سورية تمثل تحدياً لسياسة حُسن الجوار التركية

أكثر من 5000 لاجئ سوري فروا إلى تركيا. أ.ف.ب

بذلت تركيا جهداً كبيراً لتحسين علاقاتها مع جيرانها في الشرق الاوسط، ولكن الاضطرابات في سورية ربما تدفعها لاعادة التفكير في سياستها الخارجية بعد الانتخابات البرلمانية التي اجريت أول من أمس.

وحولت سياسة تركيا الرامية لتجنب اي مشكلات مع جيرانها انقرة لقوة اقليمية وأضحى رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بطلا في الشارع العربي.

ولكن مع فرار أكثر من 5000 لاجئ سوري عبر الحدود هربا من حملة يشنها الرئيس السوري بشار الاسد تدرك تركيا عضو حلف شمال الاطلسي «ناتو» والمرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي الوضع المحرج الذي وجدت نفسها فيه بمحاولتها تأييد الديمقراطية وفي الوقت ذاته كسب صداقة أنظمة حكم شمولية في المنطقة.

وصعد أردوغان الذي فاز بولاية ثالثة عقب الانتخابات انتقاده للاسد على الرغم من التقارب بينهما في السنوات الاخيرة.

وقال خبير السياسية الخارجية بصحيفة «ميليت» اليومية التركية سميح ايديز «انهارت سياسة التقارب مع سورية بالكامل. بعد الانتخابات أتوقع أن تعيد تركيا تقييم سياسة الشرق الاوسط. فهي لم تأت بالنتائج المتوقعة».

واختبرت انتفاضات «الربيع العربي» الاخرى قدرة تركيا على رعاية مصالحها الجديدة، ولكن سورية -الدولة الحليفة لايران التي تقطنها اقليات عرقية ودينية عدة، وتحيط بها صراعات اقليمية- تمثل تحديات خاصة. وحثت تركيا الاسد على تنفيذ اصلاحات وضمت صوتها للادانة الدولية المتصاعدة لدمشق ووصفت حملة الاسد بأنها «غير انسانية وقمع وحشي».

وتتنافس انقرة وطهران اللتان توثقت العلاقات بينهما في السنوات الاخيرة على توسيع نطاق نفوذهما لدى دمشق.

وقال ايديز «يحتمل ان تقود الازمة السورية لبرود أكبر في العلاقات بين انقرة وطهران. اذا تدخلت ايران او حزب الله في الشؤون السورية فسيتعين على تركيا ان تطالب القوى الاجنبية بالابتعاد».

وفي الوقت ذاته عبر لاجئون سوريون عن فرحتهم بقرار تركيا ابقاء حدودها مفتوحة امامهم وهلل نحو 300 سوري في المنطقة الحدودية وهتفوا «يحيا اردوغان» عندما سمعوا نبأ فوزه في الانتخابات.

ويقول بعض المحللون ان تركيا نأت بنفسها عن الغرب في العقد المنصرم في ظل حكم اردوغان.

وفي العام الماضي ذهبت 22٪ من صادرات تركيا الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا اي ضعفي النسبة في عام .2004

وأجرت تركيا مناورات عسكرية واجتماعات حكومية مشتركة مع سورية وألغت شرط الحصول على تأشيرة دخول وربما تقلص هذه الترتيبات الآن.

وقال اردوغان -الذي استضافت بلاده مؤتمرا للشخصيات المعارضة في سورية الاسبوع الماضي «إن انقرة سوف تتحدث مع الاسد بأسلوب مختلف تماما عقب الانتخابات».

وقال المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات هيو بوب، ان الاحداث في سورية اظهرت حدود السياسية التركية وكشفت ضعف قدرة انقرة على الضغط لاقناع الاسد بالتغيير.

وأضاف «تشعر تركيا بإحباط شديد تجاه الاسد، ولكن لا اعتقد أن اي دولة قادرة على الضغط على سورية في هـذه المرحلـة. يسعى النظام للبقـاء».

ولكنه أوضح ان علاقات تركيا الوثيقة بسورية على المستويين التجاري والشعبي ربما تمنحها قدراً من النفوذ في المستقبل.

فقد قادت الحروب في العراق لنزوح لاجئين واضرت بالتجارة مع تركيا بشدة ولكن انشطة الشركات التركية مزدهرة في العراق الآن.

وقال بوب «مهما حدث في سورية ستتكيف تركيا معه».

تويتر