أردين جاءت إليه في منتصف الليل.. وصوفيا انفردت به في صالة سينما

شكوك حول اغتصاب جوليان أسانـغ فتاتين مـن السويد

جوليان أسانغ يؤكد أنه يتعرض لمؤامرة. غيتي ـ أرشيفية

أثار الاعتقال المتوقع للصحافي الاسترالي جوليان أسانغ، مدير موقع ويكيليكس في لندن، زوبعة من التساؤلات في الاوساط الإعلامية والسياسية في السويد وبريطانيا والولايات المتحدة والعالم، وبينما تواصل اعتقال أسانغ بتهمة التحرش بفتاتين سويديتين، تصاعدت الشكوك حول روايات الفتاتين، حيث تكشف أن الأولى هي التي منحته شقتها للإقامة فيها، ثم عادت إليها في منتصف الليل، بينما حامت شكوك حول الثانية كعميلة للمخابرات الأميركية.

وعلى الرغم من اعتقال أسانغ وبدء محاكمته امام محكمة ويستمنستر في العاصمة البريطانية، فإن السويد مازالت تطالب بتسلمه بناءً على مذكرة توقيف صادرة بحقه بناءً على شكوى السيدتين، ورفض القاضي هاورد ريدل طلب اسانغ الافراج المشروط عنه، نظراً لما وصفه بـ«الخطورة الشديدة للاتهامات الموجهة إليه، وامتلاك المتهم الوسائل والقدرة على الفرار».

ونفى أسانغ الاتهامات الموجهة اليه ودفع ببراءته، قائلاً «انه يتعرض لمؤامرة، وعملية انتقام، وتصفية حسابات لاسكات صوته وصوت موقع ويكيليكس الذي بات الأشهر في العالم». بينما قال محاميه الرئيس مارك ستيفنز «يعتقد كثيرون أن الملاحقات دافعها سياسي، ونعتقد أن الاتهامات ضعيفة جداً»، مؤكداً تصميمه على استنفاد كل وسائل الطعن وهي عديدة.

شقة سكنية

واستناداً إلى محضر التحقيقات مع المدعيتين على أسانغ بالتحرش والاغتصاب، آنا أردين (31 سنة) وصوفيا فيلين (22 سنة)، فإن الشابة أردين، المتحدثة الإعلامية باسم حركة الاخوة المسيحية التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في السويد، استجابت لطلب الامين العام للحركة بتوفير شقة لوضعها في خدمة اسانغ، الذي لبى دعوتها لإلقاء محاضرة في العاصمة ستوكهولم في أغسطس الماضي، وقالت يوم تسليمها مفتاح الشقة لاحد الاعضاء في 31 اغسطس الماضي إنها ستتوجه إلى مدينة غوتنبرغ جنوب السويد، ولن تعود الى العاصمة إلا بعد يومين أو ثلاثة، ولكنها عادت إليها من غير سابق إنذار، وفتحت بابها واعتذرت عن عدم إبلاغه بانها ستعود، وقضت ليلتها معه حيث شاركته الفراش.

وطبقاً لمحضر الشرطة، فإن أردين طلبت من أسانغ أن يستخدم الواقي الذكري، إلا أنها استيقظت واكتشفت أنه لم يفعل ذلك، الامر الذي نفاه الاخير بشدة، وأكد انه استخدمه بالفعل، لكن أردين لم تنتبه للأمر. ولم تتقدم أردين بشكوى ضد أسانغ، ولم تطلب منه أن يوضح موضوع الواقي، وتوجه إلى قاعة المحاضرات في ستوكهولم، واهتمت به أردين على النحو الذي كان مطلوباً منها.

فيلين الفاتنة

انسحابات من «ويكيليكس» واتهام أسانغ بعدم الشفافية

قرر خمسة من العاملين مع أسانغ الانسحاب من موقع ويكيليكس، وإنشاء موقع منافس يحمل اسم أوبن ليكس، بعد ما تعالت اتهاماتهم ضده بعدم الشفافية، وانعدام الديمقراطية في إدارته للموقع، بينما رد مقربون من أسانغ على من باشروا حملة ضده. وقد وجدت الصحافة الغربية في الأمر فرصة للتشهير بموقع ويكيليكس أو لكشف جوانب خفية في قضية الموقع، ونشره الوثائق، وملابسات قضية اتهام اسانغ بالاغتصاب. عواصم ــ أ.ف.ب

كما جاء في المحضر أنه وأثناء المحاضرة ظهرت صوفيا فيلين في الصف الأول بين الجمهور، بعد وصولها مبكرة من مدينة أنشوبينغ في وسط السويد للاستماع إلى أسانغ، حيث لفتت صوفيا أنظار العديد من الحاضرين بملابس تظهر مفاتنها الجسدية بوضوح، ووقوفها مرات عدة أثناء المحاضرة أمام أسانغ لأخذ صور له. وتقول صوفيا في روايتها للشرطة «شاهدت التلفزيون قبل أسابيع من قدومه إلى السويد، فأعجبت به وبشجاعته، وأجريت بحثاً عن اسمه على غوغل، وعلمت أنه سيلقي محاضرة في ستوكهولم، واتصلت بالقائمين على المحاضرة وعرضت عليهم خدماتي، لكني لم أحصل على جواب، ثم استفسرت منهم لاحقاً عما إذا كان ممكناً أن أحضر، فكانت إجابتهم بأن اسمي موجود في أول لائحة الضيوف، وبعدما انتهى أسانغ من إلقاء محاضرته، تقدمت صوفيا نحوه، وتبادلا الملاطفة، ثم خرجا معاً وتوجها إلى قاعة كوسمونوفا للأفلام الوثائقية، حيث مارسا الجنس على نحو غير كامل في القاعة، حسب محضر الشرطة، ثم افترقا ليذهب أسانغ إلى العشاء مع أصدقائه في ستوكهولم. وتضيف صوفيا أن أسانغ لم يتصل بها خلال يومين، ما دفعها إلى الاتصال به لتعرض عليه أن يلتقيا مجدداً، ثم عادت إلى ستوكهولم واصطحبته إلى مدينتها أنشوبينغ حيث تسكن.

