تشكيل حكومة جديدة في بغداد خطوة أولى لوقف الجهاديين

الحل بمحاربة «داعش» في العراق وسورية معاً

صورة

يمثل تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، خطوة مهمة نحو مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، هذا إذا تمكن الرجل من تشكيل الحكومة المناسبة، التي تستطيع الوقوف في وجه الجماعات الجهادية. لكن ثمة مكون أساسي مفقود، لا يمكن الاستغناء عنه من أجل وضع استراتيجية متماسكة، لمواجهة تنظيم «داعش» في العراق. إنها استراتيجية تواجه في الوقت نفسه التنظيم في سورية أيضاً.

ولقي ترشيح العبادي لمنصب رئيس الحكومة ترحيباً واسعاً على المستوى الدولي، بما فيه واشنطن وطهران. وعليه الآن أن يشكل بصورة عاجلة حكومة شاملة تحتوي على تمثيل معقول للسنة، وتحظى بدعم الأكراد. وبالنظر إلى عمق الاستقطاب الطائفي، فمن الواضح أن هذه المهمة لن تكون سهلة، وسيتوقف الأمر على مدى استعداده لذلك، بالنظر إلى خلفيته السياسية في «حزب الدعوة» الشيعي. لكن مع النظر إلى رئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، باعتباره مصدر الانقسامات في الدولة، وأنه سبب تمزيق العراق، فإن العبادي يقدم طريقة أكثر تفاؤلاً نحو المستقبل.

وستكون التحديات معقدة بصورة واضحة، نظراً للرفض الأولي للمالكي بالتخلي عن السلطة. لكن من غير المحتمل أن يثير ذلك صراعاً داخل الوسط الشيعي، بالنظر إلى التئام الدعم حول العبادي، بيد أنه يمكن أن يدفع البلاد نحو طريق مسدود لفترة طويلة، وربما يجبر رئيس الحكومة المعين على تغيير موقفه لحماية نفسه، ضد المزاعم التي مفادها أنه يعقد صفقات مع الإرهابيين البعثيين. وربما يكون ثمن المشاركة المفيدة للسنة في الحكومة الجديدة مشاركة مهمة في السلطة، وإذا كان العبادي غير مستعد لذلك، أو أن قدرته على التفاوض ضعيفة، فإن ذلك سينطوي على نتائج مهلكة.

وهذه الطريقة ربما تكون الوحيدة لإبعاد دعم السنة عن «داعش»، إذ كان هؤلاء الأساس الذي استند إليه التنظيم في تحقيق معظم مكتسباته في العراق، وهي تقدم أيضاً احتمال المساعدة العسكرية الأميركية، التي يحتاجها العراق بصورة ملحة. ووعدت واشنطن التي تقوم الآن بتسليح القوات الكردية ضد «الدولة الإسلامية»، بزيادة دعمها لبغداد، إذا تم تشكيل حكومة جديدة شاملة.

لكن من أجل تحقيق النجاح، فإن الرد على «الدولة الإسلامية» ينبغي أن يتم النظر إليه من خلال عين واحدة، فالجماعة التي نمت من رحم «القاعدة» في العراق، ركزت خلال السنوات الثلاث الماضية جهودها في سورية، حيث أصبحت الآن المعارضة الأساسية لنظام دمشق. وكان ظهورها الأخير في العراق قد استند إلى قاعدتها في سورية، كما أنه أسهم في تمدد التنظيم في سورية أيضاً. وهذه الروابط بين مناطق «الدولة الإسلامية» تعني أن أي استراتيجية تهدف إلى القضاء على هذه الدولة، يجب أن تواجه وجودها في كلتا الدولتين.

ومن دون أسلوب شامل، فإن «داعش» سيرد على معوقاته السياسية والعسكرية في العراق، عن طريق إعادة التنظيم في سورية، حيث يمكنه الاستمرار في زعزعة استقرار العراق، والمنطقة بأسرها. وعلى الرغم من أن حكومات دول العالم تواصل التركيز على ما يجري في العراق، فإنها تتجاهل وإلى حد كبير الوضع في سورية.

وفي واقع الأمر، فإنه ليست هناك خيارات سهلة في سورية اليوم، وبعبارة أخرى، فإن التدخل العسكري الغربي المباشر ضد «داعش» سيكون لمصلحة النظام السوري، لأنه يعمل على إضعاف المنافس الرئيس له على الأرض، كما أن احتمال قيام المعارضة المعتدلة بملء الفراغ غير وارد، لأن هذه المعارضة ضعيفة من حيث العدد والعدة والتأثير.

تويتر