القضاء الإسرائيلي يدعم الاستيطان وسط مدينة الخليل

القرار أثر في المحال التجارية. من المصدر

بعد أن شرع القضاء الإسرائيلي بترحيل 5000 عائلة فلسطينية عن الأراضي المحتلة الـ،48 انتقل إلى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة ليلاحق الفلسطينيين وأراضيهم، ويشرع السيطرة عليها، حيث أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قراراً قضائياً بقانونية امتلاك المستوطنين أراضي فلسطينية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

ويأتي قرار المحكمة هذا رفضاً لالتماس تقدمت به لجنة إعمار الخليل، وهي هيئة رسمية فلسطينية تعنى بإعمار البلدة القديمة في الخليل، لإلغاء الأمر باستملاك أراض فلسطينية استولى عليها المستوطنون وحولوها إلى شارع يربط مستوطنة كريات أربع شرق الخليل، بشارع واد النصارى المؤدي إلى المسجد الإبراهيمي في قلب الخليل.

وقال مدير لجنة إعمار الخليل، عماد حمدان، لـ«الإمارات اليوم»، «إن كريات أربع لها طرقها الموجودة منذ إقامتها، ولكن مع التوسع الاستيطاني على حساب أراضي الفلسطينيين تم شق طريق من شارع واد النصارى لسير المستوطنين مع توفير جنود الاحتلال الحماية لهم، وتم منع الفلسطينيين من البناء بالقرب منه، بذريعة شق طرق مختصة للمستوطنة، فيما أزال المستوطنون السياج الذي كان يفصل بين كريات أربع وأراضي المواطنين، وأقاموا أعمدة كهربائية».

ولم يلتزم الاحتلال بهذا الأمر الصادر عن المحكمة، إذ أقاموا بعد ذلك نقطة عسكرية في الطريق، وقسموه قسمين وعبّدوه، ووضعوا برج مراقبة، وهذا ما دفع لجنة إعمار الخليل لرفع قضية أخرى للاعتراض على الشارع، وحصلت أيضاً على أمر احترازي آخر، وتم وقف العمل حتى شهر يونيو ،2010 وذلك بحسب حمدان.

وقال مدير لجنة إعمار الخليل « إن هذا الشارع تم شقه وسط أراض فلسطينية، وهذا سيؤدي إلى السطو على المزيد من أراضي سكان الخليل، إذ إن الهدف أكبر.

من جهة أخرى، قال الخبير في شؤون الاستيطان بمدينة الخليل عبدالهادي حنتش، لـ«الإمارات اليوم»، «إن هذا القرار تعسفي وجائر ولا يمت لاتفاقية جنيف الرابعة والقوانين الدولية بأي صلة، ولكن الاحتلال يسير قوانين لصالح تعزيز الاســتيطان في قلب مدينة الخليل».

وأضاف: «إن الاحتلال يسعى لضم منطقة الحرم الإبراهيمي وشارع الشهداء المغلق ومنطقة السوق والحسبة القديمة ومناطق عديدة في وسط مدينة الخليل إلى مستوطنة كريات أربع، وعزلها عن جسم المدينة».

وتعد هذه الإجراءات، بحسب حنتش، خطوة لقيام المستوطنين بمساعدة الجيش بإغلاق الشوارع والمحال والاستيلاء على الأراضي والبيوت، وتدمير كل ما تبقى من المعالم الإسلامية والتاريخية الموجودة في مدينة الخليل منذ آلاف السنين، وإضفاء الوجود اليهودي المزعوم عليها.

وأشار إلى أن الاحتلال قد يقدم بعد تنفيذ هذا القرار بالسيطرة على البيوت التي يشعر الاحتلال بأنها تعزز الاستيطان في قلب الخليل، بدعوى أن هذه البيوت كان يسكنها اليهود قديماً.

وأضاف «من المناطق التي ستزداد فيها سيطرة المستوطنين عقب هذا القرار، شارع الشهداء المغلق منذ سنوات، رغم وجود قرار بفتحه، إذ إن جميع المحال التجارية فيه مغلقة منذ أمد بعيد، وكذلك منطقة سوق الخضار القديم الذي يرفض الاحتلال رفع يده عنه، رغم صدور قرارات تطالب بذلك، بالإضافة إلى محطة الباصات القديمة التي أقام فيها الاحتلال بنايات ضخمة ونوادي ليلية وبرك سباحة ورياض أطفال».

وأشار حنتش إلى وجود مخطط آخر لضم هذا الجزء لمستوطنة كريات أربع، وشق شوارع داخل المدينة لربطها بالمستوطنة، فتكون شوارع داخلية لصالح الاحتلال والمستوطنين، وبداية لتعزيز الاستيطان بقلب المدينة.

تويتر