ملامح التغيـير في إيران غير واضحة

صورة

أُطلق سراح العديد من المعتقلين السياسيين في إيران خلال الأسابيع الماضية، على رأسهم الناشطة الحقوقية نسرين ستوده التي تقارن بالمعارضة البورمية أونغ سان سو تشي. ويرى مراقبون في هذه الخطوة رغبة من قبل الرئيس المنتخب حسن روحاني في التغيير. ونقل موقع إيراني معارض أن شخصيات نسائية أخرى أطلق سراحها أيضاً ضمن بادرة التهدئة مع المعارضة. وتقول ستوده «في الماضي، عندما كانوا يطلقون سراحي كانوا يعطونني وثيقة وهذه المرة لم أتلق شيئاً»، إلا أن الناشطة أكدت أن هدفها لم يتغير وستستمر مع زملائها في تحقيق العدالة وضمان حقوق المتظاهرين. وتزامن إطلاق سراح السجناء السياسيين مع رغبة واضحة للقيادة الجديدة في الانفتاح على الإدارة الأميركية والرئيس باراك أوباما. وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، أعلن أخيراً أن هناك مجالاً للمرونة في ما يتعلق بالدبلوماسية، التصريح الذي اعتبر دعماً لمحاولة روحاني الرامية لإذابة الجليد بين الولايات المتحدة وإيران.

ورحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالخطوة الإيرانية الأخيرة، وقال إن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين سيلقى ترحيباً من قبل عائلاتهم وأصدقائهم حول العالم. وتقول الخبيرة في الشؤون الإيرانية بمؤسسة «بروكينغز» في واشنطن، سوزان مالوني «إن هناك مخاوف من أن تصريحات روحاني لن تترجم إلى أفعال، إلا أن إطلاق سراح السجناء يمثل دليلاً على أنه سيكون مختلفاً». وتضيف أنه «على الأقل يمكننا أن نرى أن الرئيس بدأ الوفاء بوعوده الانتخابية، وأن انتخابه جلب تأثيراً ملموساً وإيجابياً في حياة الناس». ويوافق المحلل في «انترناشيونال كرازس جروب» علي فايز، على هذا الطرح قائلاً، إن «الحكومة الإيرانية تهيئ الطريق للسيد روحاني نحو المشهد الدولي، ومما لاشك فيه ان مزج الأفعال بالتصريحات يزيد من مصداقية الرئيس الجديد، وتؤكد أنه سيفي بوعوده».

في المقابل، حذر رئيس المجلس الأميركي الإيراني، تريتا بارسي من أنه «إذا أخفق الغرب في تقدير مرونة روحاني الحالية، فعليه أن يواجه تشدد المحافظين في الأشهر القليلة االمقبلة». وفي سياق آخر، لايزال المعارضان البارزان مير حسين موسوي ومهدي كروبي رهن الإقامة الجبرية منذ أكثر من سنتين، إلا أن نجل كروبي أكد الأسبوع الماضي أن السلطات خففت القيود على إقامة والده وأصبح بإمكانه استقبال المزيد من الزيارات العائلية. ويعتقد المحللون أن الانفتاح الأخير سيمهد الطريق للإفراج على الشخصيتين البارزتين. وقال المحلل الإيراني سعيد ليلاز، إنه من المبكر جداً الحكم على مستقبل حكومة روحاني الجديدة مع بقاء المرشد علي خامنئي الذي يتحكم كما في السابق في القرار النهائي في القضايا الأمنية، واستمرار الدور المهم الذي يلعبه القادة الكبار في الحرس الثوري وجهاز الاستخبارات في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للإيرانيين. ويتفق الكاتب السياسي البريطاني ديفيد اوزبورن في مقال بعنوان «رئيس لكنه ليس المرشد الأعلى، وهنا تكمن المشكلة بالنسبة إلى حسن روحاني»، ويرى الكاتب انه «لا شيء مؤكداً بعد، يجري البيت الأبيض حسابات صعبة للغاية عن ايران في أعقاب الهجوم الدبلوماسي الباهر والمفاجئ لروحاني، الذي تولى منصبه في أغسطس الماضي».

ويعتقد الناشط في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، فاراز ساني، أن المسؤولية تقع على عاتق طهران، «لتثبت أن إطلاق سراح المعتقلين ليس إلا إشارة رمزية»، مضيفاً أنه «إذا كان النظام الإيراني فعلاً جاداً في القيام بإصلاحات حقيقية، فيتعين عليه القيام بخطوات ملموسة وفورية نحو إطلاق سراح مئات المعتقلين السياسيين الموجودين حالياً في السجون، كما يتعين على طهران أن تضمن أن المفرج عنهم لن يعودوا مجدداً إلى السجون، وألا يكونوا هدفاً للسلطات الأمنية والقضائية».

 

تويتر