على خلفية الموقف من مظاهرة 30 يونيو و«خريطة الطريق»

موجة انشقاقات تكتسح الأحزاب السياسية المصرية

صورة

تسود مصر حالياً موجة انشقاقات، تشمل معظم الأحزاب والحركات بمختلف اتجاهاتها: الإسلامية والليبرالية والقومية واليسارية. ففي حين شهدت حركة «الإخوان المسلمون» خروج المئات منها تحت راية «إخوان بلا عنف»، نتيجة للتحول الكبير بعد تظاهرات 30 يونيو، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، شهد «حزب الدستور» المعارض الليبرالي انشقاقا ضم 12 ناشطاً من أهم قياداته، فيما انشق 350 قيادياً من حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي اليساري»، معلنين عن تشكيل حزب جديد، وشهد حزب البناء والتنمية (الجماعة الإسلامية) بدوره انشقاقا، يقوده ناجح إبراهيم وكرم زهدي ضد القيادة الحالية للحزب، فيما أطلقت حركة «تمرد» حملة لمواجهة المنشقين عنها، بعد أن تزايدت أعدادهم بشكل ملحوظ.

وتفصيلاً، تواصلت توابع زلزال أحداث 30 يونيو، في الحياة السياسية المصرية، حيث لم تقتصر على جماعة «الإخوان المسلمين»، التي كان الأبرز في انشقاقاتها حتى الآن هو مجموعة «إخوان بلا عنف»، التي لم يتكشف حتى الآن أفق تحركها نحو تشكيل حزب في القريب، أم الاكتفاء بوضعية حركة.

إحالة محمود بدر إلى التحقيق

في تطور جديد، أعلنت حملة «تمرد»، إحالة منسقها محمود بدر ومعاونيه: محمد عبدالعزيز ومحمد نبوي ومحمد هيكل وسيد القاضي ومي وهبة وحسن شاهين للتحقيق، بسبب تحويل الحملة إلى «حركة»، من دون موافقة مالكها الأصلي، وهو الشعب المصري، والخروج عن الإطار الثوري للحملة.


حملة لمواجهة الانشقاقات

أطلقت حركة «تمرد»، حملة لمواجهة المنشقين عنها، بعد أن تزايدت أعدادهم بشكل ملحوظ، وأعلنت الحركة عن سلسلة مؤتمرات، باسم ”تصحيح المسار”، بعدما شهدت الحركة في الفترة الأخيرة اتهامات بالفساد والتربح والانحراف لهيئة قياداتها. وتبادل قادة الحركة الهجمات الكلامية والاتهامات المتبادلة، بالحصول على امتيازات في سلسلة من برامج الـ«توك شو»، في القنوات التلفزيونية المصرية، الأسابيع الماضية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/12/54824.jpg

وعلى صعيد الجبهة الليبرالية، تواصلت الاستقالات داخل حزب الدستور، حتى قبل أسبوعين، والذي يتعرض لهزة عنيفة منذ استقالة (المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية) المعارض محمد البرادعي من الحياة السياسية، بعد أن أبدى ملحوظات بشأن «فض اعتصامي رابعة والنهضة».

وقال القيادي في الحزب جورج إسحق، الذي انسحب منه أخيراً «لا تعليق لي، فقد استقلت فقط لأنني لا أريد انشقاقا داخل الحزب، وهناك مجلس محافظين يجب أن يوافق على ما يقرره الجميع».

أما القيادي في الحزب وليد الشيخ، فقال لـ«الإمارات اليوم»، إن ما يحدث في حزب الدستور طبيعي، فالأحزاب المصرية الكرتونية القديمة والحديثة بعد الثورة، لا تتيح لشبابها الفرصة وتمر بأزمة، لأسباب ترجع لتكوين الأحزاب من نخبة عاجزة فاسدة أو انتهازيين، «حيث تشكلت حول أفراد، أو بتشكيلة شبيهة بالأفلام، أي كاريزما وممول».

