أكّد أن النقطة الجوهرية وراء تعثر المفاوضات هي سعي إسرائيل إلى الإبقاء على حصار غزة بشكل التفافي

الصالحي: عباس يزور الدوحة والـــقاهرة لإبعاد الفلسطــينيين عــن الاستقطابات الإقليمية

صورة

قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وعضو الوفد الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالقاهرة بسام الصالحي، إن زيارة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى الدوحة والقاهرة، تستهدف بشكل أساسي إبعاد القضية الفلسطينية من الاستقطاب الاقليمي. ونفى الصاحي تسريبات إعلامية خرجت، أول من أمس، عن وجود خلافات داخل الوفد الفلسطيني، وحمل تعثر المفاوضات حتى الآن إلى الجانب الاسرائيلي الذي يقحم نقاش (الجانب الأمني) في كل بند في التفاوض بشكل مفتعل، وشدد على حاجة الحركة الوطنية الفلسطينية لتوحيد جهودها على صعيد النضال الجماهيري السلمي المباشر ضد الاحتلال، أسوة بما فعلته سياسياً ودبلوماسياً، بشأن تشكيل الوفد الموحد وخوض تجربة التفاوض باسم كل فلسطين، وميدانيا بشأن تنسيق الفصائل المقاومة العسكرية ضد العدوان، بما يمهد لتهيئة الشروط لانطلاق انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية.

وتفصيلاً، ذكر بسام الصالحي في حوار أجرته معه «الإمارات اليوم» بفي القاهرة، أمس، أن زيارة أبو مازن إلى قطر ومصر والتي بدأت أمس تمثل أهمية بالغة، حيث تحمل رسالة للعالم وللداخل الفلسطيني أن قضية فلسطين، يجب أن تبقى فوق الاستقطابات الجارية في المنطقة وارتباطاتها العالمية. وتابع الصالحي أن «الفلسطينيين لايريدون أن يكونوا جزءاً من التجاذبات الإقليمية أو يتأثروا بها، لأن قضيتهم لاتحتمل ذلك، كما أنها تحتاج دعم الجميع، كما أن أبو مازن يقدم درسا بضرورة أن يضع الفلسطينيون أي كانت توجهاتهم، أولوية قضيتهم الوطنية فوق اعتبارات الانتماءات الايدلوجية أو الحزبية».

وأشار الصالحي إلى أن الزيارة إلى القاهرة ستؤكد على دور مصر المركزي والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني، ورعاية المفاوضات غير المباشرة بينه وبين اسرائيل، ورعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية، كما أن زيارة الدوحة تهدف أن يتم استثمار الجهود القطرية في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات والاحتلال والعدوان، وأن تسهم بدورها في نصرة القضية الفلسطينية، داخل الجامعة العربية والأمم المتحدة، وتلعب دورا في ملف إعادة إعمار غزة بعد التوصل إلى اتفاق.

وأكد الصالحي أنه «لاصحة لما رددته وسائل إعلامية عربية أول من أمس عن بروز خلافات بين افراد الوفد الفلسطيني، أو ما نسب اليه من انتقادات للورقة المصرية».

وقال إن «هناك تباينات تبرز بين اعضاء الوفد لاختلاف الخلفيات السياسية عند نقاش كل بند ومقترح، لكن هناك اتفاق على الأولويات، كما أن هناك آليات توافقنا عليها وجربناها وثبتناها خلال تجربة التفاوض عند حدوث خلاف، أما ما يقال عن الورقة المصرية وانتقادها، فلا يوجد بالأساس ما يسمى بالورقة المصرية التفاوضية، فمصر أطلقت مبادرة حول وقف اطلاق النار وفتح الحوار، واستمعت ونقلت وناقشت وتبنت مطالب فلسطينية، وهذا هو الثابت الوحيد، أما ما يدور يومياً من اقتراحات تقدم أو تطور أو سحب أو استبدال فكله يتم في اطار العملية التفاوضية، فهذا أمر طبيعي واجرائي، وعليه فإن ما نسبته إلى صحيفة عربية اول من امس أمر يفتقر إلى الدقة تماما».

وكانت صحيفة عربية كبرى تصدر في أوروبا نشرت أول من أمس، تصريحات نسبت إلى الصالحي يقول فيها إن «الوفد الفلسطيني لم يكن إزاء اتفاق مقبول، وأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضته وعطلته لأن الورقة المصرية لم تكن مقبولة، ويمكن لاسرائيل من خلالها زرع الألغام، وأن النقطة الوحيدة الواضحة هي وقف اطلاق النار».

واعتبر الصالحي أن المسؤول عن التعثر الذي تشهده المفاوضات الجارية هي اسرائيل وليس الفلسطينيين، «إذ إنها تقحم المنظور الأمني في كل بند على طاولة التفاوض».

وأكد أنه لم يجر حتى الآن أي حديث عن الأنفاق اثناء المفاوضات، وأن الوفد الفلسطيني يرفض خلط الأوراق أو قبول ما تقوله اسرائيل بحقها في ضرب الأنفاق، أو مطالباتها بنزع السلاح، «لكن الوفد الفلسطيني لايمانع في حال التوصل إلى اتفاق يلبي المطالب الفلسطينية، ووقف العدوان بكل تجلياته ورفع الحصار في الإقرار بصيغة لوقف اطلاق النار براً وبحراً وجواً و(تحت الأرض)، بما يعني في اطار العبارة الأخيرة منع اطلاق نار من داخل الأنفاق». وأوضح الصالحي أن «هناك صراعا داخل أروقة المفاوضات حول إعادة تشغيل مطار وميناء غزة، وأن هناك رفض مبدئي لاخراج نقاشهما من أجندة المفاوضات». وقال المسؤول الفلسطيني إن النقطة الجوهرية التي تسبب تعثر المفاوضات حالياً هو سعي اسرائيل للابقاء على حصار الفلسطينيين في غزة بأشكال التفافية، وعدم التفاعل مع المطالب الفلسطينية بضرورة انهائه، ثم محاولة التهرب من الاتفاقات السابقة، «وهو نهج إسرائيلي شبه ثابت في كل تفاوض، أنها تحاول التفاوض على كل شيء من جديد، كما أنها تحاول أن تتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل تفكيكي وكأنه لا ترابط بين الضفة الغربية وغزة».

توحيد الحركة الفلسطينية

أكد الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي أنه »لامناص من التعامل مع كل الاحتمالات، واعتبار كل السيناريوهات واردة، وبالتالي هناك حاجة متزايدة لتوحيد الحركة الوطنية الفلسطينية، والانطلاق من الحالة الإيجابية التي خلقتها معركة غزة على المستوى الميداني او التفاوضي أو الشعبي، لخلق حالة وحدة كفاحية على أرض النضال الجماهيري السلمي، لتعزيز امكانات اندلاع انتفاضة جديدة، بحيث تصبح آليات الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال متسقة، يسير فيها السياسي، والدبلوماسي والعسكري، والجماهيري بشكل متوازي. وشدد الصالحي على أن شعار الجبهة الوطنية المتحدة هو الأكثر إلحاحاً في اللحظة الراهنة بعد معركة غزة، لكن عنوانه الجاهز هو منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي مظلة جاهزة لكل الفلسطينيين، على أن يتم تعزيز وتطوير دور المنظمة ، والتركيز على دورها في التوحد العام ، وتطويرها وفتح أبوابها لكل الفصائل الفلسطينية.

تويتر