واشنطن لا ترى أي علاقة بين مقتل فولي وإطلاق كورتيز

لماذا تم الإفراج عن رهينة أميركية وقتل الأخرى

صورة

لا يدري أحد، على وجه الدقة، سبب إطلاق سراح الصحافي الأميركي بيتر ثيو كورتيز، من قبل إحدى الجماعات التابعة لـ«القاعدة» في سورية، يوم الأحد الماضي، بعد بضعة أيام فقط من إعدام صحافي أميركي آخر كان معتقلاً في سورية، هو جيمس فولي، لكن ثمة عاملان ربما يساعدان على تفسير الاختلاف في نتائج الحالتين.

ويتمثل الأول في الخلافات بين الجماعات التي كانت تحتجز الرجلين. والآخر في حقيقة الأمر أن حكومة قطر، وهي دولة حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولديها اتصالات مع جميع المنظمات السنّية المتعصبة في المنطقة، كانت منخرطة في مفاوضات بهدف إطلاق سراح كورتيز.

وكان الراحل فولي معتقلاً لدى تنظيم «داعش» في العراق والشام، الذي انتقل منذ يونيو الماضي من شمال سورية إلى العراق، والذي تقوم الولايات المتحدة بقصفه حالياً بالطائرات في الأراضي العراقية. أما كورتيز فقد كان محتجزاً لدى «جبهة النصرة»، وهي جماعة سورية تقاتل قوات النظام السوري، ولها علاقات مع «القاعدة».

ويبدو أن الجماعتين وجهان لعملة واحدة. لكن ثمة اختلاف أساسي في التكتيك والأهداف، إضافة إلى الحلفاء الإقليميين لكل منهما، كما يقول خبراء مكافحة الإرهاب.

وتنظيم «داعش»، الذي كان يعتقل فولي منذ عامين، تشكل منذ عقدين من الزمن، تحت مسمى «القاعدة في العراق»، حيث ميز نفسه بوحشية مبالغ فيها، واستعداده لمهاجمة المدنيين بهدف اثارة حرب طائفية. وأعلن هذا التنظيم أيضاً إنشاء «الخلافة الإسلامية»، التي تمتد ما بين سورية وشمال العراق.

وأما «جبهة النصرة» فقد انفصلت عن «داعش» قبل عام، بعد أن تخلت قيادة «القاعدة» عن «داعش».

وبحسب وجهة نظر البعض، فإن «جبهة النصرة» تركز أكثر على قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وربما أنها قررت اطلاق سراح كورتيز كوسيلة لتميز نفسها عن «داعش»، في أعين الجماعات المعارضة الأخرى المنخرطة في الحرب الأهلية الدائرة في سورية.

وشاركت «جبهة النصرة» ذاتها مع «داعش» في العديد من المعارك. وحسب التقارير الواردة من سورية، فقد أجبرت الجبهة، الاحد الماضي، قوات «داعش» على الانسحاب من قاعدة أنشأتها في حمص في شمال سورية.

وقالت عائلة كورتيز في بيان اصدرته، الاحد الماضي، إن مسؤولين قطريين أبلغوهم بأنه لم يتم دفع أي فدية من أجل الإفراج عن كورتي، وأنهم ساعدوا على التفاوض من أجل اطلاق سراحه «لأسباب إنسانية».

ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم لا يرون أي علاقة بين مقتل فولي وإطلاق سراح كورتيز.

وحاول المسؤولون في إدارة الرئيس باراك أوباما التخفيف من وطأة الألم الناجم عن مقارنة حالة إطلاق سراح رهينة مقابل مقتل الأخرى.

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور، في بيان، إن فولي وكورتيز «سافرا إلى سورية، لتسليط الضوء على أعمال العنف الدائرة هناك ضد المدنيين، ليصبحا ضحيتين للأعمال الوحشية المنفلتة من عقالها».

وكانت السفيرة باور منخرطة في الاتصالات بين عائلة كورتيز والسفير القطري في الأمم المتحدة. ويوم الاحد الماضي تم إطلاق سراح كورتيز وسلم لقوات الأمن التابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين تساورهم الشكوك بأن اطلاق سراح كورتيز جاء رداً على مقتل فولي، إلا أن خبراء مكافحة الإرهاب يشيرون إلى أن الجماعات الإرهابية تتنافس من أجل جمهور متنوع، وبناء عليه فإنها منخرطة في «حرب نفسية»، كما يقول خبير مكافحة الإرهاب في جامعة جورج واشنطن، جيرولد بوست.

تويتر