«طالبان» تعتبرهم «عين العدو وأذنه ولسانه»

المترجمون الأفغان مهدّدون في الداخل.. ومرفوضون من الغرب

مترجم أفغاني يتحدث إلى رجل على دراجة نارية وإلى يمينه جندي أميركي في قندهار. أ.ب

تعتبر مهنة المترجم في أفغانستان من المهن الخطرة، ويعرض كثير من الشباب الأفغاني أنفسهم للمخاطر من أجل كسب لقمة العيش. ويرى المسلحون المناوئون لسلطة كابول أن من يتعاون مع الأعداء سواء كانوا أميركيين أو غيرهم فإنه خان شعبه، حتى ولو كان يسهم في التواصل بين المحتل وابناء الوطن الذين يجهلون لغات المحتلين. ويقول حامد عمران الذي يعمل مترجماً مع القوات الأميركية، «بالنسبة لطالبان، نحن عين العدو وأذنه ولسانه»، وقضى عمران الذي عمل مع قوات حفظ السلام في أفغانستان «ايساف»، وكان يتقاضى 500 يورو شهرياً، إلا أنه يفكر حالياً في وضعه ما بعد انسحاب القوات الأجنبية من بلاده، إذ يتعين عليه الفرار أو أن يلقى مصيره على أيدي المسلحين. ويقول ضابط سابق في الجيش البريطاني، لم يكشف عن اسمه، إن «أغلب العاملين معنا لا يخبرون حتى عائلاتهم بالأمر، وبعضهم يشعرون برعب شديد إذ يخلعون ثيابهم الغربية، قبل العودة إلى منازلهم، ويلبسون الزي المحلي». أما عمران فيرى أن «المشكلة أننا نظهر أمام العامة عندما نرافق الجنود في مهماتهم أو في اللقاءات الصحافية، وبالتالي فالناس يعرفون ما نفعل. لقد خاطرنا بأنفسنا كثيراً ونحن الأقل حماية لنواجه الواقع».

بالنسبة لهؤلاء المترجمين فإن الحل هو الفرار، ولكن الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة أو أوروبا أمر صعب، والخدمة في قوات «ايساف» لا تساعد بالضرورة في إجراءات الهجرة، فالعديد من زملاء عمران تم رفض طلباتهم من قبل سفارات أجنبية. وينتظر عمران و24 من زملائه، منذ أكثر من عام، رداً من سفارة السويد إذ يتمنى هؤلاء الذهاب إلى هناك والاستقرار في هذا البلد الاسكندنافي.

لا يشعر عمران بالندم عن العمل مع القوات الأجنبية، ولكنه يشعر بخيبة الأمل «نأمل أن نحصل على رد بحلول شهر مايو». وعلى الرغم من المخاطر التي تتهدد المترجمين إلا أن القليل منهم فقط يحصلون على تأشيرة. ويقول الضابط البريطاني، ان «أغلبية الدول لا تكترث بمصير المترجمين الذين عملوا معها ولم تجهز شيئاً لهم». مضيفاً «انهم الجنود (الغربيون) الذين ضغطوا، في الغالب، على قادتهم لتعريفهم بالمشكلة، وهؤلاء الجنود الذين عملوا مع المترجمين يشعرون بأنهم لهم علاقة بمصير هؤلاء الرجال الذين كانوا في غاية الأهمية بالنسبة لهم».

وفي الجانب الفرنسي، تنقل صحيفة «لوموند» أن 67 طلباً، تقدم بها مترجمون أفغان، من أصل 200 تمت الموافقة عليها من قبل مصالح الهجرة. ويقول جندي نرويجي سابق خدم في أفغانستان، «في قيادات الأركان العسكرية، يقال إنهم كانوا يتقاضون رواتب، وأنهم كانوا يعرفون ما يفعلون وأنهم لم يتلقوا أية وعود». ويؤكد عمران «لم نتلق وعوداً» لم يتضمن العقد الذي وقعناه أي شيء، وحتى أنا لم أفكر في التأشيرة عندما بدأت العمل مع قوات «ايساف».

بالنسبة للضابط البريطاني، ليس هناك معايير أو حصص رسمية لقبول أو رفض طلب الهجرة، إلا ان هناك عوامل مساعدة مثل سنوات الخبرة أو أن يكون مقدم الطلب لديه علاقات جيدة، إضافة إلى عامل الثقة. ويقول الضابط البريطاني، إن خلفية المترجم لا يجب أن تكون عائقاً للحصول على التأشيرة، فهناك بعض الشباب الذين التحقوا بمدارس متشددة في صغرهم وقد يتم رفض طلبهم بمجرد اكتشاف هذه المسألة، على الرغم من تعاونهم مع القوات الأجنبية 10 سنوات أو أكثر.

وفي ذلك يقول حميدالله نورزاي الذي عمل مترجماً مع قوات «ايساف» منذ 2009 وهو الآن لاجئ في لندن، «هذا النوع من النقاش مجرد هراء، فقد كنا نخضع لمساءلة بواسطة جهاز كشف الكذب، للتأكد من عدم تواصلنا مع المسلحين». ويشعر نورزاي بالأمان في بريطانيا، إلا أنه يعلم أنه لا يستطيع أن يعود إلى بلده «لقد حالفني الحظ ولكني قلق عن مصير أهلي»، لأن عناصر طالبان يهبون إلى أقارب المترجم في حال لم يتمكنوا من الوصول إلى الهدف.

تويتر