوسائل الإعلام الأميركية الرئيسة يتمثل في حذفها لحقيقة انه لم يكن هناك هجمات بالصواريخ بعد وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه عام 2012، والذي استمر حتى هذا الصيف. وخلال الـ18 شهراً الماضية لم ترفع اسرائيل حصارها عن غزة، واستمر الفلسطينيون العيش في ظل ظروف لا تطاق. ومن الواضح ان وقف اطلاق الصواريخ يمكن ان يتم عبر المفاوضات بدلاً من ارتكاب المجازر.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/187703.jpg

 إسرائيل نفذت أربعة اعتداءات واسعة على غزة منذ عام 2006.  أ.ف.ب

وعلى الرغم من المعارضة الشديدة لوزارة الخارجية، لخطة تقسيم فلسطين، خصوصاً وزير الخارجية آنذاك الجنرال جورج مارشال، وقف الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان بحزم خلف الخطة، وأكثر من ذلك ضغطت الولايات المتحدة على الدول الأخرى للتصويت لمصلحة الخطة.

ووفقاً لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل تقريباً 234 مليار دولار لمعالجة مشكلة التضخم من عام 1948 وحتى نهاية عام 2013. بالإضافة إلى ذلك، اعترضت الولايات المتحدة على 42 قراراً صادراً من مجلس الأمن ضد إسرائيل في أمور تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي، وهي في الغالب انتهاكات لاتفاقات جنيف لعام 1949 بشأن معاملة الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال. وبالإضافة إلى ذلك هددت الولايات المتحدة أيضاً باستخدام حق النقض (الفيتو) بشأن عدد من القرارات إذا ما تم اثارتها، ويسمح حق النقض لإسرائيل الإفلات من العقاب عند انتهاكها القوانين الإنسانية الدولية، ولذلك لم تسع إسرائيل إلى تغيير سلوكها.

في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مصر في عام 1967، كانت الولايات المتحدة المورد الرئيس للأسلحة المتقدمة لإسرائيل. ومع ذلك، فمن خلال الاستمرار في تسليح إسرائيل حتى اليوم، فإن الولايات المتحدة تنتهك قوانينها الخاصة، خصوصاً قانون الرقابة على صادرات الأسلحة، الذي يحظر استخدام أسلحتها ضد المدنيين، كما أن توفير المساعدات الأمنية لإسرائيل يخرق أيضاً بنود قانون المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، الذي يحظر تقديم المساعدات للدول التي يثبت انتهاكها الجسيم لحقوق الإنسان، ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يوقف الكونغرس تسليح إسرائيل، على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لهذه القوانين في الولايات المتحدة.

وأسهم هجوم الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 في دعم أميركي كبير لإسرائيل، لاعتبارات سياسية داخلية، الأمر الذي تمخض عن وجهات نظر سلبية في جميع أنحاء العالم بشأن الولايات المتحدة. على سبيل المثال، أظهر استطلاع عام 2013 أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر مهدد للسلام العالمي.

بعد الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة وما تلاه من مجازر في 2008- 2009، كتب الكاتب والشاعر الإسرائيلي اسحق ليئور «لقد كنا هنا من قبل، إنها طقوس، نمارسها كل سنتين أو ثلاث سنوات، جيشنا يرتكب حملة دموية كل مرة، العدو دائماً يبدو أصغر وأضعف، وجيشنا هو دائماً الأكبر والأكثر تطوراً من الناحية التكنولوجية، ولكن إيران مخيفة للغاية، وحتى حزب الله الصغير نسبياً أذاقنا أوقاتاً عصيبة».

ولكن القضية الحقيقية تفيد بأنه منذ عام 1991، وبعده توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، «لعبت إسرائيل على فكرة أنها حقا تقايض الأرض مقابل السلام، في حين أنها كانت في الواقع تقوم بشيء مختلف تماماً. فإسرائيل لم تتنازل عن الأرض، وإنما عملت على تقسيمها إلى كانتونات وتقطيعها عن بعضها، وكانت استراتيجيتها الجديدة تقضي بتقييد تحرك الفلسطينيين، بحيث انهم يظلون محصورين في بلداتهم، ومخيماتهم او سجونهم. وتحظى هذه الاستراتيجية حالياً بدعم معظم الإعلاميين والأكاديميين الإسرائيليين»، كما كتب ليئور.

وأضاف أنه «في كل عملية حربية إسرائيلية كان هناك استفزاز إسرائيلي على الفلسطينيين، ومن ثم هجوم إسرائيلي كبير».

ويعتبر المقال الذي كتبه الصحافي الإسرائيلي، لاري ديرفنر، مثالاً للاستفزاز الإسرائيلي في هذا الهجوم الأخير، أيضاً المحامية الفلسطينية في أميركا، نورة عريقات، نشرت مادة جيدة على موقع «نشين» على الإنترنت يفضح الكثير من الدعاية الإسرائيلية حول (حركة المقاومة الإسلامية) «حماس» وغزة. وتوفر هذه المواد معلومات يفتقدها القراء في وسائل الاعلام الأميركية، التي تقدم التقارير من جانب واحد، وهي بذلك متواطئة في جرائم الحرب الإسرائيلية. وفي الحقيقة إن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع دولتها. وهي مستعدة للإثبات عن طريق مئات القتلى وآلاف المعاقين في عملية واحدة. وكانت الرسالة الإسرائيلية دائماً نفسها «غادروا أو ظلوا في حالة خضوع تحت سيطرة دكتاتوريتنا العسكرية. ونحن دولة ديمقراطية. وقد قررنا بصورة ديمقراطية أنكم ستعيشون كالكلاب». ولتوضيح النقطة التي أرادها ليئور، ثمة أربع حروب إسرائيلية ضد غزة منذ عام 2006، وكان تعداد القتلى في هذه الحروب يعكس حقيقة أن اسرائيل، التي تمتلك واحداً من أقوى الجيوش في العالم، هاجمت السكان الفلسطينيين العزل.

رون فورثهوفر - مرشح سابق للكونغرس الأميركي

تويتر