أكّد أن الوفد الفلسطيني لم ينسحب من المفاوضات حتى الآن.. ويعتبرها مستمرة

خالد البطش: إسرائيل خططت لتخــريب مفاوضات الهدنة منذ انطلاقها

صورة

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وعضو الوفد الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في القاهرة خالد البطش، أن انسحاب إسرائيل من المفاوضات، أمس، «ليس خطوة مفاجئة وإنما سبقتها سلسلة من الخطوات المتعنتة المقصودة»، مشيراً إلى أن الوفد الفلسطيني باق ولم يحزم أمتعته بانتظار أي تغييرات، واكد أن المحاورين الفلسطينيين تحملوا مماطلات والتفافات حتى يحققوا المطلب الفلسطيني أولا وحتى لايفشلوا الدور المصري ثانياً.

البطش يشكر الإمارات على دورها الإنساني في غزة

قال خالد البطش ل «الإمارات اليوم»، إنه يغتنم الفرصة ليشكر دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وقادتها رئيس الدولة، على دورهم الإنساني في دعم الشعب الفلسطيني قبل واثناء العدوان الاسرائيلي على غزة، وبإرسالها مستشفى ميداني ومساعدات انسانية للقطاع. وثمن البطش «غالياً» جهود الدولة في دعم الأسر المنكوبة وتخفيف العبء على ابناء غزة في ظل الهجمة الهمجية التي يتعرضون لها.

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/183599.JPG

 الدعم الإماراتي مستمر لتخفيف العبء عن أهل غزة. وام

واعتبر البطش في حوار مع «الإمارات اليوم» في القاهرة عقب انهيار المفاوضات مباشرة، أن رهانات حركة الجهاد على المبادرة المصرية وتطويرها كانت صحيحة، كما أنه في المقابل يعتبر أن أي مستقبل للحل في غزة وفلسطين لابد أن يتضمن دوراً حيوياً لحركة المقاومة الإسلامية «حماس».

وقال إن الوفد الفلسطيني قدم كل مايملكه لإنجاح المفاوضات، وأعطى الجانب المصري «مايكفي وأكثر للحصول على المطالب الفلسطينية، وهي بسيطة لاتتعدى الحقوق الإنسانية الطبيعية في الحياة مثل رفع الحصار وفتح المعابر والإعمار، وفتح المطار».

وأكد أن الوفد الفلسطيني تفاجأ بأن الاسرائيلي لايريد ذكر هذه المحاور في ورقة التفاوض، رافعا شعار هو الاغرب في تاريخ المباحثات السياسية وهو «لا تحديد للعناوين»، وكان يراهن طول الوقت على امرين: أن نصاب كوفد فلسطيني بالزهق والملل، أو أننا سنصطدم بالجانب المصري حول تلك الفرعية أو تلك، «لذا كنا حريصين طوال الوقت على تجنب المحاذير».

وأضاف «كنا نواجه بالمماطلة والتعنت والالتفاف من اللحظة الاولى من قبل المفاوض الاسرائيلي، وكلما أردنا الاستعجال طالبنا الاشقاء في الوفد المصري بتمديد المفاوضات والتريث والانتظار، واضطررنا نحن للصبر لأن أهم محدداتنا بعد تحقيق المطلب الوطني الفلسطيني كانت عدم افشال الدور المصري».

وقال «قدمنا أوراقاً كثيرة حتى نهاية الماراثون، وكانت آخر محاولات انقاذ المفاوضات، هي اقتراح مصر بتقسيم المفاوضات إلى جزأين، يتم في الاول فيها وقف اطلاق النار ورفع الحصار وفتح المعابر، ثم يتم بعد فترة لاتزيد على شهر الحوار حول باقي الاجندة مثل إعادة تشغيل مطار وميناء غزة والافراج عن 1000 معتقل بعد 12يونيو والإفراج عن مطلقى صفقة شاليت الذين تم إعادة اعتقالهم» مؤكداً أن الوفد الفلسطيني «قبل على مضض هذه التجزئة مع العلم بأن نقاش ادراج مطار وميناء غزة وحده قد استغرق من الوقت أسبوع ونصف الأسبوع».

وأوضح أن « الوفد الاسرائيلي قبل انسحابه الذي ربما يبدو للبعض مفاجئاً، فخخ المفاوضات في مناطق عدة، فقد رفض اعطاء أي التزام بمسألتي مطار وميناء غزة على الرغم من قبولنا بتأجيلهما للمرحلة الثانية، وسعى لاستبعاد أي نقاش يتعلق بالضفة الغربية منطلقا من استراتيجية اضحت شبه ملموسة لنا على الطاولة وهي ترسيخ الانقسام عبر المسار التفاوضي، كما سعى إلى تحقيق إلى انتصارات سياسية في المفاوضات لم تستطع قواته انجازها على الأرض».