وهي نائمة

وطبقاً لما جاء في المحضر، فإنها استيقظت في الصباح التالي لتكتشف أن أسانغ يمارس الجنس معها وهي نائمة، ثم عاد أدراجه إلى ستوكهولم على نفقتها، حيث اشترت له تذكرة القطار وودعته، وطلبت منه أن يبقى على اتصال بها. وبعد فترة عاد أسانغ إلى ستوكهولم ليحل مجدداً ضيفاً على آنا أردين، لمدة يومين قبل أن يغادر منزلها لينتقل إلى منزل صديق سويدي يساعده في موقع ويكيليكس. كما تدعي صوفيا أنها بعد اكتشافها ما فعله معها أسانغ أثناء النوم باشرت اتصالات لتعرف عدد وأسماء النساء اللواتي قابلنه في السويد، لتروي ما حصل معها لشريكتها أردين التي قالت في محضر الشرطة إنها هي من شجعت صوفيا على أن ترافقها إلى مركز شرطة ستوكهولم لتقديم شكوى بحق أسانغ بتهمة الاغتصاب.

عميلة أميركية

واستناداً لأصدقاء المرأتين، فإن صوفيا وجه غير معروف كلياً في الوسط السويدي، على خلاف أردين الناشطة المتطرفة والعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والمعروف عنها نشاطها القوي في أوساط منظمات فلسطينية في السويد، ودفاعها الشرس عن القضية الفلسطينية، وعن الهجمة على الإسلام والمسلمين في أوروبا. كما تثير أردين الكثير من الموضوعات السياسية والقضايا النسوية على مدونتها على الإنترنت، لكنها بعدما تقدمت بالدعوى ضد أسانغ أقفلت مدونتها، وانتقلت بعد أسبوعين إلى فلسطين، لتتعلم اللغة العربية، على أن تبقى هناك لمدة ثلاثة أشهر، كما قامت أردين من قبل برحلات مشابهة، إذ سافرت سنة2007 إلى كوبا، حيث أقامت فترة قبل أن تعتقلها السلطات وتطردها، بعدما اكتشفت أنها تقوم بحملة دعائية ضد النظام الكوبي، واتهمتها بالعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه)، ما دفع محللين الى التساؤل عما اذا كانت أردين قد جندتها الاستخبارات الأميركية لتشويه سمعة أسانغ. ومما عزز هذه الشكوك أنه قال قبل فترة قصيرة إنه وصلته معلومات تفيد بأن الإدارة الأميركية تعمل جاهدة للنيل من سمعته والانتقام منه بطرق مختلفة، إلا أن أردين نفت، بعد يومين من تقديم الدعوى بحقه، ما تردد على بعض المدونات السويدية من أنها عميلة أميركية.

تعاطف شعبي

مهما كانت طبيعة القرار الذي ستتخذه المحكمة البريطانية بشأن تسليم أو عدم تسليم أسانغ إلى السويد، فإن اعتقاله ومحاكمته استقطبا له مزيراً من التعاطف والتأييد شعبياً ورسمياً في كثير من دول العالم. فقد سارع فريق المحامين البريطانيين المكلف الدفاع عنه الى تحميل المسؤولية لما وصفوه بـ«القوى الظلامية»، التي سهّلت اعتقاله، بينما اتهم النائب البريطاني عن حزب العمال المعارض رئيس اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان كيث فاز، السلطات الأميركية بالاعتماد على بريطانيا لمعاقبة أسانغ، أما الرئاسة الروسية فقد دعا مصدر رفيع فيها الى منحه جائزة نوبل للسلام. كما ظهرت مئات المواقع الإلكترونية المتطوعة لتنشر وثائق ويكيليكس رداً على اعتقال أسانغ.

وتقول «نيويورك تايمز» إن الموقف الاميركي من اعتقال اسانغ عبر عن سعادة وارتياح واضحين من خلال ما قاله وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، من أن ما حدث كان أخباراً سارة وتطورات إيجابية، وانه استناداً الى مصادر قضائيه فإن ادانة اسانغ تعني انه سيواجه حكماً بالسجن لمدة عامين على الاقل. من جانبها أشارت «كريستيان ساينس مونيتور» الى أن الادعاء العام في السويد أعاد فتح التحقيق في قضية اغتصاب أسترالية تبلغ من العمر 39 عاماً، غير أنه لم يطالب بتوقيفه، والى انه تم اعتقاله بعد تحذيره من أن موقع ويكيليكس سينشر وثائق تتضمن مراسلات وبرقيات حساسة وخطيرة للغاية إذا ما حدث له أي شيء.

واضافت الصحيفة أن قضية الرجل قد تستمر أياماً وربما أشهراً، وان هناك مخاوف من احتمال إقدام الحكومة البريطانية على تسليمه إلى الولايات المتحدة، الامر الذي يقوض فرصه في الحصول على محاكمة عادلة، ويضر بعلاقات واشنطن مع كل من ستوكهولم وكانبرة.

تويتر