فتوى تحرّم تأجير البيوت للعرب

إسرائيل تبيع منازل عكا لمستثمرين يهــود بالمزاد

شركة «عميدار» باعت العام الجاري 30 منزلاً من أصل 400 في البلدة القديمة بعكا لجمعيات يهودية. الإمارات اليوم

يتوقع السكان العرب في البلدة القديمة بمدينة عكا المحتلة، في كل يوم، طردهم من منازلهم وبيعها للشركات الإسرائيلية، في إطار مساعي حكومة الاحتلال إلى تهويد المدينة وترحيل سكانها الأصليين منها، إذ إن شركة السكن الحكومية الإسرائيلية (عميدار) باعت عشرات المنازل العربية إلى مستثمرين يهود خلال العام الجاري، فيما عادت الشركة مجدداً إلى نشر مناقصات لبيع المنازل التي يسكنها العرب في عكا القديمة إلى الجمعيات والمستثمرين اليهود، بعد مطالبتها العرب بشراء منازلهم المستأجرة التي تعود ملكيتها الأصلية إليهم بأسعار خيالية، وأنذرتهم ببيع المنازل ضمن مناقصات.

وكانت إسرائيل سيطرت على منازل الفلسطينيين المهجرين في عكا عقب النكبة، واعتبرتها أملاك غائبين، فيما أخضعت ملكية هذه المنازل لشركة «عميدار» التي فرضت رسوم استئجار المنازل على الفلسطينيين الذين بقوا في المدينة، وشرعت أخيراً في بيعها في المزاد العلني لمستثمرين يهود.

وقال النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، عضو حزب التجمع الوطني الديمقراطي الشيخ عباس زكور لـ«الإمارات اليوم»، «تشهد عكا القديمة في كل يوم جولات لشركة عميدار ومخمنين ومهندسين لتقدير قيمة المنازل التي ستباع لليهود، كما تنشر عروض يومية في الصحف الإسرائيلية لشراء المنازل ولا تحدد أسعار البيع حتى يكون الأمر مفتوحا لمن يريد الشراء».

وأضاف أن «الشركة تساوم السكان العرب ببيع منزله مقابل مبالغ خيالية، أو أن يشتريه وبالتالي تعود الملكية إليه، وهناك من يميل إلى التملك، ولكن السكان لا يملكون المبالغ الكبيرة التي تمكنهم من ذلك، إذ يمرون بأوضاع اقتصادية مزرية، ويعتمدون على مهنة الصيد والعمل في المصانع».

وأشار إلى أن نسبة الأغنياء من السكان العرب تقارب 5٪ من عدد العرب في المدن العربية التي يسكنها عرب ويهود، فيما يعيش 25٪ من سكان إسرائيل تحت خط الفقر، وغالبيتهم من العرب، إضافة إلى القادمين الجدد، واليهود المتدينين.

وقال عضو التجمع الوطني «عندما يرفض السكان شراء منازلهم أو بيعها، تسلمهم شركة عميدار إخطارات بدفع الديون المتراكمة عليهم مقابل سكنهم في البيوت التي تعود ملكيتها الأصلية إليهم، والتي تصل إلى ما يقارب 8000 شيكل، فيما تصدر المحكمة أوامر غيابية ضد السكان الذين لا يدفعون الديون ولا يحضرون إلى المحكمة بطردهم من منازلهم».

وأضاف «بعد أن يطرد السكان من منازلهم، تعرض شركة عميدار مناقصات للجمعيات والمستثمرين اليهود لشراء تلك المنازل وتملكها». وتابع «في بعض الأحيان شاركنا نحن العرب وبعض الجمعيات العربية لشراء بيت من البيوت المطروحة للبيع، ولكن فوجئنا بأن جمعية يهودية وضعت أضعاف السعر الذي عرضناه».

وبيّن زكور أن شركة عميدار باعت خلال العام الجاري 30 منزلاً من أصل 400 منزل في البلدة القديمة بعكا لجمعيات يهودية.

وتملكت جمعية «أياليم» اليهودية التي تتلقى دعمًا من أغنياء يهود من داخل وخارج إسرائيل، غالبية هذه البيوت، إذ تعد من أكثر الشركات التي تشتري المنازل العربية في عكا، وذلك بحسب زكور.

وأوضح أن الجمعية اليهودية جلبت إلى المنازل التي تملكتها أعداداً من اليهود غالبيتهم من الطلبة، وقد وضعوا الأعلام الإسرائيلية على المنازل، فيما يجلبون في كل يوم زواراً يهود إلى هذه المنازل.

وكانت شركة عميدار جلبت أخيراً عدداً كبيراً من اليهود، خصوصاً المتدينين للسكن في عكا القديمة، لاسيما أن المئات من اليهود يسكنون فيها منذ عشرات السنين، حيث قاموا بترميم المنازل القديمة والسكن فيها، بعد أن هجّروا أصحابها الأصليين إلى قرية المكر التي تبعد عن عكا خمسة كيلومترات.

وقال زكور، أحد سكان عكا القديمة، «هناك منازل عربية يسكنها رجل وزوجته في عمر الثمانين، فإذا خرج الأبناء من المنزل للزواج أو غيره لا يحق لهم العودة إليه بأي شكل من الأشكال، ويعد مختلساً عند إسرائيل، وإذا حاول العودة إلى المنزل يطرد من قبل الشرطة، كما أنه لا يحق له التملك أو الميراث، وتعود ملكية البيت كاملة إلى الشركة الإسرائيلية».

وبحسب زكور، أصدر 50 رجلاً من كبار رجال الدين اليهود في إسرائيل في الأيام الأولى من شهر ديسمبر الجاري، فتوى تطالب اليهود بعدم تأجير البيوت للعرب في المدن العربية المختلطة مثل عكا وحيفا ويافا، أو أن يمنحوهم أي فائدة موقف سيارات، بينما حذرت كل من يؤجر أن يكون عقابه نيراناً كالنيران التي حرقت جبل الكرمل.

تويتر