مخاوف من نشرهم أفكاراً متشددة والترويج للعنف عند عودتهم

المقاتلون الأجانب في سورية خطر على دولهم

آلاف الجهاديين الأجانب يقاتلون في سورية. أرشيفية

لم يعد خافياً على أحد ومنذ أكثر من عامين أن هناك عدداً كبيراً لا يستهان به من المقاتلين الأجانب الذين تطوعوا للقتال في سورية إلى جانب المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحدث محللون في الآونة الاخيرة عن الآثار الكبيرة والخطرة لهؤلاء المسلحين المتطرفين على سورية والبلدان التي قدموا منها.

وربما كانت بريطانيا هي الدولة الأولى أوروبياً وعالمياً التي يأتي منها هؤلاء المقاتلون المتطوعون، والذين يأتون أيضاً من فرنسا وألمانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو وألبانيا والشيشان وأفغانستان وباكستان ودول إفريقية وآسيوية.

ويقول صحافيون بريطانيون وغربيون إن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي كانت على حق عندما نبهت إلى ضرورة مواجهة المتطرفين البريطانيين، ومنع من يغادرون منهم بريطانيا من العودة ثانية، لأنهم سيقومون بنشر أفكار متشددة ويروجون للعنف. وتغادر كل شهر دفعة جديدة من المسلمين البريطانيين ليخاطروا بحياتهم في الصراع الدائر في سورية، حيث يعتبرها بعضهم رحلة خطرة هدفها تخفيف معاناة إخوانهم في الدين، في صراع شرس مع نظام مستبد وقاس. وتغذي بعضهم الآخر أفكار دينية متطرفة عن قيم ومفاهيم العدل والجهاد والتصدي للطغيان والظلم في الاسلام من دعاة متشددين في مساجد بريطانيا، وهؤلاء دوافعهم لتلك الرحلة ليست حميدة.

ويسافر هؤلاء إلى سورية تحت راية «الجهاد باسم الإسلام»، ولكنهم في حقيقة الأمر يتواصلون مع جماعات إسلامية متشددة مثل تنظيم القاعدة و«جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» على أمل الانضمام لمعسكرات تدريب متخصصة لتلقي أحدث تقنيات الإرهاب. وبانضمامهم إلى تلك الجماعات المتطرفة وجد هؤلاء أنفسهم تلقائياً طرفاً في صراع بين هذه الجماعات والجيش السوري الحر. وفي إحصائية أجرتها كشفت الاستخبارات البريطانية الخارجية «إم آي 6» أن 500 شخص على الأقل من مسلمي بريطانيا سافروا إلى سورية، من بينهم أشخاص اجتمعوا مع جماعات متشددة مثل «جبهة النصرة» أو «داعش» في المناطق التي تسيطر عليها تلك الجماعات من سورية.

تويتر