وأكد البطش أن الاحتلال كان يفاوض وعينه على ترتيب «بنك أهدافه العسكرية على أرض غزة»، منتظرا أي فرصة لتحقيق أي ضربة خاطفة ، وأي فرصة لتفجير المفاوضات، «وعندما واتته الفصرة من وجهة نظره، لم يتردد».

وحول تمسك الوفد الفلسطيني بتلقي إجابة على ورقة المطالب الفلسطينية كشرط لعودة محتملة للتفاوض في المستقبل قال البطش « نحن لم ننسحب من المفاوضات ونعتبرها مستمرة ولم نغادر القاهرة إلى غزة نحن نتشاور مع الاشقاء في مصر، ونعتبر أنفسنا جاهزون للعودة إلى طاولة المفاوضات اذا تمت دعوتنا وهيئت الاجواء إلى ذلك»، مؤكداً أن الاسرائيلي يستهدف اضافة إلى جملة أهدافه الاجرامية تجاه الشعب المصري إلى افشال الدور المصري، «لكننا حريصون عليه ونسعى إلى انجاحه».

وحول ماذا كان الوفد الفلسطيني قد توصل في مسار منفرد إلى نتائج في التداول مع مصر بشأن الاتفاق حول فتح معبر رفح، وهو الأمر الذي من المفترض ان يتخذ مساراً منفرداً بعيداً عن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية غير المباشرة، قال البطش «نحن نتفهم أن رفح معبر مصري-فلسطيني مشترك بين البلدين، وينطبق عليه كل ما ينطبق على المعابر الدولية حيث لاينبغي لفريق إملاء اعتباراته وتقديراته على فريق آخر، ونتفهم ما تطرحه القاهرة حول اعتبارات أمنها القومي، ونستمع إلى ما تقول بتقدير، كما نستمع أيضا ماتطرحه مصر بان اتعود قوات تابعة للسلطة الفلسطينية إلى المعبر وان تمارس انتشار حدودي، لكننا مع كل هذا، نريد ان نستعجل الحل، فالوضع الفلسطيني شديد الصعوبة والخطورة» وأضاف «نريد ان نرى اشارات على التوجه نحو حل أزمة المعبر، ومؤشرات على تحسين أداءه، ولك أن تتخيل اضافة إلى اوضاع الحصار الجائر والوضع الصعب لشعبنا الفلسطيني في غزة ، هناك 10000 مصاب فلسطيني يجب اخراجهم فورا لتلقي العلاج».

وحول ثنائية وضع حركة «حماس» الموجودة فعليا على الأرض، والسلطة الفلسطينية الموجودة الآن شرعياً بمقتضي حكومة الوحدة الوطنية، في مستقبل ترتيبات غزة، قال البطش إن «حماس جزء هام من الواقع الفلسطيني، شئنا أم أبينا، وجزء من السلطة على أرض غزة حيث شكلت حكومة من 2006 إلى 2014، وفازت في انتخابات حرة وشكلت حكومة، وفازت بأغلبية برلمانية، وبالتالي نحن لانرى ولانقبل اي امكانية أو تصور لاستبعادها، ونرى لها مكانا ودوراً حيوياًفي الخريطة السياسية الفلسطينية» وأضاف «لكننا في الجهاد نتصور الامر كله من منظور أننا حركة تحرر وطني في وطن لايزال محتل، ولانريد ان نغرق أنفسنا في متاهات الوضع السياسي الراهن وكأننا انتهينا من انجازات التحرير، نحن نتعامل مع الأمر كله من اولويات حركة التحرر، وبالتالي لن نصادر على التجربة والمستقبل والتي يمكن ان تخلق مرجعيات جديدة للحكم على الامور».

وأكد البطش أن حركة الجهاد تتعامل مع رؤى استراتيجية، فقد حرصت منذ البداية على عدم استبعاد مصر أو قبول الالتفاف على دورها او تجاوزها، وأن يكون صوتها عاليا في المنطقة، إذ تفاعلت حركة الجهاد مع المبادرة المصرية بضرورة تطويرها وربطها بالمطالب السياسية الفلسطينية حتى لاتتحول إلى وقف نار أو مجرد إعمال لمبدأ «الهدنة للهدنة»، متجاوزة في ذلك ثناية قبول المبادرة او رفضها، ولعبت دورا في اقناع الفصائل الفلسطينية بذلك، وهي اليوم ترى النتيجة تخليق مسار لتحويل نتائج المقاومة العسكرية إلى نتائج سياسية برعاية مصرية، حتى لوسعت اسرائيل المرة تلو الأخرى لتخريبه، كما ترى الحركة أن «حماس» هنا في مصر، بما يعني، أن هناك كسر في الجليد وتحسن في العلاقات بما يعود بالفائدة القضية الفلسطينية ومصر.

تويتر