ودعا الشيخ إلى خطة لإصلاح الأوضاع في حزب الدستور، تقوم على إقامة مؤتمرين، أحدهما يتعلق بإصلاح لائحة الحزب، التي تعاني انحرافاً غير ديمقراطي، يسمح بانتخاب قيادات ومواقع مؤثرة في الحزب من قبل الهيئة العليا في نوفمبر الجاري، وآخر لعموم الحزب، وهو المؤتمر العام في ديسمبر المقبل.

وقال القيادي في حزب الدستور، مدحت رمضان، إنه توجد تباينات سياسية داخل حزب الدستور، سواء بشأن الموقف من «30 يونيو»، أو «خريطة الطريق»، أو «الممارسات البوليسية». وأضاف أنه توجد مشكلة مختزلة في أن كوادر الحزب أقوى من إدارته، لهذا حصلت الانشقاقات، لكننا نعول علي أن المؤتمر العام المزمع عقده في 25 ديسمبر المقبل، سيضع حداً لهذه المشكلات، وسيخرج الحزب بعدها معافى قوياً».

يذكر أن قائمة القيادات المنشقة عن حزب الدستور، تضم أسماء ارتبطت بثورة 25 يناير، من بينها الناشطة إسراء عبدالفتاح، والإعلامية بثينة كامل، والناشط شادي الغزالي حرب، والوزير الحالي أحمد البرعي، والوزير السابق في فترة حكم المجلس العسكري عماد أبوغازي.

على صعيد موازٍ، شهد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، انشقاقا قاده عادل المشد وإلهام عيداروس ومنى عزت، و350 من قيادات الحزب، حيث أعلنوا عن تشكيل حزب يساري جديد، أطلقوا عليه اسم «العيش والحرية».وقال القيادي في الحزب، والذي حضر المؤتمر الانشقاقي طارق حسن، إن الانشقاق تم في مواجهة الموقف الذيلي (التابع) لقيادة حزب التحالف الشعبي تجاه السلطة، وعدم انتقادها ومواجهتها لصعود وسيطرة جناح الفلول في جبهة 30 يونيو، وعدم اعتراضها على بعض «الممارسات البوليسية».

واعتبر حسن أن «الانشقاق نتيجة لعدم انصهار مجموعتين داخل حزب التحالف، أولاهما مجموعة حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي القديمة، التي ورثت على الرغم من انشقاقه عن التجمع مواقفه الذيلية، وثانيتهما مجموعة ثوار 25 يناير وحلفاؤها، من اليساريين الراديكاليين، والمؤمنة باستمرار الثورة».

على صعيد متصل، تقود حركة «تمرد» مبادرة واسعة، بدأ بمؤتمر موسع الأسبوع الماضي، لاستعادة المنشقين عنها، الذين أصبحوا بالعشرات، بعد أن اتهموا «مركزية تمرد» بالفساد المالي والانحراف. وقال منسق حركة «تمرد» بالصعيد سابقاً، والمنشق حالياً عبدالرحمن عبودي، إن «80% من قادة (تمرد) الحقيقيين انشقوا منها الآن»، وإنه شخصيا يعتبر أن 30 يونيو 2013، هو آخر يوم له في الحركة «حيث خرج بعدها إلى غير عودة».

وأضاف عبودي أنه دعي إلى مبادرة عودة المنشقين لكنه لم يستجب، لأنه يعتبر أن الحركة أدت مهمتها وعليها أن ترحل، وأن القيادة الحالية لـ«تمرد» يسيطر عليها نشطاء من التيار الشعبي (الناصري)، وبعض ممن صعدوا بعد 30 يونيو.

في الإطار نفسه، يشهد حزب البناء والتنمية (جماعات إسلامية) تمردا تتزعمه القيادات التاريخية في الجماعة: ناجح إبراهيم وكرم زهدي وفؤاد الدواليبي، ضد القيادة الحالية، التي اتهموها بالتخبط السياسي بعد 30 يونيو. ودعا المتمردون لمؤتمر عام للحزب، الشهر المقبل، لتعديل سياسة الحزب والجماعة، كما يشهد الأمر نفسه حزب «مصر القوية»، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، الذي استقال المئات من أعضائه أخيراً، وكذلك حزب الوسط، الذي يشهد انشقاقا كبيرا، تقوده جبهة تطلق على نفسها اسم «أحرار الوسط».

تويتر