وضوح الجنرال ديمبسي.. وتخبط أوباما

الجنرال ديمبسي: قتال «داعش» أمر لا مفرّ منه. غيتي

تقتضي الاستراتيجية العسكرية تحطيم «مركز العدو» ومركز تنظيم «داعش»، الذي يقع في سورية، وكانت تعليقات رئيس الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، الخميس الماضي، تعكس هذه الحقيقة. ولكن الأحد الماضي تغيرت لغة الجنرال، وبغياب دليل فعال على تآمر «داعش» على أميركا، أشار الجنرال ديمبسي إلى أن «داعش» تشكل خطراً أقل مما تشكله «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية. وحالياً يقول الجنرال، إن ضرب «داعش» داخل سورية أمر لا ضرورة له. ولكن ديمبسي أضاف محذراً «أستطيع أن أقول لكم بوضوح شديد، انه إذا كان التهديد موجوداً داخل سورية، فإني بالتأكيد أوصي بأنه يجب التعامل معه، ولدي كل الثقة بأن رئيس الولايات المتحدة سيتعامل معه أيضاً».

وعند إعادة النظر في كلمات من قبيل «وضوح» و«تأكيد» و«توصية قوية» و«كل الثقة»، نرى أن الجنرال ديمبسي يدرك تماماً كيف تلعب الرسائل التي يبعث بها، دورها الحاسم، فهو يشدد وبحذر على أنه يميل إلى مواجهة تنظيم «داعش». وفي نهاية المطاف، فإن الجملة الأخيرة التي قالها ديمبسي توحي بأنه تلقى مكالمة هاتفية من البيت الأبيض بشأن تصريحاته السابقة. ومع ذلك وخلال كارثة «الخط الأحمر»، التي كان الرئيس باراك أوباما يصر عليها، كان ديمبسي مصراً عل حماية صدقية الجيش الأميركي، ويعرف أن قتال الجيش مع «داعش» أمر لا مفر منه.

وفي البداية، كان ديمبسي مدركاً أن مركز قوة «داعش» مدينة الرقة السورية. ويدرك ديمبسي أن قوة «داعش» القتالية واحتمال تهديدها يتنامى في سورية. وبالنظر إلى أنها استولت على قاعدة الطبقة العسكرية، التابعة للجيش السوري، أصبح «داعش» يسيطر على مساحة فسيحة في منطقة الفرات وطرقها التي تؤدي إلى الحدود العراقية. وهذا سيسمح لها بإيصال الإمدادات إلى مدينة حلب. وهي تسيطر حالياً على مناطق تصل إلى شمال حلب، التي تصلها الطرق الخارجية مع بقية الأماكن في سورية. ويبدو أن وتيرة ما قاله ديمبسي على العلن توحي بما كانت نصيحته للرئيس على نحو سري.

تويتر